العمال المعتصمون في العراء أمام القصر الرئاسي   
02/01/2014
يرابط عشرات العمال المطرودين من شركة تازيازت العاملة في مجال استخراج الذهب أمام القصر الرئاسي بالعاصمة انواكشوط لمطالبة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالتدخل شخصيا والضغط على الشركة الأجنبية من أجل احترام القوانين الموريتانية.

 ويصر العشرات من العمال الذي يبيتون في العراء منذ عدة ليال في على ناصية الشارع الذي يفصل القصر الرئاسي عن البنك المركزي على البقاء في الاعتصام لحين الاستجابة لمطالبهم وإعادة حقوقهم كاملة غير منقوصة من الشركة الأجنبية التي يتهمونها بالدوس على القوانين الموريتانية، وإذلال المواطنين فوق أراضيهم.


"لا نريد سوى القانون"

المتحدث باسم العمال المتعصين منذ عدة أيام أمام القصر الرئاسي باركلل ولد بيداه أكد أن العمال لا يريدون سوى تطبيق القوانين الموريتانية السارية المفعول في هذا المجالن متهما الشركة بمخالفة كل القوانين في عملية طردهم التعسفي من أعمالهم.

 

وقال ولد بيداه في حديث للأخبار الليلة من مقر الاعتصام إن حوالي 300 من عمال الشركة من بينهم عمال بدؤوا العمل مع الشركة من انطلاقتها وجدوا أنفسهم في الشوارع بشكل مفاجئ دون أدنى سند قانوني.

 

... وطالب بيداه باسم العمال المطرودين من الشركة الرئيس الموريتاني وحكومته بالضغط على الشركة من أجل احترام القانون، وتطبيق بنود مدونة الشغل الصريحة في هذا المجال، ورفض القرار القاضي بطردهم بشكل تعسفي.

 
نافذون وراء القرار

العمال تحدثوا عن وقوف شخصيات نافذة موريتانية وأجنبية نافذة وراء القرار، معتبرين أن هذه الشخصيات تهدف من وراء طردهم إلى تعويضهم بعمال أقل رواتب وخصوصا من الأجانب من أجل الاستحواذ على الباقي من الأموال، وتوجيهها لجيوبهم الخاصة.

 

وتحدث أحد هؤلاء العمال ويدعى المختار ولد امخيطير عن وقوف مدير المصادر البشرية في شركة تازيازت حامد ولد الديك، ومسؤول العلاقات الخارجية فيها ماء العينين ولد التومي، والمدير الإقليمي لها باتريك كيكي وراء العملية بشكل مباشر، مؤكدا أن عملية الطرد تشكل إساءة بالغة لكل الموريتانيين.

 

ودعا ولد امخيطير كل الخيرين والأحرار في موريتانيا إلى الوقوف مع العمال في محنتهم، والتضامن مع مئات الأسر التي أصبحت بلا كافل ولا مأوى، ووضع لتسلط الشركات الأجنبية، وتماديها في الدوس على القوانين الموريتانية، واحتقارها للشعب الموريتاني.

 

عشرات العمال كانوا إلى أيام قريبة "يمشون على الذهب" في تازيازت، يجدون أنفسهم اليوم في وضع لا يحسدون عليه، فبجرة قلم، وضغط زر ألغيت عقودهم الرسمية وأوقف عمل بطاقات الشخصية، وتم وضع حد لأحلام رجال ونساء وأطفال لم تكن أكثر أحلامهم وردية تطمح بأكثر من فتات من خيرات بلادهم المستخرج بعرق رجالهم المطرودين اليوم.

 

أمام البنك المركزي يتجمهرون، وعلى أرضيته يمضون ليلهم ونهارهم تعويلا عن قرار يأتي من هنا – حيث يشيرون إلى القصر الرئاسي – ليعدهم إلى هناك حيث كانوا، ويعيد البسمة لآلاف الشفاه التي فقدت فجأة بسبب قرار أجنبي يصفونه بالجائر.

 

في الاعتصام الشباب والمسنون، المرضى والأصحاء، المهنيون والمهندسون، وحدهم ما يصفونه بظلم الأباعد وتواطئ الأقارب، وصمت المنصفين، وتصامم الجهات الرسمية وتجاهلها للقضية الموجودة أمام أهم مؤسساتها منذ فترة.


الأخبار


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة