أكد السيد امادي ولد الطالب، الامين العام لوزارة البيئة والتنمية المستدامة أن تخليد اليوم العالمي لمكافحة التصحر هذه السنة تحت شعار: الاستثمار في الاراضي الحية" يذكر بأن التصحر الذي يتسع نطاقه يوما بعد
يوم مسؤول عن قحول الاراضي والانخفاض المطرد في إنتاجيتها وعن هشاشة ظروف المعيشة لدى السكان ولاسيما سكان الارياف. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها اليوم الاربعاء في الحفل المنظم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر بنواكشوط الغربية. وقال إن بلادنا تعتبر أحد البلدان الاشد قحولا وتعرضا للتصحر بالنظر إلى موقعها على الجبهة الشمالية لمنطقة الساحل واستنادا إلى نتائج مختلف الدراسات التي أجريت في هذا المجال فإن مدى التصحر في بلدنا بلغ أكثر من 78 في المائة من التراب الوطني، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تفاقمت في العقود الاخيرة بسبب الجفاف المزمن الذي أنجر عنه هبوط النظام المائي وتدهور الغطاء الغابوي الرعوي فأدى ذلك إلى انزياح جبهة التصحر من الشمال نحو الجنوب. واضاف أن الغابات والاراضي الشجرية الاخرى التي توفر حوالي 80 في المائة من حاجياتنا من الطاقة المنزلية وأساس حاجة المواشي من المراعي لم تعد تمثل سوى قرابة 3،3 من مساحة البلاد بنسبة تصحر مرتفعة، مبينا أن بلادنا تعد نموذجا في مجال مكافحة التصحر وتتوفر على رصيد من التقنيات المتعددة والاستراتيجيات التي مكنت من وضع حد لجبهة التصحر وإيقافها. وكانت رئيسة الجمعية الوطنية للترقية النسوية وحماية الطفل والبيئة السيدة منى بنت الصيام ألقت كلمة بينت فيها أن جمعيتها تخلد هذا الحدث تحت شعار: "كل شيئ بثمن....لنستثمر في التربة السليمة". وأضافت أنه بالرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة من أجل تقديم كل الخدمات الاساسية في مجال البيئة، إلا أنه لا بد للمجتمع المدني من أن يلعب دوره المكمل والمتمثل في عملية التحسيس وتغيير العقليات. أما عمدة بلدية لكصر الدكتور محمد السالك ولد محمد فال عمار فقد أوضح أن شعار اليوم العالمي لمكافحة التصحر يعكس بجلاء إدراك السلطات العليا للبلاد أن التصحر والجفاف يؤثران على التنمية المستدامة لترابطهما مع مشاكل اجتماعية هامة كالفقر وسوء الصحة والتغذية ونقص الامن الغذائي والمشاكل الناجمة عن الهجرة ونزوح الاشخاص والديناميات السكانية، معبرا عن ارتياح ساكنة لكصر باختيار بلديتهم لاحتضان هذه التظاهرة. وقام المشاركون في اعقاب الحفل بغرس شجيرات الزينة على مستوى ملتقى الطرق الواقع بين مستشفى الام والطفل ومطار نواكشوط الدولي إيذانا ببدء عمليات غرس ألف شجيرة في العديد من الشوارع الرئيسية وملتقيات الطرق على مستوى العاصمة. وتم توفير هذه الشجيرات من طرف مشروع المساحات الخضراء لنواكشوط الذي انطلق سنة 2010 ومكن من تغطية سبعة محاور رئيسية في العاصمة بأشجارالزينة. وأوضح مدير حماية الطبيعة السيد بوبكار جوب، للوكالةالموريتانية للانباء على هامش الفعاليات المخلدة لليوم العالمي لمكافحة التصحر أن الاحتفال بهذا الحدث العالمي في موريتانيا يعود إلى سنة 1994 وذلك وفقا لالتزامات بلادنا تجاه اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر. وقال ان الاحتفال بهذا اليوم يجري في عموم عواصم الولايات الداخلية عبر تنظيم نشاطات تشجير على مستواها بإشراف المصالح المختصة لوزارة البيئة والسلطات الادارية والجهوية. وأضاف أن الدراسات العلمية التي أجريت حول وضعية التصحر في بلادنا بينت أن الظاهرة تتقدم بوتيرة سريعة تتراوح ما بين 4 إلى 6 كلم سنويا وأن ثمة مناطق متفرقة تشهد حاليا انتعاشا كبيرا في غطائها النباتي بفضل تنامي الوعي البيئي لدى السكان من جهة وقيام العديد من المشاريع الضخمة والهادفة كالبرنامج الخاص لحماية نواكشوط من زحف الرمال والمد البحري. وحضر حفل تخليد اليوم العالمي لمكافحة التصحر بحضور الامين العام لوزارة البيطرة الدكتور فال المختار والسلطات الادارية والجهوية لنواكشوط الغربية وشخصيات عديدة أخرى.
AMI
|