أشرف الوزير الأول السيد يحي ولد حدمين صباح اليوم الأحد بقصر المؤتمرات بنواكشوط على انطلاقة أشغال ندوة بعنوان "مساهمة قطاع الشؤون الإسلامية في القضاء على مخلفات الاسترقاق".
وتتضمن الندوة التي تستمر ليومين عروضا يقدمها أئمة وشيوخ وعلماء ومفكرون حول الروافد والأسباب غير الشرعية لظاهرة الاسترقاق ودور العلماء والأئمة في القضاء على مخلفات الرق والإسلام دين الحرية والمساواة. كما تتضمن الندوة عروضا حول محاربة العادات المكرسة لمخلفات الرق من خلال محاربة الأمية والفقر والتهميش واستغلال المنابر الإعلامية وخطب الجمعة لنشر ثقافة الحرية والانعتاق إضافة إلى التضامن والتكافل في محو آثار الاسترقاق. وأشاد الوزير الأول السيد يحي ولد حدمين خلال افتتاحه للندوة بالخطوات الجبارة التي قطعتها موريتانيا في مجال حقوق الإنسان والاستيراتيجية الفعالة التي تنتهجها البلاد للقضاء على كافة مخلفات الاسترقاق ومحاربة الفقر والجهل والتهميش تجسيدا للخيارات الوطنية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز. وأكد على أهمية مساهمة قطاع الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في القضاء على مخلفات الاسترقاق . وهذا نص كلمة الوزير الاول: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم "السادة الوزراء
السادة السفراء السادة العلماء السادة أئمة المساجد يشرفني وإنا افتتح الندوة العلمية الخاصة بمساهمة قطاع الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في القضاء على مخلفات الاسترقاق أن أشيد بالخطوات الجبارة التي قطعتها بلادنا في مجال حقوق الإنسان وأن أثمن عاليا الاستيراتيجية الفعالة التي تنتهجها بلادنا للقضاء على كافة مخلفات الاسترقاق ومحاربة الفقر والجهل والتهميش وذلك تجسيدا للخيارات الواعية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي سيجعل من وطننا ـ في ظرف زمني وجيزـ ورشة كبرى للعلم والعمل والإنتاج . وكيف لا وهو من أعطى للفرد الموريتاني الأمل في عيش حياة كريمة ينعم فيها بالعدل والحرية والمساواة والأمن والاستقرار من خلال الانجازات العظيمة التي لامست كل مواطن في كل بقعة من الوطن..تلك الانجازات التي تتضاعف يوما بعد يوم من خلال إنشاء الطرق ومد شبكات المياه والكهرباء وتطوير الخدمات الصحية والتعليمية والزراعية ،إضافة إلى الجهود الخاصة بترشيد المال العام ومحاربة النهب والفساد وإعادة الاعتبار إلى تراثنا الإسلامي والحضاري الأصيل وما تشهده بلادنا اليوم من دبلوماسية نشطة وفعالة. ايها السادة والسيدات أيها الجمع الكريم إنما عرفته البشرية من تطورات علمية متسارعة منذ بداية العصر الصناعي والى اليوم شكل نقلة نوعية في طبيعة العلاقات الإنسانية حيث تراجعت ثقافة التبعية والوصاية واتسعت دائرة الحريات الفردية والجماعية. وإن بلادنا لتملك اليوم كل الوسائل الكفيلة بتجاوز تلك الاكراهات المتعلقة بحقوق الإنسان وذلك من خلال ترسانة قانونية فعالة مؤسسة على الحرية والمساواة فضلا عن الجهود الجبارة الخاصة بمحاربة الفقر والجهل والتهميش واعتماد مقاربة التمييز الايجابي ويدعم ذلك كله ما تحقق في مجال تحرير الفضاء السمعي البصري والشفافية في التعاطي الايجابي مع المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية. أيها السادة والسيدات أيها الجمع الكريم إن مساهمة قطاع الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في القضاء على مخلفات الاسترقاق ضرورية ومؤكدة وذلك بوصفه القطاع الذي يمثل مرجعية الأمة وقدوتها في التوجيه والإرشاد..لذا فإننا نعقد آمالا كبيرة على المضامين القيمة لهذه الندوة وما سيصدرعنها من توصيات ومقترحات ستشكل مرتكزا علميا هاما سعيا إلى رسم رؤية استشرافية فعالة تساهم بقوة في القضاء على مخلفات الاسترقاق. أشكركم وأعلن على بركة الله افتتاح الندة راجيا لها ولكم النجاح والتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". وكان وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي السيد أحمد ولد أهل داوود قد نبه في كلمة له بالمناسبة إلى أن الإسلام أعلن الحرب على الرق من خلال ما فتح من روافد الحرية التي شملت اعتبار الحرية أصلا ورغب فيها كما قضى على جميع أبواب الرق القائمة على الغلبة والخطف وذوي الرحم والمدينين. واستدل الوزير في هذا الصدد بالنصوص القرآنية وبحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم مؤكدا على أن هذه المعاني والمضامين السامية هي جوهر الكلمة المشهورة التي عبر عنها الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" وأوضح أن القضاء الفعلي والجاد على مخلفات الاسترقاق يبدو جليا ومتسارعا ضمن المشروع المجتمعي المتكامل لرئيس الجمهورية عبر جملة من الاجراءات والقرارات الفعلية التي تمس الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتشريعية. وعبر الوزير عن أمله في أن تمثل مضامين الندوة تصورا مرجعيا وفكريا ينضاف إلى المجهود الوطني الهادف إلى إجماع وطني تتم الاستنارة به في القضاء على كافة مخلفات الاسترقاق والنهوض بالمجتمع الموريتاني إلى مصاف الأمم.
AMI
|