في جو احتفالي بهيج، بدأت، عند الساعة الثالثة من ظهر يوم الجمعة 15 نوفمبر، ساحة الولاية في مدينة تجكجه تغص بالجماهير المتحمسة القادمة من مدن تجكجه والرشيد والتنسيق والقري المجاورة .
احتشد الآلاف من أنصار لوائح الاتحاد من أجل الجمهورية للانتخابات التشريعية والبلدية في مدينة تجكجه للمشاركة في المهرجان الذي شكّل استعراضا حقيقيا للقوة ومناسبة سعيدة لإظهار روح الزمالة والالتزام التي تسود أوساط الحزب. لقد استجابت لسحر الاتحاد من أجل الجمهورية مدينة تجكجه التي كانت توصف بالمغاضبة. وفي مقرات حملات أحزاب المعارضة المشاركة في النزال الانتخابي بتجكجه، كان النفير شاملا. ويتوقع المراقبون موجات انسحاب منها في الأيام القادمة. عند اعتلائه المنصة، لم يستطع منسق حملة الاتحاد من أجل الجمهورية إخفاء شعوره بالفرحة: "إن هذا الحضور يثبت قوة التزامكم وتشبثكم بخيارات الحزب على مستوى اللوائح المحلية والوطنية "، قال المنسق محفوظ ولد آكاط. وفي جو حماسي كبير، صدح محمد الحسن ولد السعد، المنسق الجهوي لحملة الاتحاد من أجل الجمهورية: "أنا سعيد للغاية. إنكم، يا ساكنة تجكجه، معروفون بإخلاصكم؛ فأنتم لستم من أولئك الذين يحتشدون ولا يصوتون. أنتم متشبثون بالرئيس محمد ولد عبد العزيز وببرنامجه الذي عاد عليكم بالنفع وسيظل كذلك. لقد كنتم دائما في الطليعة وستبقون كذلك. نحن وإياكم سنفوز بنسبة تتراوح بين 70% و80%". وأضاف: "إن الاتحاد من أجل الجمهورية هو حزب الرئيس، ولا توجد أحزاب نظيرة له، وما سوى هذا مجرد دعاية. وهذا ما عبرت عنه الحكومة، في الأسبوع الماضي". وأعقبت ذلك مداخلة لمسؤول العمليات الانتخابية بحملة الحزب، أحمد ولد حماد، الذي ركّز على تفسير عملية التصويت ووصف شعار حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وترتيبه على بطاقات التصويت ومواصفات صناديق الاقتراع وألوانها. وأعرب فيدرالي الاتحاد من أجل الجمهورية في ولاية تكانت، محمد ولد عبدي، عن اطمئنانه وارتياحه للأعداد الغفيرة من المناضلين الذين جاءوا لدعم خيارات الحزب، مذكرا بأن تجكجه كانت صوتت بنسبة 52% لصالح الرئيس محمد ولد عبد العزيز سنة 2009. وأضاف ولد عبدي: "نحن اليوم نراهن عليكم لتحقيق نسبة أعلى من ذلك" ، قبل أن يحيل الكلام للوزير سيدي ولد الزين الذي دعا ساكنة تجكجه إلى الالتفاف بشكل كبير خلف برنامج رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز. وقدّم توجيها وملاحظتين. "الملاحظة الأولى"، يسترسل ولد الزين،" تكمن في أنني متأكد من أن لوائحنا تتجه نحو الفوز؛ لأنني أرى كل الوجهاء أمامي إلا بعض الاستثناءات القليلة". والملاحظة الثانية تكمن في أن معظم الجمهور الحاضر من الشباب، "وهذا يعني أننا فزنا أيضا في معركتنا ضد التشكيلات التي تقدم نفسها على أنها تشكلات سياسية شابة جاءت للتجديد". أما التوجيه فيتلخص في "أنني أدعوكم للتصويت على لوائحنا الوطنية بنفس مستوى تصويتكم على لوائحنا المحلية". وتابع "إن نجاحنا لا يتوقف عند حد فوز لوائحنا المحلية. فكل من سيد أحمد ولد اجه، وسيدي ولد ديدي، والميمون ولد صمباره، والسالك ولد السالك، ومحمد ولد اجه؛ هم أبناء للمقاطعة. بينما يتوقف نجاحنا ، على فوز اللوائح الوطنية للاتحاد من أجل الجمهورية. علينا أن نصوت لها كما سنصوت لأبنائنا خلال هذه الانتخابات المعقدة فنيا والتي تفرض علينا استيعاب شعار الحزب والتصويت لصالحه". محطة أخرى كانت هامة في المهرجان، وتتمثل في خطابات المترشحين. أولا خطاب سيد أحمد ولد اجه المرشح لمنصب نائب مقاطعة تجكجه والذي قال: "يشكل هذا التجمع مصدر فخر واعتزاز، نشكر عليه كل من حضروه من قريب أو بعيد. نحن نتعهد أمامكم بعدم الكذب عليكم، وبأننا سنكون دائما إلى جانبكم لما فيه مصلحتكم. وبوصفنا مناضلين يجب علينا تعزيز تمثيل حزبنا وتمكينه من أغلبية مريحة (في البرلمان)". ثم جاء دور المرشح للمقعد الثاني عن دائرة تجكجه، سيدي ولد ديدي، الذي أعرب عن ترحيبه ليس فقط بسيدي أحمد ولد اجه الذي تعتبر تجكجه موطنه، وإنما بالمرشحيْن لمنصبي عمدتي انييملان والرشيد: الميمون ولد صمباره ومحمد ولد أحمد ولد اجه، وكذلك الشخصيات والفرقة الأسطورية المعروفة باسم "الفرقة الفنية للرشيد". وأردف قائلا: "نحن متوحدون في نضالنا في صفوف الاتحاد من أجل الجمهورية وتشبثنا ببرنامج الرئيس محمد ولد عبد العزيز. ويستند التقارب بيننا الآن على المساكنة والإلتزام الحزبي، أما البقية فهي متجاوزة. نحن ننتمي لنفس المقاطعة. وقد نشأ بيننا ما يكفي من الشقاق والاختلاف، ونريد الآن أن نكرس جهودنا لقضايا المياه والصحة والتعليم ولإعطاء أهمية أكبر للوائح الوطنية لحزبنا". وفي خطابه أعلن المرشح لمنصب عمدة بلدية تجكجه، السالك ولد السالك، عن انضمامات جديدة للحزب، ومن بينها انضمام محمد الأمين ولد انتله وفريقه من حزب الوئام، وتعهد بالتصدي للتحديات التي تواجه البلدية. وبدوره قال الميمون ولد صمباره، المرشح لمنصب عمدة بلدية انييملان، إن "هذا الحشد الكبير يشكل تكذيبا لأولئك الذين ينسجون قصصا عن تجكجه". "أؤكد على ضرورة التصويت للوائح حزبنا الوطنية. لا ينبغي أن تنتخبوا أبناءكم وتتركوا رؤساءهم" محمد ولد أحمد ولد اجه المرشح لمنصب عمدة بلدية الرشيد شكر الجماهير على الحضور. وانتهى المهرجان عند صلاة المغرب بمداخلات محمد ولد انه والنائب السابق لاتحاد قوى التقدم، شيخنا ولد السخاوي، الذي أعلن عن انضمامه لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، و، أخيرا، محمد أحمد ولد صالحي الذي أشاد بعزم ساكنة تجكجه إبان حقبة الاستعمار وبعد الاستقلال. مشيرا إلى أن المدينة ستخرج من الزاوية التي يريد البعض حصرها فيها وسترسل رسالة قوية تعبر فيها عن الولاء للقيادة الوطنية، مما يعني أنها ترفض الوقوع في الفخ الذي تم الدفع بها إليه. لقد كان العمل الميداني الذي قام به الوزير سيدي ولد الزين في المقاطعة شديد الفعالية. وبعد هذا الحشد الكبير وإثر النجاحات المتتالية في التعبئة للحملة الانتخابية، فإن أحزاب المعارضة المشاركة في سباق تجكجه تتجه، وفقا لمصادر عديدة، نحو الإنسحاب لتفادي هزيمة مذلة أمام زحف الاتحاد من أجل الجمهورية. محمد جد مو
|