رؤية تواصل للرق تثير جدلا بين الساسة والحقوقيين   
19/07/2010

قال رئيس نجدة العبيد أبو بكر ولد مسعود إن حزب تواصل تجاهل الدور التاريخي لمنظمته في الكفاح ضد العبودية،معتبرا أن الأمر غير مقبول،واعتبر ولد مسعود أن الرق مستشر في موريتانيا ومترسخ وأن على الأئمة والعلماء القيام بدور إيجابي في محاربته والقضاء عليه.



وقال ولد مسعود خلال ندوة نظمها حزب تواصل للإعلان عن موقفه من الرق إنني آسف للذين يقولون بأن بعض المناضلين في سبيل القضاء على الرق يتاجرون بهذه القضية في الدول الأوربية، مضيفا إن الذي يجعل القضية تنتقل من الداخل إلى الخارج هو كونها قضية حقوق ولم تجد التفاعل التام معها من قبل المجتمع، وأضاف ولد مسعود إنه ورغم تقصير الدولة في هذه القضية ومحاولة التلبيس عليها فإن المجتمع هو الذي يعمل على التكتم عليها، داعيا الأئمة إلى القيام بدورهم في هذا المجال.
مدخل رسمي..
أما الأستاذ ابراهيم ولد أبتي فقد اعتبر أن الوثيقة مبادرة تستحق التشجيع ومدخلا رسميا لمعالجة القضية الشائكة، والتي قال حلها يكمن في القضاء على الظاهرة يكمن في طرحها من خلال التفكير الجاد وعلى نطاق واسع وفتح الإعلام العمومية للتحدث عنها، وأضاف ولد أبتي البعض يحاول ترسيخ القول بأن الإسلام كان السبب في ظاهرة الرق في موريتانيا مستندا على بعض الحروب الجهادية، مدعيا أنها أسفرت عن أسرى تحولوا إلى عبيد، وهو الأمر الذي يكذبه التاريخ حسب تعبير ولد أبت قائلا إن المؤرخين مجمعون على أنه لا يوجد شيء  ييثبت هذه الرواية.
التجارة بالقضية..
كما تناول الكلام الدكتور ايزيد بيه ولد محمد محمود والذي قال إنه ليس من البدعة ولا من الصدفة أن طرق حزب تواصل  موضوع الرق ويقدم حلولا عملية لبلسمة ما أسماع بالجرح الغائر وطي الصفة الظاهرة الحساسة في البلاد، مضيفا أنه يأخذ على الوثيقة أنها نسيت أن من يتناول قضية الاسترقاق في البلاد طرفان أحدهما يعمل للقضية وحلها على منابر الخارج بنوايا مريبة وطرف يعمل على حلها في الداخل بصوت مبحوح وغير مسموع، يجب على المجتمع مساعدته وإسماع صوته، داعيا في هذا السياق العمدة المكلف بجهاز محاربة الرق ومخلفاته، إلى تنظم ندوة حوارية شاملة لمناقشة القضية وتقديم حلول عملة بشأنها.
ضد الاسترقاق..
أما المحامي محمدن ولد شدو الذي امتزجت مداخلته بالردود وطرح الأفكار  والآراء وأثارت ضجة كبرى فقد قال إن القضية يجب أن تعالج بشكل يلامس العقل بعيدا عن العواطف، وأن يقال في شأنها كلام صرح وواضح، وأضاف أن البلاد الموريتانية كانت من بين البلدان التي شكلت معسكر ممانعة في وجه الاسترقاق وتجارة البشر التي كانت في أوجها أيام الاستعمار الغربي لقارة الإفريقية،
واعتبر ولد الشدو أن حركة الإمام  ناصر الدين ساهمت بشكل كبير في القضاء على الرق كما أن بعض الشخصيات العلمية من أمثال الشيخ سلميان ولد الشيخ ولد سيديا كانت وراء القضاء على الظاهرة في بعض الولايات كولاية الترارزة وهو ما اعتبره بعض قادة حركة الحر ونجدة العبيد كذبا على التاريخ مطالبين بالرد،
وأضاف ولد الشدو إن ظاهرة الرق لم تعد كما كانت كما أنه يجب التأكيد على أن الاسترقاق في موريتانيا لا يقتصر على العنصر الأبيض في المجتمع وحده كما يعتقد الكثيرون بل إن مكونات الشعب الزنجية هي الأخرى لديها هذه الظاهرة كما أن أساليب الاستعباد - يقول ولد شدو-  تختلف لدى تلك الشرائح المستعبدة.
وقال ول الشدو إن القضاء على الظاهرة ومخلفاتها يكمن في توحيد الجهود وتضافرها من الجمع بين الإرادة السياسية الجادة، وظهير ديني والمساندة الاجتماعية ومحاولة الدمج الاجتماعي، مضيفا أنه كان على الورقة أن لا تنسى الجهود التس قدمها الرئيس السابق المختار ولد داداه
جهود الإسلاميين
نائب رئيس حزب تواصل الأستاذ محمد غلام ولد الحاج الشيخ نفى تقصير التيار الإسلامي في مواجهة الرق مؤكدا أن ’’ الحركة الإسلامية في موريتانيا هي أول من نزل إلى تجمعات  الأرقاء السابقين وفتح فيها مؤسسات تعليمة وأسهمت في تعليم وتكوين بعض أفرادها  وتنصيبهم أئمة لإخوانهم البيض تمشيا مع الروح الإسلامية والتعالم النبوية,,
وأضاف ولد الحاج الشيخ ’’الحركة لم  تذكر جهودها المعتبرة في هذا السياق لأن من طبيعتها عدم التحدث عن جهودها،كما استغرب غلام تهجم بعض المشاركين على الشخصيات العلمية ومحاولة إلصاق الانتماءات السياسية بهم، في إشارة من غلام إلى استغراب بعض قادة حركة الحر عدم صدور فتوى من الشيخ محمد الحسن تجرم الاسترقاق في البلاد، 
وتساءل ولد الحاج الشيخ قائلا لماذا لا يأتي المطالبون بالفتوى إلى الشيخ ويطلبوا منه إصدارها بدل تحميله مسؤوليات لا يعلمها، مشيدا في الوقت ذاته بالدور الذي قام به بعض رموز هذه الشريحة من اندماج  في المجتمع وإحساسا بالذات من أمثال رئيس البرلمان مسعود ولد بلخير وبيجل ولد هميد الذي قال إنهم قدرهم وفاعليتهم في المجتمع فوجدوا مكانتهم اللائقة.
تهدئة الوضع.
الكلمة الأخيرة كانت مع رئيس الحزب جميل الذي حاول تهدئة الوضع قائلا إنه يشيد بكل المداخلات التي قدمت خلال الندوة وأن الحزب يرحب بما ورد فيها من ثناء، يستفيد مما ورد فيها من نقد وما  طرح فيها مقترحات، مضيفا إن الوثيقة مجرد جهد بشري عمل الحزب على تقديمه ويعمل على تطويره في المرحلة المقبلة.
وقال ولد منصور لا ينبغي التحجير على أحد في قول ماي يريد بل له أن يقدم رأيه ويستمع له الآخرون له فيوافقونه أو يخالفونه ولهم أيضا في كلتا الحالتين حق التعبير عن الموقف.


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة