الزراعة الواحاتية في آدرار.. نشاط اقتصادي متعدد الفوائد   
12/02/2021

تعيش ساكنة ولاية آدرار على الزراعة الواحاتية، حيث تستقطب آلاف المزارعين، وتخلف نشاطا اقتصاديا ذا فوائد عديدة مما يجعلها تحتل مكانة الصدارة في صلب اهتمامات الدولة والمواطنين، ويؤهلها لتكون قاطرة التنمية ودعامتها الأساسية لما تتيحه من موارد اقتصادية متنوعة تستحث

النهوض بالولاية من خلال تطوير القدرات الإنتاجية في مجال إنتاج التمور وزراعة الخضروات والفواكه في إطار السياسة الوطنية العامة الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأمن الغذائي.

وفي هذا المجال أجرى مكتب الوكالة الموريتانية للانباء لقاءات مع عدد من المسؤولين والمزارعين حول أهمية الزراعة الواحاتية في الولاية وما تعانيه من نواقص وما تتوفر عليه من إمكانيات وما تتمتع به من إنتاجية وما تدره من منافع شتى في مختلف جوانب الحياة.

وفي هذا السياق أكد السيد مامادو إبراهيما واد، المندوب الجهوي للتنمية الريفية أن ولاية آدرار تعتبر ولاية واحاتية لما تحتوي عليه من النخيل، مضيفا أن المزارعين يعانون هذه السنة من ندرة المياه وصعوبة الوصول إليها مما ينعكس سلبا على الإنتاجية.

وأوضح أن الزراعة تحت النخيل في هذه الولاية تحظى بمساحة تقدر بـ157 هكتارا لزراعة الخضروات والشعير والقمح، مبينا أن المندوبية تعمل على مضاعفة هذا الرقم بالتعاون مع مشروع تنمية الواحات من خلال توفير المعدات والبعثات الإرشادية مما يشجع الزراعة ويضاعف الإنتاج.

وأضاف المندوب أن ولاية آدرار تعتبر عاصمة الجزر (كاروت) لما تنتجه من هذه المادة الأساسية، موضحا أن أكبر مصدر للخضروات على مستوى الولاية هو (واد لدي) و(المعدن) و(اجشان)، وأن بلدية عين أهل الطايع تحسن إنتاجها لهذه السنة في مجال الخضروات، حيث أصبحت تزرع أكثر من مساحة 23 هكتارا بدلا من 10 هكتارات خلال السنوات الماضية.

وعبر عن ارتياحه لموسم الكيطنة المقبل حسب المؤشرات الأولية المتعلقة بجودة ثمرة النخيل، مطالبا المزارعين بضرورة بذل المزيد من الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي.

وأضاف أن مؤسسته تقوم بزيارات ميدانية للوقوف على مشاكل المزارعين بغية تخفيف معاناتهم ومساعدتهم في تحسين ظروفهم الزراعية.

وبدوره أكد السيد الشيخ ولد محمد المصطفى، المنسق الجهوي لبرنامج التنمية المستديمة للوحات أن برنامجه قام بحفر أكثر من 46 بئرا ارتوازيا لصالح المزارعين في الولاية وجهزها بالطاقة الشمسية وشبكات الري لتزود مختلف الواحات والوديان بالمياه الضرورية للنشاط الزراعي، وذلك بغية الرفع من المستوى الإنتاجي للمزارعين.

وأضاف أن برنامجه قام بتوزيع 300 وحدة ري على الروابط التشاركية للواحات، فضلا عن تهيئة أكثر من 26 رابطة تشاركية وتمويل 24 مؤسسة بالقروض المسيرة عن قرب.

وأوضح المنسق أنه تم إنجاز 28 حقلا نموذجيا يشمل مختلف مقاطعات الولاية، من بينها حقل تيارت الذي يمتد على مساحة 100 هكتار.

وبين أن حقل تيارت يحتوي على 14400 نخلة مجهزة بكافة الوسائل الضرورية، مع تمكين المزارعين في هذا الحقل من زراعة الخضروات لدعم الإنتاج المحلي والمساهمة في تموين السوق بهذه المادة الأساسية للاستهلاك اليومي.

وأوضح أن ولاية آدرار تحتوي على نسبة 45% من إنتاج النخيل على المستوى الوطني بمعدل يقدر بأكثر من مليون ومائتي ألف نخلة في الولاية، مبينا أن برنامجه يتوفر على فريق إرشادي يعمل على المساهمة في تطوير عقلية المزارعين وترقية قدراتهم لتحقيق نتائج أفضل.

وأضاف أن ولاية آدرار تحتوي على أكثر من 150 هكتارا من المساحات المزروعة بالخضروات والشعير والقمح مما يجعلها في الصدارة على المستوى الوطني بعد ولاية اترارزه.

وبدوره أوضح السيد محمد ولد أكنيت، مدير مختبر أمراض النخيل أن مؤسسته تم إنشاؤها بموجب المرسوم رقم 61-2019 الصادر بتاريخ 8 إبريل 2019.

وأضاف أن هذه المؤسسة تعنى بشكل أساسي بتطوير زراعة النخيل من خلال وضع نتائج البحوث العلمية في خدمة تنمية قطاع الواحات بصفة تطبيقية من أجل زيادة الإنتاج عبر مكافحة آفات النخيل وأمراضه.

وأوضح أن تطوير القطاع يتم من خلال تقنية تكثير فسائل النخيل عبر الزراعة النسيجية له، مبينا أن فسيلة واحدة تنتج حوالي 200 ألف فسيلة بنفس مواصفات الفسيلة الأم مما يمكن من توسيع دائرة المساحات المزروعة بالنخيل ويسهل إمكانية نقل التجربة إلى بقية ولايات الوطن مما يحسن من مستوى التربة ويساهم في تعزيز القدرات الزراعية على المستوى الوطني.

وأضاف أن مختبره يعمل على تطوير الزراعة بما يضمن تحقيق الاستراتيجية الوطنية في مجال الزراعة الواحاتية بمختلف أنواعها وهو ما يساعد في مكافحة الفقر ويساهم في محاربة البطالة ويحد من ظاهرة الهجرة الريفية ويحقق الاكتفاء الذاتي.

وبين أن مختبره يعمل كذلك على معالجة المنتج من خلال مكافحة الآفات التي تصيبه مثل معالجة آفة (تاكه) عن طريق استخدام الكبريت الرطب، بالإضافة إلى مكافحة الحشرة البشرية ومحاربة الأمراض الفطرية والأمراض الوافدة بما فيها سوسة النخيل الحمراء الوافدة.

وأكد المدير أنه بفضل تضافر جهود الجميع تمكنت بلادنا من القضاء نهائيا على آفة سوسة النخيل الحمراء، مما جعل الدولة محل تكريم وتقدير وإشادة من طرف منظمة الزراعة العالمية كأول دولة في العالم تتمكن من القضاء على هذه الآفة.

ومن جانبه أكد عمدة بلدية معدن العرفان السيد عمو ولد الدهان أن بلديته معروفة بواحاتها الكبيرة مثل واحة امحيرث التي تعد أكبر واحة في البلاد وأكثرها إنتاجية وأحسنها جودة.

وبين أن واحة امحيرث لوحدها تحتوي على ثلث النخيل في آدرار، مشيرا إلى أن الزراعة في هذه المنطقة تعاني في الوقت الحالي من ندرة المياه ونضوب البحيرات الجوفية نتيجة لتعاقب أربع سنوات متتالية من الجفاف على الولاية مما ساهم في تراجع الإنتاج وأدى إلى ظاهرة هجرة المزارعين إلى المدن بحثا عن مصادر للرزق.

وبدورها أوضحت السيدة فاطمة بنت الحمد صاحبة تعاونية زراعية بمقاطعة أوجفت أنها تقوم منذ سبع سنوات بزراعة الخضروات والفواكه والنخيل مما أكسبها تجربة لا يستهان بها في هذا المجال.

وأضافت أن الزراعة الواحاتية هي المصدر الأساسي الذي يعتمد عليه سكان مقاطعة أوجفت بشكل خاص وسكان آدرار عموما، مطالبة بضرورة توفير المعدات والبذور في الوقت المناسب لضمان موسم زراعي ناجح يساهم في تموين السوق ويضمن تصدير الخضروات للعاصمة انواكشوط.

وأعرب المزارع المختار ولد يركيت عن سعادته بممارسة هذه المهنة لأكثر من 35 سنة، مضيفا أنه يقوم بزراعة الخضروات بمختلف أنواعها بما في ذلك الجزر والطماطم والبطاطس و(برجين) و(نافه) و(بتراف) و(الفصه).

وأكد أن سعر الخضروات في تراجع ملحوظ بسبب وفرتها في المزارع المحلية مما يساهم في تثبيت أسعارها ويجعلها في متناول المواطنين.

وأشار إلى أن سعر كلغ واحد من الجزر لا يتجاوز 150 أوقية قديمة وكلغ من الطماطم بـ200 أوقية قديمة وكلغ (ناف) بـ200 أوقية وكلغ من (بتراف) بـ200 أوقية قديمة.

وأضاف أن الإنتاج هذه السنة من الخضروات شهد بعض التراجع مقارنة بالسنة الماضية ومع ذلك فإن الخضروات متوفرة لله الحمد وهي تكفى لتموين السوق المحلية وتصدير بعضها إلى بقية ولايات الوطن.

وطالب الدولة بضرورة التدخل العاجل لمساعدة المزارعين من خلال توفير المعدات والبذور والسياج وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمزارع لكي يتحقق الاكتفاء الذاتي الذي يتطلع إليه كل مواطن في هذا البلد العزيز.

تقرير/ محمد ولد إسماعيل



جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة