تناول البرنامج المشهور "دين ودينار" في قناة CNBC عربية ـ وهي أقوى قناة اقتصادية عربية على مستوى العالم ـ في حلقته الأسبوع قبل الماضي : موضوع حقوق العمال من منظور الاقتصاد الإسلامي مع ضيف الحلقة

 الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.علي القره داغي، وأدار الحلقة الدكتور غسان الشيخ أحد مقدمي البرامج الدينية الاقتصادية المعدودين في الفضاء العربي. وبعد تقديم الضيف عن حقوق العمال في الاقتصاد الاسلامي تدخل الدكتور محمد الامين ولد عالي، الخبير الموريتاني فى الاقتصاد والمالية الاسلامية، بالمداخلة الآتية:

إن من أكبر حقوق العمال في الاقتصاد الاسلامي هو توفير تمام الكفاية وليس حد الكفاية ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( من ولي لنا عملا وليس له مسكن فليتخذ مسكنا وليس له زوجة فليتخذ زوجة ، وليس له دابة فليتخذ دابة وليس له خادم فليتخذ خادما ) رواه أحمد في مسنده ورواه أبو داوود تحت باب أرزاق العمال ، فهو يرقى إلى مرتبة الصحيح.

والمقصود هنا بالعامل هو الموظف في الدولة الاسلامية مثل من يعمل في القطاع العام الآن ، كذلك من حقوق العمال أيضا في الاقتصاد الاسلامي توفير تمام الكفاية للخدم كما في قوله صلى الله عليه وسلم « إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ » رواه البخاري .

فأعينوهم معناها إذا زدتم في العمل وساعات العمل فامنحوهم راتبا تعويضيا أي ساعات معوضة ( أجر زيادة ) .

إذا من أكبر حقوق العمال في الاقتصاد الاسلامي هو أن تعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه أي تسددون له راتبه كاملا وقبل ذلك أن تعطونه راتبا يوازي عمله وتكون له قيمة توفر له تمام الكفاية والعيش الكريم وهذا حق عظيم من الحقوق التي كفلها الاقتصاد الاسلامي للمسلم وللعمال سواء كانوا موظفين أو كانوا عمالا عاديين .

وقد عقب المذيع مدير الحلقة الدكتور غسان بسؤال عرضه على الدكتور علي القره داغي حيث قال : الرجل أثار نقطة مهمة نرجو التعقيب عليها وهي موضوع الانقاص من الأجر؟ و هل وردت أحاديث في الترهيب من ظلم الأجير ؟

الجواب : د.علي القره داغي : من حقوق العمال :أولا لابد أن يعطى له أجره بل أن يجف عرقه وهذا الحديث فيه توازن فهمته من فقه الحديث وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى حقين :

الأول : أن الأجير يعمل فيعرق ثم رب العمل يعطي الأجر بعد انتهاء العمل فورا وليس قبل انتهاء العمل وهذا كناية عن الاسراع فلايجوز له أن يؤخر الأجر لحظة ،

الأمر الثاني تحريم الظلم : ففي حديث قدسي رواه أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يقول الله تعالى : ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوفِهِ أَجْرَهُ)) [ البخاري، ابن ماجه ]

ويعقب الدكتور غسان على هذا الحديث فيقول : حديث يجعلنا نخاف فعلا .

ثم يواصل الدكتور علي بالاستدلال بحديث أخر في حرمة ظلم العامل وخطورة ذلك الأمر بحديث أيضا قدسي وهو الحديث الذي رواه أبو ذَرٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم فِيمَا رَوَى عن اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قال: يا عِبَادِي إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فلا تَظَالَمُوا).

رواه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم، برقم (2577)

ولاستماع للحلقة كاملة يمكن فتح الحلقة على رابط القناة :

http://www.cnbcarabia.com/
aqlame