ينتاب المواطن البسيط هذه الأيام شعور بالفخر والاعتزاز وفي نفس الوقت تنتابه سِنة من الحسرة والألم على عقود من عمر الدولة الفتية ضُيعت دون أدنى إنجاز يستحق الخلود في ذاكرة المواطن ، فبين الذين أهدروا ماضينا ؛ والذين لازالوا مصرين على تبديد أحلامنا بمستقبل مشرق واعد يتساوى فيه الجميع أمام القانون فلا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ؛ حلمنا بأن تعم نعماء ومقدرات بلدنا لتشمل كافة مكوناته وأفراده .

  شكلت وعود رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز إبان حركته التصحيحية  لإنقاذ مسار سفينة الديمقراطية في البلد 2008 وأكد تلك الإلتزامات والعهود خلال خوضه غمار معركة استحقاقات 2009 وهو ما مثل أملا لشرائح هشة داخل هذا المجتمع ظلت عقودا تعيش ضياعا وتشردا داخل وطنها ؛ تفتقد أبسط مقومات العيش الكريم وتقتات على الهامش ؛ تعيش وضعية استرقاق خارج الإطار القانوني فما بين مستعبد بما في الكلمة من معنى لا تسمح له وضعيته بالتعليم ولا حتى بالتمتع بإنسانيته ؛ وحر أجير لا توفر له الدولة فرصة مجرد التفكير في المساواة بينه وباقي مكونات المجتمع فهو المغيب رغما عنه المقصى من تسيير امر نفسه أحرى أن يفكر في تسيير بعض امور بلده .
وعلى الرغم من محاولة بعض الأنظمة الاستجابة للدعوات المتكررة بإشراك شريحة " لحراطين " وتوفير الظروف الملائمة للمساواة بين شرائح المجتمع حتى نتمكن من النهوض به جميعا حيث لا يتأتى لأمة أي أمة أن تنهض ونصفها مشلول عاجزعن القيام بدوره ، فإن ما قيم به في هذا الاتجاه  لم يتجاوز كونه أقراصا مخدرة لأفراد هذه الشريحة ؛ أما تلك الدعوة التي أطلقها رئيس الفقراء إبان حملته الإنتخابية فبإمكاننا اليوم بعد مرور أزيد من ثلاث سنوات من فترة مأموريته القول أنها قوّمت ما عوج خلال العقود الماضية وذلك في شتى المجالات فبرامج دعم هذه الشرائح باد للعيان وتتم الاستفادة منها على مستوى التراب الوطني بتوفير المواد الغذائية الاستهلاكية اليومية للمواطنين ؛ وتقسيم القطع الأرضية وتوفير المياه والكهرباء شملت جميع أماكن الفئات الهشة من هذا المجتمع ؛ وتم تجهيزها بالمستشفيات والأجهزة بأسعار رمزية في متناول الفقراء والمهمشين والمعدمين وشيدت فيها المدارس ؛ وتم تعميم العلاوات لتشمل جميع الموظفين بعد أن كانت حكرا على علية القوم وأصحاب المراكز المرموقة دون وجه حق ؛ وبحكمة ونفاذ بصيرة تمت معالجة ملف المبعدين "اللاجئين " وها نحن اليوم نشهد إجراءا آخر يعزز سهر الحكومة بتوجيهات وإرشادات من فخامته بإصدار قرار بحل ما عرف سابقا بالوكالة الوطنية لدمج اللاجئين وإحلال هيئة جديدة تعني باستئصال الرق"فضلا عن مكافحة الفقر بكل أشكاله  وهي بلا شك  خطوة في الاتجاه الصحيح تعكس جدية الإلتزام الذي قطعه رئيس الجمهورية على نفسه وهو العهد بينه والشعب الموريتاني ؛ ومع إشادتنا بهذه الإجراءات فإننا نؤكد على ضرورة اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب حتى تكون فائدتها على قدر الطموحات والآمال فعلى قدر أهل العزم تأت العزائم ، فكم من إجراءات تم اتخاذها وعلى الرغم من حاجة المجتمع إليها شل حركتها وأفقدها أهميتها ضعف التسيير وغياب المسؤولية لدى مسيريها ، كما أن الاهتمام بالحالة المدنية وإعادة تقييد السكان وفق رقم وطني سيمكن بلا شك من معرفة عدد السكان والرفع من المستوى الاقتصادي والتنموي وفق خطط تعتمد معايير غاية في الدقة ؛ كما سيمكن هذا الإجراء ضبط الحدود وتأمينها، كما أن الطفرة النوعية التي شهدها قطاع البنية التحتية وآخر حلقاتها تشييد مطار دولي يليق بسمعة البلد واستقبال زواره ، كما أن الحملة التي أطلقها فخامة الرئيس غداة تسلمه مقاليد الأمور على الفساد وأهله عرفت نجاح منقطع النظير لم يميز بين قريب أو بعيد موال أو معارض بل إن إسناد مهمة الجهة المعنية بها " المفتشية العامة للدولة " إلى شخصية عرفت بالنزاهة والتحلي بالمسؤولية من خارج الأحزاب الموالية للنظام لهو أكبر دليل على جدية فخامته في الحرب المعلنة على الفساد واستئصاله من جذوره بعد أن عمت به البلوى  على مدى العقود المنصرمة  .
وكما استقبلنا وعود فخامة الرئيس إبان الانتخابات وأثبتت لنا الأيام توفيقنا في الاختيار بتحقق تلك الإنجازات على أرض الواقع فإننا نؤكد التزامنا بذلك العهد وسيرنا وفق أجندته حتى تكتمل المسيرة ويتحقق لبلدنا الرقي والازدهار بعد أن تحقق الأمن والاستقرار  .

                                                     صمب ولد السالك
                                                       ناشط سياسي