إعلان نواكشوط يشيد بتحمل موريتانيا لمسؤولية انتظام انعقاد القمة العربية    
26/07/2016

أعرب القادة العرب المشاركون في قمة الأمل التي اختتمت أشغالها مساء اليوم الاثنين بالعاصمة نواكشوط، عن عميق الشكر والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وللشعب الموريتاني وحكومته على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعلى التنظيم المحكم



والجيد لادارة أعمال القمة وعلى تحمل مسؤولية انتظام انعقادها

 وأعرب القادة في "إعلان نواكشوط" الصادر عن القمة عن التزامهم بانتهاج أنجع السبل العملية من أجل التصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي، بتطوير آليات مكافحة الإرهاب أياً كانت صوره، وتعزيز الأمن والسلم العربيين بنشر قيم السلام والوسطية والحوار ودرء ثقافة التطرف والغلو ودعايات الفتنة وإثارة الكراهية، للارتقاء بمجتمعاتنا إلى مستوى الدفاع عن نفسها وصيانة تماسكها واستقلالها سبيلاً إلى ارتياد مستقبل عربي آمن زاهر.

وأكدوا مجدداً على مركزية القضية الفلسطينية في عملنا العربي المشترك وعلى المضي قدماً في دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي الممنهج وعلى تكريس الجهود كافة في سبيل حل شامل عادل دائم يستند إلى مبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد وقواعد القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة.

ورحب القادة العرب في هذا السياق بالجهود المصرية الأخيرة لدفع عملية السلام كما رحبوا بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني - وفق إطار زمني- في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كاملة السيادة على مجالها الجوي ومياهها الإقليمية وحدودها الدولية والحل العادل لقضية اللاجئين ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى والإجراءات الإسرائيلية الهادفة الى تهويد القدس الشرقية.

وطالبوا المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان العربي السوري إلى حدود الرابع من يونيو حزيران 1967 ومطالبة المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الامن بتحمل مسؤولياته لانهاء الاحتلال وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

وأشاد القادة بجهود اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بإعتبار 2017" عاما عالميا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين بما فيها القدس الشرقية" كما دعوا الدول الأعضاء والامانة العامة إلى العمل على تبني الأمم المتحدة لهذه المبادرة.
وشدد القادة العرب في إعلانهم على إيمانهم الراسخ بضرورة توثيق أواصر الأخوة وتماسك الصف العربي انطلاقا من وحدة الهدف والمصير وتطوير العلاقات البينية وتجاوز الخلافات القائمة والتأسيس لعمل عربي بناء يراعي متغيرات المرحلة وتطلعات الشعب العربي وينطلق من الالتزام بمعالجة الأزمات العربية بالطرق الودية وبتحقيق المصالحة الوطنية وتسوية الاختلافات المرحلية، سدا لذريعة التدخل الأجنبي والمساس بالشؤون الداخلية للبلاد العربية.

ودعا القادة العرب استنادا الى ذلك الأطراف في ليبيا إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الإرهابية، كما دعوا مجلس النواب الى استكمال استحقاقاته باعتماد حكومة الوفاق الوطني.

و أكدوا على دعم الحكومة الشرعية اليمنية ممثلة في فخامة السيد عبده ربه منصور هادي، وبمواصلة العمل لخروج مشاورات الكويت بنتائج ايجابية على أساس مرجعيات قرار مجلس الأمن 2016 وقراراته الأخرى ذات الصلة ومبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني بما يحفظ وحدة مؤسسات الدولة اليمنية ووحدة وسلامة أراضيها.

وفي السياق ذاته أمل القادة العرب بأن يتوصل الأشقاء في سورية إلى حل سياسي يعتمد على مقومات الحفاظ على وحدة سورية ويصون استقلالها وكرامة شعبها وفقا لبيان جنيف في 30/06/2012 وبيانات المجموعة الدولية لدعم سوريا وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأعلن القادة العرب تأكيدهم على دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم "داعش" الإرهابي. كما رحبوا بالتقدم الحاصل على صعيد المصالحة الوطنية الصومالية وإعادة بناء مؤسسات الدولة.

وأكدوا من جانب آخر على تضامنهم مع جمهورية السودان في جهودها لتعزيز السلام والتنمية في ربوعها وصون سيادتها الوطنية والترحيب بعملية الحوار الوطني الجارية والجهود المتصلة بتفعيل مبادرة السودان الخاصة بالأمن الغذائي العربي كأحد ركائز الأمن القومي العربي، معبرين عن أملهم في ان يحقق المؤتمر العربي لاعادة الاعمار ودعم التنمية في السودان المزمع عقده في عام 2017 غايته المنشودة.

واعلن القادة العرب رفضهم التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية وبصورة خاصة التدخلات الإيرانية والتي من شأنها تهديد الأمن القومي العربي.
 ........وعبر القادة عن رغبتهم في خلق بيئة نابذة للغلو والتطرف من خلال العمل على ترسيخ الممارسة الديمقراطية والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان وتوسيع مشاركة المرأة والنهوض بالشباب لتوظيف طاقاته وإمكانياته وحيويته في الرقي بالمجتمعات العربية وفي الوصول إلى مواقع اتخاذ القرار لتعزيز انتمائه للمجتمع وفاعليته فيه وتحصينه بالعلم والوعي من الوقوع فريسة لتنظيمات العنف والهجرة غير الشرعية.

وأعربوا عن حرصهم على إرساء قيم التضامن والتكافل بين الدول العربية ودعم القدرات البشرية ورعاية العلماء العرب وإيلاء عناية خاصة للعمالة العربية وتمكينها من تبوء الصدارة في فرص التشغيل داخل الفضاء العربي توطيداً لعرى الأخوة وحفاظاً على هويتنا ومقوماتنا الثقافية والحضارية.

وأكدوا تصميمهم على صيانة وحدتنا الثقافية وتشبثنا باللغة العربية الفصحى رمز الهوية العربية ووعاء الفكر والثقافة العربية، والعمل على ترقيتها وتطويرها بسن التشريعات الوطنية الكفيلة بحمايتها وصيانة تراثها وتمكينها من استيعاب العلم الحديث والتقنية الدقيقة ومن المساهمة في الثورة العلمية والمجتمع الرقمي وبنشرها على المستوى الإقليمي كرافد من روافدنا الثقافية والحضارية في المنطقة، والعمل على تعزيز مكانتها دولياً لإثراء الثقافات العالمية والحضارة الإنسانية.

وأكد القادة سعيهم الى تطوير منظومة العمل العربي المشترك وآلياته وتوسيع مضامينه وتكليف المؤسسات العربية المشتركة بالعمل على تطوير أنظمة وأساليب عملها والإسراع في تنفيذ مشاريع التكامل العربي القائمة وتوسيع فرص الاستثمارات بين الدول العربية وإيجاد آليات لمساعدة الدول العربية الأقل نمواً وتأهيل اقتصادياتها وتوجيه الاستثمارات العربية في القطاعين العام والخاص نحو تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تستهدف الشباب، وتنشيط الاقتصاد الأخضر لتحقيق التنمية المستدامة، والتقليل من المخاطر البيئية وفقاً لمرجعيات قمة باريس الأخيرة حول البيئة.

ودعوا جميع الدول العربية إلى المشاركة الفاعلة في قمة مراكش حول التغيرات المناخية التي تستضيفها المملكة المغربية في شهر نوفمبر تشرين الثاني 2016.

وعبر القادة العرب عن دعمهم لجهود الإغاثة الإنسانية العربية والدولية الرامية إلى تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من الحروب والنزاعات من لاجئين ومهجرين ونازحين، ولتطوير آليات العمل الإنساني والإغاثي العربي واستحداث الآليات اللازمة داخل المنظومة العربية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة ومساعدة المتضررين والدول المضيفة لهم.

وجدد القادة العرب في إعلان نواكشوط الدعوة إلى إلزام إسرائيل الانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي واخضاع منشآتها وبرامجها النووية للرقابة الدولية ونظام الضمانات الشاملة، وتوجيه وزراء الخارجية العرب لمراجعة مختلف قضايا نزع السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل الأخرى ودراسة كل البدائل المتاحة للحفاظ على الأمن القومي العربي والأمن الإقليمي، وتأكيد ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.

وشدد القادة على أهمية الدعوة إلى سبل التعاون والشراكة مع مختلف الدول الصاعدة ومع التكتلات والمنظمات الإقليمية والدولية في إطار المنتديات والأطر المؤسسية القائمة بين جامعة الدول العربية وهذه الأطراف والتي يشكل التعاون العربي- الإفريقي فيها بعداً استراتيجياً مهماً، وصولاً إلى بناء شراكات فاعلة تحقق مصالح جميع الأطراف وتسهم في ازدهار التعاون الدولي، مرحبين في هذا الإطار بعقد الدورة الرابعة للقمة العربية - الأفريقية في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية في نوفمبر المقبل في إطار المبادئ والضوابط التي تم اقرارها في القمتين السابقتين.

ورحب القادة في ختام إعلان نواكشوط بتعيين أحمد أبو الغيط أميناً عاماً لجامعة الدول العربية متمنين له كل التوفيق في أداء مهماته ومعربين عن جزيل الشكر والتقدير للدكتور نبيل العربي الأمين العام السابق للجامعة على الجهود التي بذلها طوال فترة عمله لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في ظل أوضاع عربية استثنائية ورهانات إقليمية ودولية بالغة التعقيد ، كما أعربوا عن تقديرهم لمسؤولي الأمانة العامة وموظفيها على ما أبدوه من حرص وبذلوه من جهد لإنجاح اعمال القمة.







AMI


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة