’الخبر’ تكشف تفاصيل العملية الفرنسية الفاشلة    
27/07/2010

حددت أجهزة الأمن المكلفة بمكافحة الإرهاب في الساحل 20 موقعا تقريبا يستعملها الإرهابيون لإخفاء الرهائن الغربيين، كان هدف العملية العسكرية الموريتانية الفرنسية في شمال مالي، نهاية الأسبوع الماضي، هو تحرير الرهينة جيرمانو عبر أسر أحد قادة التنظيم الإرهابي في الصحراء والتحقيق معه بسرعة للتأكد من موقع تواجد الرهينة الفرنسي جيرمانو.



كشفت معلومات جديدة، حول العملية العسكرية الفاشلة في شمال مالي، بأن 2 من الإرهابيين الستة القتلى في العملية  جزائريان من البويرة وخنشلة. ورجحت مصادرنا وقوع إرهابي سابع في يد القوات الموريتانية بعد تعرضه لجروح خلال العملية.
وأرادت قيادة فرقة الكومندوس الفرنسية المتخصصة في تحرير الرهائن، والتي يعتقد بأن عددا من أفرادها نقل على عجل من أفغانستان، يوم الخميس إلى شمال مالي لتحرير ميشال جيرمانو، عبر عمليتين عسكريتين، بدأت الأولى في منطقة تبعد عن مدينة كيدال شمال مالي بنحو 200 كلم. وتضمنت الخطة الفرنسية، التي نفذت بالتعاون مع قوات من الجيش الموريتاني، خداع مجموعة تابعة لكتائب الصحراء التابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، حيث كان هؤلاء ينتظرون وصول مفاوض مالي هو ضابط سابق في الجيش بمعية أحد الأعيان وهو تاجر من قبيلة أرنان. هدف الموعد هو الحصول على دليل يثبت بأن ميشال جيرمانو ما يزال على قيد الحياة، مقابل مبلغ مالي لم يحدد. وكانت الخطة تقتضي القبض على بعض الإرهابيين السبعة أحياء وإخضاعهم لتحقيق سريع ميداني، يتم بعده التأكد من موقع وجود الرهينة الفرنسي ثم تحريره أو القضاء على خاطفيه.
وكانت العملية في البداية تتضمن افتراض أن يكون ضمن من يأتي للحصول على الأموال، أحد قيادات إمارة الصحراء من الصف الثاني مثل العبادي المالي أو محمد التونسي أو التندغي الموريتاني أو هارون البويري، لكن لا أحد من هؤلاء وقع في الفخ. وكشف خبراء في مكافحة الإرهاب بأن الإرهابيين الجزائريين عادة لا يثقون أبدا في المواعيد التي تقدم لهم، لهذا يحتاطون كثيرا ولا يأتي إلا إرهابيون جدد لا صلة لهم بأسرار التنظيم، وهذا ما فات الفرنسيين الذين افترضوا بأن عدة عمليات تفاوض سابقة بين جماعة الصحراء في تنظيم القاعدة والوسطاء تكفي لجعل  أبو زيد يشعر بالاطمئنان، وهو ما لم يتحقق.
وطلب الإرهابيون مقابل الإفراج عن جيرمانو ميشال الحصول على فدية مالية لم تحددها مصادرنا، وتأكد ذلك من خلال البيان الذي أصدره التنظيم حول المهلة الأخيرة قبل أسبوعين، حيث وصف مطالب التنظيم مقابل الإفراج عن الرهينة بأنها ’بسيطة ومعقولة’، أي اعترف ضمنا بأنه لم يطلب الإفراج عن سجناء في دول الساحل. وكشفت مصادر على صلة بالشأن الأمني في الساحل بأن السوفي بالغ في تحديد قيمة الفدية التي تراوحت بين 6 و8 ملايين أورو، وتوقفت المفاوضات إلى غاية صدور بيان المهلة الأخيرة.
قام أفراد من القوات الخاصة الفرنسية بالتنكر في زي بدو رحّل وركبوا جمالا، واقتربوا ببطء من 7 إرهابيين كانوا بصدد الحصول على دفعة مالية، مقابل الرد على طلب فرنسي للتأكد من بقاء الرهينة على قيد الحياة
وهنا قرر الفرنسيون شن عملية عسكرية لتحرير الرهينة وجلبوا لها قوة متخصصة في مكافحة الإرهاب تعمل في أفغانستان، وانطلقت الخطة، حسب مصادرنا، من عدة معطيات أهمها أن أجهزة الأمن في دول الساحل حددت مابين 15 و20 موقعا يمكن أن يخفي فيها الإرهابيون الرهائن الغربيين، يقع أغلبها في منطقة أيفوغاس وواد زوراك ومحيط منطقة كيدال في شمال مالي. وسميت هذه المواقع بـ’بنك الأهداف’، وتم تحديدها عبر عدة مصادر أهمها استجواب إرهابيين ومهرّبين موقوفين ورهائن سابقين تم تحريرهم، وكذا بواسطة الاستطلاع الجوي بالإضافة إلى تجارب الإفراج السابقة وحساب المسافة التي يقطعها كل رهينة أثناء رحلة تحريره وتسليمه للوسيط.
وكان المخطط الفرنسي يعتمد على اختيار موقعين أو ثلاثة من هذه المواقع، بعد استجواب الإرهابيين الموقوفين، ثم شن غارة عليها بسرعة بواسطة قوات مشتركة موريتانية فرنسية. وقد استفادت قوات نخبة موريتانية من تدريب مكثف على عمليات تحرير الرهائن، خلال عام 2009، وتمت تمارين قتالية بين قوات فرنسية وموريتانية في السابق للتأكد من جاهزية القوات الموريتانية التي شاركت في العملية.
وقام أفراد من القوات الخاصة الفرنسية بالتنكر في زي بدو رحّل وركبوا جمالا، واقتربوا ببطء من 7 إرهابيين كانوا بصدد الحصول على دفعة مالية، مقابل الرد على طلب فرنسي للتأكد من بقاء الرهينة الفرنسي على قيد الحياة، وفجأة أطلقوا النار من جهتين فباغتوا الإرهابيين الذين ردوا على النيران لكنهم وقعوا في كمين محكم. 
وقد وقع إرهابيان، أحدهما فارق الحياة لاحقا، في يد القوات المشتركة أحياء، بعد إصابتهما بجروح، ولكن لم تتوفر لهما أية معلومات مهمة. وقررت القوات المشتركة الإغارة على 3 مواقع يومي الجمعة والسبت، ولم يكشف فيها أي شيء، وتوقفت العمليات بعد ضغط إسباني خوفا على حياة الرهائن الإسبان، بعد أن تأكد الجميع بأن جيرمانو أعدم بعد أن أخلى الإرهابيون كل مخابئهم في شمال مالي يومي الجمعة والسبت.

الخبر


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة