قبل أيام توقفت أمام السجن المدني في نواكشوط –حيث يقبع السجناء السلفيون المتهمون بالانتماء لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي- سيارة سوداء من نوع "تويوتا ابرادو" تابعة لشركة الاتصالات الموريتانية السودانية "شنقيتل"، ونزل منها مسؤول سوداني كبير بالشركة ونادي على أحد حراس السجن وأنزل له من سيارته خنشات من أرز "بسمتي" وأكياسا من التمر والحليب ومواد غذائية أخري قال إنه جاء بها لإفطار السجناء السلفيين، ورفض المسؤول السوداني الكشف عن هويته للحرسي مكتفيا بالقول إنها "صدقة سر".
بعد مغادرة صاحب "صدقة السر" للسجن أبلغ الحرسي قائد فرقة الحراسة بالأمر الذي قام بحجز المواد الغذائية وبدأ في البحث عن هوية المسؤول الكبير بالشركة السودانية الذي جاء بمواد الإفطار، وتم الاتصال بشنقيتل التي رفضت الكشف عن هوية المسؤول صاحب المواصفات والسيارة المذكورة متعللة بان الأمر يدخل في إطار "صدقة السر" التي لا يجوز لهم كشف هوية صاحبها، ولا تزال تفاعلات الموضوع جارية.
هذه الحادثة وضعت شركة شنقيتل في حرج شديد بسبب تعاطف أحد مسؤوليها الكبار مع المعتقلين السلفيين الذين تتهمهم موريتانيا بالانتماء لتنظيم القاعدة وضلوع بعضهم في عمليات قتل لأجانب داخل التراب الموريتاني.
نشير إلي أن الشركة الأم ل"شنقيتل" –السودانية للاتصالات "سوداتيل" تخضع منذ 2007 لعقوبات مفروضة عليها من طرف الدول الغربية –ضمن لائحة سوداء من 29 شركة سودانية- لاتهامها ب"الضلوع في تمويل أنشطة إرهابية وعمليات التطهير العرقي في دارفور". وبناء علي قانون العقوبات الأوربي الأمريكي طلب فرع بنك BNP Paribas بموريتانيا قبل أشهر من شركة الاتصالات "شنقيتل" سحب أرصدتها وودائعها المالية لدي البنك والإغلاق النهائي لكافة حساباتها فيه. وقد برر البنك هذا الإجراء بكونه تطبيقا لقرار أوروبي يحظر على المصارف والشركات الأوروبية أي تعامل تجاري أو مصرفي مع كافة فروع "سوداتيل".
على صعيد آخر، أعلنت شركة شنقيتل بمناسبة الذكرى الثالثة لانطلاقها عن تشغيلها ل 1500 عامل موريتاني، وقد أثار هذا الرقم استغراب المراقبين بالنظر إلي أن "شنقيتل" ليست لها وكالات فرعية في الولايات الداخلية. فمثلا، شركة الاتصالات التونسية الموريتانية "ماتال" التي لها وكالات في كافة الولايات الداخلية لا يتجاوز مجموع عمالها 300 شخص، وهو ما يثير التساؤل حول نوعية وطبيعة هذا العدد الكبير من العمال الذين أعلنت شنقيتل أنها تدفع لهم رواتب شهرية. أقلام حرة
|