الحمد لله رب العالمين، أمرنا بقتال الكفار والمرتدين، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة المجاهدين. "قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر"، "يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ".
خرج رئيسهم على الملأ ليفضح الله به عصابته، من أهل الباطل ويوضح به بعض الأمور المهمة بالنسبة للمسلمين، "وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ". 1 قال إنهم ليسوا في حرب مع القاعدة، ونحن نسأله، أقلت هذه الكلمة خوفا من القاعدة، وفعلا لا تريد المواجهة معها، أم أن خوفك منها جعلك لا تعي ما تقول، ونحن نقول لك، يا هذا اعلم ن حرب المجاهدين عليكم قدر مكتوب، ولا مفر منه، حتى يمكن الله للمجاهدين في الأرض ويزاح الكفر والطغيان، وذلك طبعا لا يكون إلا بمسح الرقاب، فأبشر بأيام سود وليال حوالك، واعلم أن هذه البلاد بلاد شنقيط ستكون بحول الله أول ما يفتح لتكون المنطلق للفتح كما كانت أيام المرابطين. 2 ـ ازدراؤك بالشعب ومشاكله، ويتمثل ذلك في عدم ردك السلام على المتصلين، حتى أحرجت الصحفي الذي كان بجوارك، فكان دائما يبادر برد السلام عنك. 3 ـ يشم من رائحة كلامك أنك تنوي تغيير بعض مواد دستوركم الكفري، وأجزم أنه إذا وقع ذلك فسيكون ضمن المواد المغيرة تلك التي تحظر عليك الترشح لولاية ثالثة. 4 ـ قولك إن المجاهدين لا يقدمون قادتهم للعمليات الاستشهادية فإن كان هذا تحريضا لقادة المجاهدين للقيام بهذه العمليات، فحضر الجواب لأسيادك الصليبيين، وإن كان غير ذلك فاعلم أن المجاهدين كلهم قادة لأنهم قادة الأمة إلى بر الأمان، واعلم أن القادة الذين تعنيهم مشهود لهم بالإقدام والشجاعة، كما يعلمه القاصي والداني، ولم يتبوءوا تلك المكانة القيادية إلا بعد أن أثخنوا بالجراح وقد خبرت ذلك وغيرك من المحاربين لله ورسوله، وللمجاهدين في سبيل الله، وما يوم "تفرغ زينة" منكم ببعيد، فقد كنت القائد الميداني للمرتدين في تلك المعركة، ثم إن الذي يسمع كلامك يحسبك وقادة الردة في هذه البلاد لا تسمعون هيعة إلا طرتم إليها تطلبون الموت مظانه، فأين كنتم عندما قمتم مع أسيادكم الصليبيين بعمليتكم الغادرة الأخيرة والتي قلتم كاذبين إن قادتنا كانوا بعيدين من مكان تلك العملية، فهل كنتم أنتم في قلب هذه المعركة أم كنتم تحت المكيفات. 5 ـ قلتم إن الذي تواجهونه هو إرهاب محلي، وليس القاعدة، وأنا أسألك إذا كان هذا الذي قض مضاجعكم وأثقل كاهلكم وأرق أعينكم، ليس القاعدة، فتوبوا إلى الله قبل أن تصل إليكم القاعدة، وإذا كان هذا "بط التركه" فمابلك بـ"بط المكلفين". 6 ـ قلتم بأن جلنا من أصحاب السوابق وكانوا يتعاطون المخدرات، فهذا يذكروني بقول فرعون لكليم الله موسى، " وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ"، ونحن نجيبك بما أجاب به موسى فرعون، " فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ، فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ". واعلم يا هذا أن من تاب تاب الله عليه، وأن جل الصحابة رضوان الله عليهم لم يولدوا في الإسلام، لكن لما تابوا وأسلموا، تاب الله عليهم، والإسلام والتوبة يجبان ما قبلهما، فأعز الله بهم الدين ومكن لهم في الأرض، هذا إذا افترضنا أن ما قلته حق، فالذي يسمع كلامك هذا وليس من "أهل اتويميرت" (اظوية) يحسبك وجنودك قوامين متقين لله عز وجل، زاهدين عابدين، غير موالين لأعداء الدين، وغير حاكمين بغير ما أنزل الله. تقاصر فما ضوء الظهيرة كالسهى ضياءا ولا الشم الشواهق كالصوى إذا عير الطائي بالبخل مادر وعير قساً بالفهاهة باقل وقال السهى للشمس أنت كسيفة وقال الدجى للبدر وجهك حائل فيا موت زر إن الحياة ذميمة ويا نفس جدي إن دهرك هازل وأما قولك إننا نعاني من الفقر فهذا صحيح، فقد صدقت فيه، ولكن لا تنسى أن الفقر تعاني منه الأغلبية الساحقة من المجتمع "لا اتصوع الزرك واتخل الزراك"، فما هو سبب هذا الفقر المدقع، أنا أقول لك، سببه أنت وأمثالك، سببه عدم تطبيق شرع الله عز وجل، ليأخذ كل ذي حق حقه، وهذا من الأسباب التي جعلتنا نحمل السلاح لأننا نرى البلد غني بخيراته التي وهبها الله له، فقير بفعل عصابة الردة التي تحكمه، فهي تتقاسم مع أسيادها الكفار الأصليين ثروات البلد، فنحن إذ نحمل السلاح كي يطبق شرع ربنا وتحرر أرضنا،ونحمله كذلك كي يسترجع المسلمون حقوقهم المسلوبة منهم، قال تعالى " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ"، وقال تعالى: "وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا "، فالأسباب المادية مع أنها ليست لب القضية ولا جوهر الصراع ولا أصله، ولكن الله جعلها وقودا مغذيا للأسباب الشرعية، وهذا بين واضح جلي في نصوص الوحي، والذي يسمع أيضا كلامك هذا يظن أنك جعلت جنودك يعيشون في رغد وعيش كريم، وأنت تعلم أنهم لم يتجندوا عندكم لا قناعة بردتكم من عدم تطبيق شرع الله ومولاة أعداء الله، وإنما هو الفقر، فالضباط يعيشون في ترف، والجنود يعيشون في جحيم مع أنهم من يقومون بأصعب الأعمال، وهذا الذي أقوله يعلمه ويقوله سائر الجنود، وهو معلوم لدى الجميع، فهم يعانون من مشاكل في قوتهم مرورا بنقلهم وصحتهم واللائحة تطول. وعيرتنا بالجهل ولكي أجيبك على هذا السؤول جوابا شافيا كافيا، أحيلك إلى علماء الحوار الذين شهدوا في وسائل الإعلام لنزلاء السجن بالعلم والتدين والخلق الرفيع. 8 ـ قلت إننا لا نحمل هدفا معينان وهذا يرد عليه ألد أعدائنا، ألا تذكرون قولة سيدكم بوش، أننا نسعى لإقامة خلافة إسلامية من الأندلس إلى جاكرتا، فهو هنا أكثر منك صدقا، ونقول لك وله ولغيركما، هدفنا هو إقامة دولة إسلامية على كل حصاة من هذه الأرض، أو نلقى الله على ذلك ليرضى عنا، وإليك بعض نتائج الجهاد المباركة. وقلت إن هدفنا كما كنا نقول هو إطلاق سراح العلماء وقد فعلم في إشارة إلى نتيجة من نتائج لمغيطي، وقلت، ثم كان هدفهم بعد ذلك إغلاق سفارة أجنبية في إشارة إلى سفارة اليهود، ولم تجرأ أن تذكر اسمها لأنك تذكرت أنك أخفيت عن الناس السبب الحقيقي لرحيل تلك السفارة المشؤومة، وادعيت أنك أغلقتها من أجل غزة، وها أنت تقر على الملأ أن إغلاقها كان نتيجة لضربات المجاهدين، وسعيا منكم لإيقاف الجهاد في هذا البلد. والأسباب التي جعلتك تطلق سراح العلماء وتغلق السفارة اليهودية، ستجعلك بحول الله تطبق شرع الله أو ترحل. وعيرتنا بأننا شتات من دول عديدة وأننا قلة، وهذا على حد قول فرعون "إِنّ هَـَؤُلآءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ، وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ"، تعيرنا بأنا قليل عديدنا فقلت لها إن الكرام قليل أما كوننا شتات فهكذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أوضح برهان على صدق دعوتنا ونقاء رايتنا وصفاء منهجنا، فرايتنا ليست جاهلية وطنية أو عرقية، وإنما هي راية إسلامية تجمع المسلمين تحت ظلال خيمة الإسلام الوارفة، وهذا أيضا إن دل على شيء فإنما يدل على عجزكم أمامنا، فما دام الحال هكذا (شرذمة قليلون)، فلماذا يؤرقونكم ويقضون مضاجعكم، وأسيادكم مع ما عندكم من وسائل قوة، ولكن القوة لله جميعا، قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، وقال تعالى "إن ينصركم الله فلا غلاب لكم"، وقولك هذا وما سبقك من كلام عن فقرنا يذكرني بقول أعداء الله الأقدمين "أنؤمن لك واتبعك الأرذلون "، "وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي". أمال تهديدك بأسابيع مقبلة وشهور قادمة، فأقول لك حسبنا الله ونعم الوكيل، "الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"، تتوعدنا بالحرب والله وعدنا بالنصر فيها، فابشر بما يسوؤكم ويسر المسلمين، فإعلانك لهذه الحرب سيكون وبالا عليك وعلى أشياعك، وسبب فقدك لكرسيك الذي تعبده من دون الله، ويعلم كل أحد أنك مستعد لإبادة الناس من أجله، كما شهد سلفك سيدي بأنط قلت له مثل هذا الكلام. ومما يوضح استهزاءك بالخلق وورطتك التي أنت فيها، تجاهلك أسئلة الصحفيين والتي تهم المسلمين، فقد أحسنت الصحفية التي لم تفوت لك حديثك في موضوع مرضى السرطان، فردت عليك كلامك. وفي الأخير أذكر العلماء بالسؤال الذي سألتهم عنه وهو مسألة مشاركة الجيش مع الفرنسيين في المعركة الأخيرة، والسؤال هو، هل هذا ناقض من نواقض الإسلام، فلم يجيبوا ولا أحسبهم يفعلونها لأن الجواب على هذا السؤال له فواتير باهظة . سبحانك اللهم وبحمدك، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله الموفق. كتبه الفقير إلى الله ـ أبو بكر السباعي الخديم ولد السمان أمير تنظيم أنصار الله المرابطون في بلاد شنقيط التابع لتنظيم القاعدة
|