رئيس الجمهورية : إفريقيا وتركيا مطالبتان بتنويع تعاونهما في مختلف المجالات   
22/11/2014

جدد رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الافريقي السيدمحمد ولدعبد العزيوز التزام إفريقيا بالإستمرار في تنمية، وتطوير علاقات التعاون مع جمهورية تركيا سعيا إلى تعزيز مكاسب الشعوب الافريقي في مجالات التنمية والسلام والأمن.



وقال في خطاب له امس الجمعة بمناسبة افتتاح الدورة الثانية لقمة افريقيا وتركيا بمالابو ان إفريقيا تتطلع على ضوء اجندة 2063 ، إلى بناء "قارة مندمجة تنعم بالسلام والرفاه، وتحتل المكانة اللائقة بها على الساحة الدولية."

وفيما يلي نص الخطاب:


 "بسم الله الرحمن الرحيم

 والصلاة والسلام على النبي الكريم

 صاحب الفخامة السيد يودور اوبيانغ نغيما مبازوغو رئيس جمهورية غينيا الاستوائية،

 صاحب الفخامة السيد رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الذي يرأس معتا قمتنا هذه.

أصحاب الفخامة السادة والسيدات رؤساء الدول والحكومات .

أصحاب المعالي رؤساء الوفود.

صاحبة الفخامة الدكتورة نكوسازانا دلاميني زوما رئيسة لجنة الاتحاد الإفريقي

 أيها المدعوون الكرام والمندوبون الموقرون،

 أيها السادة والسيدات،

 يطيب لي بداية أن أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان إلى أخي صاحب الفخامة السيد تيودور أوبيانغ نغيما مبازوغو، رئيس جمهورية غينياالاستوائية ومن خلاله إلى شعب وحكومة غينيا الاستوائية ، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الافريقية الأصيلة، وعلى التنظيم المحكم لقمتنا هذه.

واود ان اهنئ صاحب الفخامة السيد رجب طيب أردوغان على الثقة الكبيرة التي منحه إياها الشعب التركي ، بانتخابه رئيسا لجمهورية تركيا، وإنني لعلى يقين أن العلاقات الإفريقية-التركية ستعرف تطورا نوعيا خلال مأموريته. ويشرفني اليوم أن أترأس القمة الإفريقية-التركية الثانية إلى جانب فخامته، هذه القمة التي ستعطي، دون شك دفعا جديدا للتعاون الإفريقي التركي.

أصحاب الفخامة،

 أيها السادة والسيدات،

 في الوقت الذي تستعد فيه الشراكة الإفريقية-التركية للدخول في مرحلتها الثانية (2015/2018)، بعد استكمال خطة عملها الاولى التي تمت المصادقة عليها خلال قمة اسطمبول سنة 2008، فإنني أجدد التزام إفريقيا بالإستمرار في تنمية، وتطوير علاقات التعاون مع جمهورية تركيا سعيا إلى تعزيز مكاسب شعوبنا في مجالات التنمية والسلام والأمن.

إن قارتنا تواجه اليوم تحديا حقيقيا في مجال الصحة العمومية من خلال الانتشار السريع والمقلق لوباء أيبولا الذي حصد آلاف الارواح واربك الدورة الاقتصادية في مناطق انتشاره.

وفي الوقت الذي نحيي فيه جهود المنظومة الدولية لمحاربة هذا الوباء، فإننا نهيب بشركائنا للمزيد من تعبئة الموارد البشرية والمالية لعلاج المصابين، ميدانيا، ووقف انتشارالوباء، ولمساعدة الدول المتضررة للتغلب على التداعيات الاقتصادية السلبية الناجمة عن تفشي هذاالمرض.

وفي هذاالسياق فإننا نشدد على تعاطفنا مع ذوي الضحايا ومواساتنا لهم، ونتقدم بتعازيناالقلبية إلى أسرالذين قضوا ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين بهذاالوباء.

وأدعوكم، أيهاالسادة والسيدات، إلى الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا وباء إيبولا.......شكرا.

أصحاب الفخامة،

 أيها السادة والسيدات،

 تواجه بعض بلدان القارة الإفريقية تحديات أمنية كبيرة كالارهاب، والجريمة المنظمة، وتهريب المخدرات، والنزاعات المسلحة، وهي أمورلها، لامحالة، انعكاسات سلبية على جهودالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه البلدان.إذ لايمكن تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستديمة دون استتباب الأمن والسلام كماأنه لايمكن المحافظة على السلم والأمن بدون تنمية اقتصادية واجتماعية مستديمة. إننا نعول على الشراكة الإفريقية-التركية لتساهم بفعالية في دعم الجهود الإفريقية للقضاء على هذه الظواهر المعيقة لمسيرتنا تنموية.

وإننا في الإتحاد الإفريقي، ماضون في تفعيل الخطة الإفريقية للسلام والامن، مولين لهاالاهمية القصوى خاصة في جوانبها المتعلقة بالتكوين وتبادل التجارب والخبرات والتضامن والبحث العلمي والتقني.

أصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،

 إن إفريقيا وتركيا مطالبتان بتعميق وتنويع تعاونهما في مختلف المجالات من أجل تعزيز علاقات شراكة تعود بالنفع على الجانبين. وتشكل زيادة عدد الممثليات الدبلوماسية بين إفريقا وتركيا تعبيرا واضحا عن إرادة سياسية قوية لدى الجانبين للوصول إلى مستويات شراكة متطورة.

فإفريقا تتيح اليوم إمكانيات عديدة للاستثمار، نظرا لثرواتها الطبيعية الهائلة، واستحداث مدونات مشجعة للإستثمار في دولها، وتجاوز متوسط معدل النمو بها 5 في المائة، وتطور بناها التحتية، وتحسن مستويات التكوين المهني في صفوف شبابها.

إن إفريقيا تمتلك، إضافة إلى ثقلها الديمغرافي، ومواردها الواسعة من الغابات، 12في المائة من مخزون البترول في العالم، و42 في المائة من معدن الذهب، و80 إلى 90 في المائة من الكروم ومعادن مجموعة البلاتين، ومساحات شاسعة صالحة للزراعة.

من جهة اخرى فإن إفريقيا تهدف إلى رفع حجم تجارتها البينية من 12 في المائة عام 2012 إلى 24 في المائة عام 2022.

إن تعاوننا مع تركيا وشركاءنا الآخرين سيمكننا من التغلب على الصعاب التي تعترض نموالقارة وتقدمها في مجالات حيوية كالطاقة، والنقل، وتكنولوجياالإعلام والاتصال، والبنى التحتية الاساسية.

فالاستثمار في تطوير هذه القطاعات سيدعم التجارة، ويعززالنمو، ويخلق الوظائف والثروة ويساهم بشكل معتبر في القضاء على الفقر.

وستتمكن القارة عبرالشراكة ، من دفع استراتيجيتها للعلم، والتكنولوجيا، والاختراع (2024)إلتي سيعزز وضعها موضع التنفيذ البرنامج المفصل لتنمية الزراعة في إفريقيا، وبرنامج تطويرالتنمية الصناعية، والتصورالإفريقي للتعدين، والخطة الإفريقية للمنتجات الصيدلية.

وتتطلع إفريقيا على ضوء اجندة 2063 ، إلى بناء قارة "قارة مندمجة تنعم بالسلام والرفاه، وتحتل المكانة اللائقة بها على الساحة الدولية."

إن شراكتنا خيار استراتيجي يحتم علينا، فضلا عن بلوغ أهداف الالفية في أفق 2015، أن نجسد رؤيتنا المشتركة لعالم أفضل باعتماد أجندة للتنمية مابعد 2015 طموحة وشاملة تعززالتزام المجموعة الدولية بالنهوض بالتنمية المستدامة والقضاء على الفقر.

أصحاب الفخامة، ايهاالسادة والسيدات،

 إننا نقترب من نهاية سنة 2014 التي أعلنها القادة الأفارقة "سنة الزراعة والامن الغذائي في إفريقيا". وخلال شهر يونيو المنصرم أكدنا، هنا في مالابو، التزامنا بدعم "الخطة المفصلة لتنمية الزراعة في إفريقيا"، وتحديد الأهداف لتقليص نسبة الفقر إلى النصف ، ووضع حد للجوع في إفريقا في أفق 2025 ، ومضاعفة حجم التجارة البينية الإفريقة، في مجال المنتجات الأساسية، والخدمات الزراعية، ثلاث مرات، خلال السنة ذاتها. ونعود لنؤكد هذا الالتزام الذي قطعناه على أنفسنا اليوم، أمام شريكنا تركيا.

كما نهنئ أنفسنا بالدينامية الملحوظة في تقدم إنشاء المنطقة الحرة القارية بين الاطراف الثلاثة : السوق المشتركة لجنوب وشرق إفريقيا، ومجموعة شرق افريقيا ومجموعة تنمية إفريقيا الجنوبية، وإننا لعلى يقين من قدرة التجارة على مساعدة القارة في القضاء على الفقر وتعزيز اندماجها. وسيكون للعلاقات التجارية بين إفريقيا وتركيا دور بارز في هذا السياق.

كما سينهض القطاع الخاص، مدفوعا بإرادة صلبة لفاعلين من الشباب والنساء، بدور كبير من حيث خلق الوظائف وتحفيزالنمو الاقتصادي. فظروف نمو وازدهارالقطاع الخاص في إفريقيا أصبحت ملائمة حيث تمت تهيئة مناخ وبيئة مشجعين للاستثمار، وتم تطوير البنى التحتية القاعدية ، واستقرت بيئة الاقتصاد الكلي، مع توفر يد عاملة متخصصة.

أصحاب الفخامة، أيهاالسادة والسيدات، إنني مقتنع بأن إفريقا وتركيا لما يربطهما من علاقات تاريخية عميقة، وتقاسمهماالعديد من القيم المشتركة ستمتلكان القدرة على بناء شراكة مثالية تخدم الشعوب، وتحقق الامن، والرفاه، والازدهار والتنمية المستدامة.

أتمنى لأعمالنا موفور النجاح.

عاش الاتحاد الإفريقي.

عاش التعاون الإفريقي التركي.

أشكركم ، والسلام عليكم ورحمة الله".





AMI


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة