الوزير الأول: الحكومة تعمل على بناء دولة قوية عصرية تنهض بتنميتها الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة   
28/01/2022

قدم معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود، اليوم الخميس أمام الجمعية الوطنية، خلال جلسة علنية برئاسة السيد الشيخ ولد بايه، رئيس الجمعية، حصيلة عمل الحكومة خلال سنة 2021 والخطوط العريضة لبرنامجها خلال السنة الحالية.

وفيما يلي النص الكامل للتقرير:

"بسم الله الرحمن الرحيم،

وصلى الله على نبيه الكريم

السيد رئيس الجمعية الوطنية

السادة والسيدات النواب

يشرفني، عملا بمقتضيات المادة 73 من الدستور، أن أخاطب اليوم جمعيتكم الموقرة لأعرض حصيلة عمل الحكومة لسنة 2021 والخطوط العريضة لبرنامجها لسنة 2022.

وأغتنم الفرصة لأعرب لكم عن صادق التهانئ بمناسبة العام الجديد، ولأبارك لكم مقرَّ جمعيتكم الجديد، راجيا أن يساهم بِسِعَتِه الأكبرْ وتجهيزاته الأفضلْ في تخفيف أعباء العمل المُضْنِي الذي تقومون به دون كَلَلٍ في خدمة الدولة والأمة.

كما أحرص على أن أجدد لكم جزيل الشكر على الدعم الثمين الذي تفضلتم بمواصلته للإجراءات المتخذة من طرف الحكومة، تطبيقا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لمواجهة استمرار جائحة كورونا التي ما زالت تضرب العالم للسنة الثانية على التوالي.

وفي هذا المَقام أسأل المولى جلَّت قدرتُه الرحمةَ والغفران لأحِبَّتِنا الذين فقدناهم والشفاءَ العاجل لمرضانا المصابين بهذا الفيروس البغيض. ولقد واصلت الحكومة العمل بدَأَبٍ من أجل التخفيف من آثار هذه الجائحة السلبية على المواطنين وخاصة أشدِّهم ضعفا، من جهة، كما عَمِلتْ، من جهة أخرى، على دفع الاقتصاد بغية إحداث نمو شامل، قادر على خلق فرص عمل وفِيرةٍ وعلى الحد من مختلف أشكال الغبن.

وكما كان الحال سنة 2020، فقد ظلت الحكومة يقِظَةً على عدة جبهات، خلال السنة الماضية. حيث واصلنا، على أحسن وجهٍ مُتَاح، تدبيرَ إشكالية ارتفاع أسعار المواد الأساسية، وتأمين اللقاحات للمواطنين، ومعالجة المشكلات الأمنية في مُدنننا، وكلُّ ذلك دون مَسَاسٍ بالجهود المبذولة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، ومكافحة الفقر والهشاشة والظلم والإقصاء، فضلا عن مواصلة تعزيز الاقتصاد الوطني لجعله أكثرَ صلابةً وقدرةً على الصمود.

وبطبيعة الحال، وعلى الرغم من الوضعية الدولية الصعبة، فقد عَكَفَت الحكومة على العمل بعزيمة من أجل تنفيذ البرنامج السياسي الذي انتَخَب الشعب على أساسه رئيس الجمهورية.

وعلى سبيل التذكير، فإن هذا البرنامج يرتكز على رؤية اقتصادية، اجتماعية ومجتمعية طموحة تقوم على المحاور الرئيسة التالية:

- دولة قوية وعصرية، في خدمة المواطن؛

- اقتصاد مَرِن، صامد وصاعد؛

- تثمين رأس المال البشري لتحقيق التنمية؛

- مجتمع معتز بتنوعه ومتصالح مع ذاته.

ويستعرض التقرير الحالي حصيلةً لأهم النشاطات المُقام بها في كل محور من هذه المحاور سنة 2021 والخطوط العريضة للورشات التي ستنطلق، أو تُتابع أو تُستكْمَل خلال سنة 2022.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

إن بناء دولة قويةٍ تضمن حوزةَ البلاد وتَصُون استقلالها، عصريةٍ تنْهَضُ بتنميتها الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة، وقريبةٍ من المواطن، تخْدُمه وتضمن له التمتع بحقوقه، كل ذلك يشكل أساسَ مشروع المجتمع الذي حدَّدَه رئيس الجمهورية.

ومن أجل تجسيد هذا المشروع تم إيلاء الأولوية لإرساء مؤسسات قوية، واعتماد حكامة قائمة على استمرارية العمل العمومي والبناء على التجارب والمكاسب الإيجابية التي تحققت على أيدي الأجيال المتلاحقة.

وفي هذا المعنى، عبر فخامة رئيس الجمهورية عن هذه القناعة حيث قال: "إن تطور المجتمعات يعتمد على المكانة والدور الذي تَضْطَلِع به المؤسسات ذاتُ الجودة، باعتبارها الضامنةَ الأولى لسيادة الاستقرار ونشرِ العدل"، مُرْدِفا: سأوجه "مزيدا من الجهد صوْبَ تعزيز المؤسسات، وإرساءِ آليات للتعاون والتآزر في ما بينها لضمان سير عملها بسلاسة وانسجام، لصالح مواطنينا ومجموعتنا الوطنية."

كما عبر فخامته عن إيمانه بقوة القانون وأهمية احترامه، بقوله في وادان: " وأود بالمناسبة تشديدَ التأكيد على أن الدولة ستظل حاميةً للوحدة الوطنية والكرامة وحرية ومساواة جميع المواطنين بقوة القانون وأًّيا تَكُن التكلفة، كما أنها لن تُرتِّب حقا أو واجبا على أيِّ انتماء إلا الانتماء الوطني."

وقد عكس العمل الحكومي في مجال العدالة هذه الرؤية التي يعبر عنها التِزام رئيس الجمهورية المتعلق " بإعداد الشروط الضرورية لتمكين السلطة القضائية من الاضْطِلاع الكامل بدورها في إطار دولة القانون" وبشكل أكثر تحديدا، وفي إطار تعزيز استقلالية القضاء، تم تحديث التشريعات الموضوعية والإجرائية المتعلقة بحماية حقوق الإنسان ومحاربة الجريمة، وإدخال التقنيات الحديثة في الإدارة القضائية، إضافة إلى تفعيل التفتيش القضائي.

ومن أجل تحسين تسيير نفاذ الفئات الضعيفة إلى العدالة، تم تفعيل مكاتب المساعدة القضائية على مستوى عواصم الولايات، إضافةً إلى تقديم المساعدة القانونية للأطفال المتنازعين مع القانون، وكذا مراجعة النظام القانوني والمؤسسي للمُصْلِحين ورصْد الموارد المالية لتحسين ظروفهم.

كما تمت مراجعةُ النصوص لمعالجة الاختلالات المتعلقة بالمسار المهني للقضاة ونظام ترقيتهم وتحقيق مطالبهم المتعلقة بسن التقاعد وتحسين ظروفهم المادية. وفي الوقت نفسه، تم تعزيز الطواقم البشرية للمُرفق العدْلي عبر اكتتاب القضاة وموظَّفِي كتابات الضبط وانتقاء مساعدي المُحَلَّفين بمكاتب التوثيق.

وفي إطار إصلاح نظام السجون تم استكمال خطةِ عملٍ تتضمن إعداد مشروع قانون إطاري ينظم هذه المؤسسات، ويشجع على إعادة إدماج نُزلائها في المجتمع.

كما عملت الحكومة على تحسين ظروف الاعتقال، عبر رفع المستوى المعيشي والصحي للسجناء، وحمايةِ حقوقهم الأساسية، واتخاذ التدابير العملية للحدِّ من ظاهرة الاكتظاظ التي تعاني منها العديد من مراكز الاعتقال.

وستواصل الحكومة جهودها في سنة 2022 من أجل توطيد استقلال القضاء، وذلك بالرفع من كفاءات القضاة وتخصصهم القانوني، وتعزيز المساعدة القضائية وإعادة النظر في التوزيع الجغرافي للمحاكم، ومراجعة الخريطة القضائية، بما يُخفف الأعباءَ على المحاكم ويُيَسِّر الولوجَ إلى العدالة.

وستواصل الحكومة تشجيع استخدام الوسائل البديلة لحل النزاعات، وتطوير نظام إدارة الدَّعْوَى المدنية، كما ستعكف على تطوير السياسة الجنائية وتحديثها بما يضمن مكافحة الجريمة بمختلف أنواعها وأساليبها. وفي الوقت نفسه، سيتواصل تنفيذ برنامج تشييد مباني المحاكم وقصور العدالة وتجهيزها، وفي هذا الإطار، سيتم بناء مقرَّاتِ أكثر من عشرين محكمةِ مقاطعة، وقصريْ عدل في نواكشوط.

وفي مجال حماية وترقية حقوق الإنسان، أطلقت الحكومة مسارا لإعداد استراتيجية وطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان يُراد لها أن تكون المرجعَ الرئيسي للسياسة العامة للحكومة في مجال تنفيذ الحقوق المدنية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية.

وبخصوص محاربة الاتِّجَار بالبشر، واصلت الحكومة العمل على تنفيذ خطة العمل الوطنية ذات الصلة، وذلك من خلال تنظيم 19 ورشة تكوينية وتمويل ستِّ حملات تحسيسية حول القوانين المجرمة للعبودية والاتجار بالأشخاص لصالح وكلاء الدولة المعنيين وفاعلي المجتمع المدني على المستوى الوطني.

أما في مجال محاربة الأشكال المعاصرة للاسترقاق، فقد تم تنظيم طاولة مستديرة مع الشركاء والفاعلين المعنيين حول تطبيق القانون المتضمن تجريم العبودية ومعاقبة الممارسات الاستعبادية. وأسفرت هذه الطاولة المستديرة عن توصيات مهمة بدأ تنفيذُها بإصدار تعميم يَحُث أعوان القضاء ووكلاءَ إنفاذِ القانون على التطبيق الصارم له. وستتم متابعة تنفيذ هذه التوصيات بصورة جدية.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

يَحْظَى تعزيزُ اللُّحمة الاجتماعية بِضَافِي اهتمام الحكومة. ولذلك، تم إنشاء جائزة حقوق الإنسان واللُّحمة الاجتماعية، وهي الجائزة التي تشكل تعبيرا عن تقدير السلطات العليا في البلاد لجهود المدافعين عن حقوق الإنسان والمساهمين في توطيد الوحدة الوطنية. وقد أسفر مرور بلادنا الناجح أمام مجلس حقوق الإنسان السنة الماضية عن قبول 76% من التزاماتنا الدولية في هذا المجال.

وفي 2022، سيتم إنشاء هيئة وطنية لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين غير الشرعيين، كما سيتم إطلاق برنامج "تعايش" من خلال مشاريع تستهدف الشباب والمرأة وذلك بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني.

وفي المجال الدبلوماسي، عكفت الحكومة على تجسيد التزام فخامة رئيس الجمهورية المتعلق " بتطوير دبلوماسيةٍ ديناميكيةٍ وفاعلة، تسْعى دوما إلى تحقيق التوافق والعملِ من أجل الحفاظ على السلم والأمن، علما بأن انتماءنا في آن واحد للمغرب العربي ولإفريقيا بصورة أعم يُمْلي علينا التضامن مع المنظومة العربية الإفريقية".

وفي هذا السياق، تم التركيز على تنشيط التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف ودفع التشاور على أعلى مستوى مع البلدان الشقيقة والصديقة، مع إعطاء الأولوية لمحيطنا الساحلي الصحراوي حيثُ جعلنا من مجموعة دول الساحل الخمس ركيزةً أساسية للتعاون شبه الإقليمي من شأنها ترقيةُ السلام والاستقرار في المنطقة.

وبخصوص الموريتانيين في الخارج، تم بذل جهودٍ هامة عبر تذليل العقبات التي كانت تَحُول دون ازدواج الجنسية، الأمر الذي أنهى الوضعية التي طالما عانى منها أبناءُ جالياتنا وعقَّدت ظروف حياتهم في الخارج.

وسيتم تدعيمُ جميع هذه الإنجازات ومواصلتُها خلال سنة 2022 وذلك ضمن ديناميكية استباقية يُراد لها أن تُعزز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، مع التركيز على قنوات التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي، وعلى تثمين رؤيتنا ومساهمتنا في ميدان الديمقراطية والتنمية والثقافة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

وفي ما يخص الدفاعَ والأمن، تركزت الجهود في السنة المنصرمة على تفعيل عمل جميع هياكل القطاع، ومكَّن ذلك من تحسين ظروف الحياة بالنسبة للأفراد على مستوى السكن والمعيشة والأجور، والرفع من مستوى التعليم في مؤسسات التكوين، والرفع من مستوى التدريب العملياتي للوحدات وزيادة وتيرتِه، وتعزيز وتطوير البنية التحتية العسكرية. وبصورة أخص، عَزَّزت قواتنا المسلحة وقواتُ أمننا مِن الشبكة الأمنية والرقابة على كامل التراب الوطني، وطورت قُدُراتِها الذاتية مع تنويع التعاون المشترك على المستوى الإقليمي والدولي. أضف إلى ذلك المشاركة في عملية التنمية الوطنية عن طريق الوحدات العسكرية والعناصر العاملة سواء في مجال الإنتاج الزراعي أو في تشييد البنى التحتية أوفي المستشفيات.

وبالنسبة للسنة الجارية، سيتواصل العمل على تعزيز المكاسب والرفع من القدرة العملياتية للوحدات، وعصرنة القوات وتمهينها وتعزيز الشبكة الأمنية وتطوير البنى التحتية الخدمية واللوجستية. ولهذا الغرض، سيتم تزويد مختلف أفْرُع القوات المسلحة بمُعدات وأجهزة متطورة وعَتَادٍ يتلاءم مع مختلف المهام المنوطة بها، وستستفيد من مناوراتٍ وتمارينَ دورية ودورات تكوينية للحفاظ على أعلى مستويات الجاهزية.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

لقد أكد فخامة رئيس الجمهورية أن "سلامة حوزتنا الترابية وطمأنينة مواطنينا وأمْنَهم ستظل في صدارة أولوياتنا، ولا مجال لأي تساهل في هذا الشأن ".

ولهذا الغرض، أنجزت الحكومة جملة من الإصلاحات طالت جميع الأسلاك الأمنية واستهدفت توضيحَ مهامها وتعزيز قدراتها العَمَلِياتية والتدخلية وتكييفَها مع الرِّهانات والمتطلبات الجديدة الناشئة عن تطور المجتمع وعن موقع بلادنا الجيوسياسي.

وفي هذا الإطار، تم تزويد الشرطة الوطنية على مستوى العاصمة بمنظومة للمراقبة عن بعد بواسطة كاميرات ذكية؛ ويجري الإعداد لتزويدها بمختبر متعددِ الوظائف للتحاليل بما فيها التحاليل الجينية والتحاليل الخاصة بكشف المواد الممنوعة والخطيرة.

كما استفاد التجمع العام لأمن الطرق من وسائلَ حديثة للمراقبة، وخاصة الرادارات المتنقلة، وساعدت الأرقام المجانية التي تم وضعها تحت تصرف الجمهور في تحسين قدرات الاِسْتباق والاستجابة لدى هذا السلك في ما يتعلق بحوادث الطرق وغيرِها من التدخلات المستعجلة.

وفي نفس السياق، تم ترفيعُ مديرية الحماية المدنية السابقة إلى مندوبية عامة للأمن العمومي وتسييرِ الأزمات واعْتُمِدَت خِطةُ عملٍ رباعية بدأ تنفيذها بغية تعزيز هذا الجهاز وعصرنته حتى يصبح سِلكا فعَّالا للأمن العمومي وتسيير الكوارث والأزمات المعقدة.

وهكذا، تَسَنَّى تحسينُ مستوى التغطية الترابية للمصالح الأمنية بفضل بناء وترميم 18 مقرِّ مفوضية شرطة ومقرَّيْ الإدارتين الجهويتين للتجمع العام لأمن الطرق في نواكشوط، إضافة إلى افتتاح أربع مندوبيات جديدة لنفس السلك الأمني داخل البلاد وهي مندوبيات روصو- كيهيدي- ألاك- وكيفه.

ومواكبةً لتطور المجتمع وتحَضُّره وتقريبا للأمن من المواطن، تم ترسيمُ اللجان الأمنية لمختلف الدوائر الإدارية وإنشاءُ شرطة مقرَّبَة على مستوى العاصمة. زِدْ على ذلك إنشاءَ وتفعيلَ تطبيقٍ معلوماتي يُمَكِّن مفوضياتِ الشرطة من التسيير المشترك والفوري للمعلومات والوقائع المدَوَّنة يوميا في سجلات المصالح الأمنية. ومَكَّنت هذه الجهود من تراجع الجريمة الحضرية بنسبة تقدر بحوالي 50%.

كما مكنت عملياتُ الاكتتاب والتكوين المُتَتَابعة من تعزيز الموارد البشرية للمصالح الأمنية بشكل معتبر، حيث استوعبت هذه المصالح 2350 عنصرا جديدا بينهم 430 للدرك الوطني و 1500 لصالح الشرطة الوطنية و300 لصالح التجمع العام لأمن الطرق و120 لصالح المندوبية العامة للأمن العمومي وتسيير الأزمات.

وفي مجال مراقبة الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية، أعطَى تطبيق استراتيجية الحكومة نتائج مرضية تمثلت في ترحيل أكثر من 7000 أجنبي في وضعية غير قانونية وتفكيك 73 شبكة تهريب للمهاجرين. وأكثرَ من ذلك، يُلاحظ للسنة الثالثة على التوالي انْحِسارٌ ملموسٌ لأعداد المهاجرين غير النظاميين عن طريق سواحلنا.

وفي مجال الحالة المدنية، انصبَّت جهود الحكومة على توطيد المنظومة المندمجة لتسيير السكان والوثائق المؤمنة وتحديد الصعوبات التي تحول دون حصول جميع الموريتانيين في الداخل والخارج على وثائق الحالة المدنية وتسريع وتيرة التقييد. وبهذا الصدد، أسْفَرت المقاربة التشاركية التي تم انتهاجُها لحل الحالات الإشكالية المطروحة عن نتائج إيجابية. وهكذا، فمن أصل 6672 حالة مدروسة، استفاد 3754 من تحديدٍ نهائي للهوية والحصول على رقم تعريفٍ وطني.

وسيتواصل هذا الجهد مع اعتماد التسجيل الآلي من المصدر لوثائق الحالة المدنية وتحسين قدرات الإدارة المحلية في جمع البيانات الإدارية والقطاعية.

ومن أجل تقريب الإدارة الإقليمية من المواطنين وتكييف أجهزتها مع محيطها القانوني والمؤسسي والاجتماعي، أَنشَأت الحكومة ستَّ مقاطعات جديدة وأطلقت مسارَ مراجعةِ النصوص الأساسية في هذا المجال وخاصة الأمر القانوني المتعلق بتنظيم الإدارة الإقليمية. وفي مجال تعزيز البنى التحتية، تم بناء مكاتب ولايات الحوض الغربي وداخلة نواذيبو وإينشيري، واستُكمِلت أشغالُ بناء مقرَّي المجلسين الجهويين بنواذيبو وسيلبابي، ومكاتب وإقامات حكام مقاطعات العيون وتامشكط وكوبني وسيلبابي ومقامه وبوكي وبابابي وكيهيدي وامباني واكجوجت وواد الناقة وكنكوصه، إضافة إلى ترميم إقامات ومكاتب حكام دوائر الطينطان والطويل وعين فربه.

ووعيا من الحكومة بالتأخر الكبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشريط الحدودي الممتد من كيديماغا إلى الحوض الشرقي، فقد ركزت خلال هذه السنة على وضع برنامج تنموي متعدد القطاعات ومندمج لصالح القرى الواقعة على هذا الشريط وذلك بهدف إدماجها وتأهيلها بصورة جيدة. ويتعلق الأمر على وجه الخصوص بما يلي:

- إعادة التنظيم الإداري للمجال من خلال إنشاء مقاطعات جديدة؛

- تنفيذ مشاريع لفك العزلة وتقديم المساعدة والدعم للأسر الأشد عوزا؛

- إنجاز مشاريع صغيرة ونشاطات مدرة للدخل لصالح النساء والشباب؛

- التأهيل التدريجي والمتزامن للبنى التحتية لخدمات الصحة، والتعليم، والكهرباء، والمياه.

وتشكلُ تعبئةُ تمويل تنمية الحوض الشرقي خلال نوفمبر الماضي تجسيدا لهذا النموذج الذي سيتم تعميمه على الولايات الأخرى.

وستشهد سنة 2022 تنفيذَ الاستراتيجية الوطنية للأمن الحضري وتوسيعَ منظومة الإنذار والنداءات الاستعجالية على المستوى الترابي وتفعيلَ منظومة المراقبة عن بُعد للمحاور الرئيسة والمباني العمومية في العاصمة، وتعزيزَ قدرات مصالح شرطة الإنقاذ وفرق التدخل وقنوات جمع المعلومات؛ إضافة إلى تدعيم أنظمة الوقاية من الجرائم ورقابتها وردعِها وإنشاء مختبر حديث للشرطة العلمية. كما ستشهد إعداد إطار جديد للامَرْكَزَة ومراجعة الأمر القانوني المتعلق بتنظيم الإدارة الإقليمية ونصوصِه التطبيقية، فضلا عن إعادة تنظيم هياكل الولاية وتفعيل المقاطعات المستحدثة.

وسيتم كذلك تعزيز التنسيق والمتابعة والتقييم على مستوى الإدارات الإقليمية، وذلك من خلال تطوير أدواتِ توجيهِ ورقابةِ وتقييمِ نشاطات السلطات الإدارية وتحديد الصلاحيات والمهام المُوكلة لمختلف الفئات المهنية للإدارة الإقليمية، وإطلاق عمليةٍ تستهدف حفظَ ورقمنة أرشيف الدوائر الإدارية.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

في مجال التنمية المحلية، أوْلت الحكومة أهميةً كبيرة لِلَامركزية القيادة والتوجيه ولتَخْويل المسؤولياتِ لمختلف مستويات التسيير، وذلك انطلاقا من حقيقة أن عدم ملاءمة نمط حكامة النظام يساهم بقوة في ضعف النتائج المُحْرَزَة.

وبالفعل، فقد تم تنفيذ النشاطات المدرجة في صدارة خارطة طريق الاستراتيجية الوطنية للامركزية والتنمية المحلية الممتدة حتى أفق 2030. ويتعلق الأمر على وجه الخصوص بإنشاء المجلس الأعلى للامركزية، وإعداد اتفاقياتِ تحويل الصلاحيات بين الدولة والمجالس الجهوية، وتعزيز قدرات البلديات والفاعلين في مجال اللامركزية.

كما أطلقت الحكومة برنامجي التنمية الاقتصادية المحلية والمبادرات البلدية لصالح الجهات والبلديات. ويُمَوِّل هذان البرنامجان إنجازَ وتأهيل البنى التحتية البلدية الأساسية في مجالات التعليم والصحة والزراعة والبيئة، فضلا عن مشاريع التنمية الاقتصادية أو التسيير التشاوري للموارد الطبيعية. وفي هذا الإطار، بلغت محفظة المشاريع المُنجَزَة أو التي هي قيد الإنجاز أو الإعداد 270 مشروعا لصالح البلديات لاسيما بلديات ولايات الحوضين وكيديماغا.

وفي سنة 2022، سيتم إجراء إصلاحات كبرى تتعلق على وجه الخصوص باعتماد مدوَّنة للجماعات الترابية والمصادقة على مخطط توجيهي لتحويل الصلاحيات للهياكل اللامُمَركَزة.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

كما قال رئيس الجمهورية، فإن "التحضير الجاري لإطلاق التشاور الوطني الجامع والذي لن يَسْتَثْنِيَ أحدا ولن يُحظَر فيه موضوع، يُنبِئُ عن مدى التجذر التدريجي بين ظُهْرانَيْنا لتقليد الانفتاح والتشاور المسؤول وكمقاربة أساسية لتسيير الشأن العام ". وسيتم إجراء هذه المشاورات حتى تُؤْتِي أُكْلَها وبمشاركة الجميع.

وفي هذا السياق، عكفت الحكومة على تأطير الفضاء الجمعوي وتمْهِينه من خلال إصدار القانون الذي يكرس نظام التصريح بدلا من نظام الترخيص المسبق، والمصادقة على الاستراتيجية الوطنية لترقية المجتمع المدني، إضافة إلى إنشاء منصةٍ الكترونية لتسجيل ومتابعة منظمات المجتمع المدني، ثم إنشاء منصات جهوية لمنظمات المجتمع المدني في جميع الولايات. وسَيَكْتَمِل هذا المسار خلال سنة 2022 بانتخاب هيئات المنصة الوطنية وتفعيلِها.

وسيتواصل تعزيز الإطار القانوني للحريات الجمعوية من خلال صياغة نمط جديد لانتخاب ممثلي الجمعيات والروابط ووضع آلية جديدة لاعتماد ومتابعة المنظمات غير الحكومية الدولية.

وفي مجال الحريات بصورة عامة، تكتسي حرية الصحافة أهمية أساسية في دولة القانون. ولذلك، فمن أجل توفير المعلومات الجيدة، وفي الوقت المناسب لجميع المواطنين، تم الشروع في تنفيذ توصيات اللجنة الخاصة بإصلاح المرفق العمومي للإعلام، بإنشاء ستة مكاتب جهوية لتلفزيون الموريتانية، وأربعة مكاتب جهوية للوكالة الموريتانية للأنباء وثلاث محطات إذاعية جديدة.

وفي إطار تعزيز التخصص، تم إطلاق إذاعة مدرسية في نواكشوط وإذاعة ثقافية. كما تم توسيع تغطية إذاعة موريتانيا على الموجة الترددية لتشمل مقاطعتي غابو وبنشاب والعديد من القرى في الحوضين، بينما يجري العمل على تعبئة تمويل لتشييد دار للصحافة.

وستشهد سنة 2022 إنشاء محطات إذاعية محلية جديدة في كل من بير ام اقرين وكوبني وولاتة وانبيكت لحواش وجكني وفم لقليته وكرمسين، كما ستشهد إنشاء ثلاث محطات مختصة بواقع محطة لشباب الساحل في نواكشوط، ومحطة للشباب الريفي في امبود، ومحطة للصحة والسكان في تنبدغة.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

لا شك أن الإسلام يمثل جوهر الهوية الوطنية الجامعة والمصدر الرئيس لإشعاع بلادنا ومناعةِ مجتمعنا، بما تُجسده تعاليمه من قيمِ العدل والإنصاف، والتضامن، والإخاء، والتسامح. وفي هذا الإطار، قال رئيس الجمهورية " إن الدفاع عن شريعتنا الغراء وقيمها السمحة الحقة التي يطبعها التسامح، سيبقى المبدأَ المحركَ الذي يوجه مجمل نشاطاتي. ولن أقبل أي انتهاك لهذه القيم، كما سأرفض في الوقت ذاته أي توظيف منحرف لديننا الذي يشكل العُروة الوُثقى والضامنة لوحدتنا الوطنية ".

وانطلاقا من هذا المبدأ، أوْلت الحكومة عنايةً خاصة للعمل الإسلامي في مختلف أبعاده. وهكذا، تواصل دعم العلماء والأئمة والطلاب، وتثمينُ جهودهم وتشجيعُ تألُّقِهم، ومكافأةُ تمَيُّزِهم في شتَّى الفنون والمعارف الشرعية واللغوية. وتُوِّج هذا المجهود لصالح المحاظر والعلماء والطلاب والخريجين بجائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية التي تم تنظيم نسختها الأولى في شهر دجنبر 2021.

ولمواجهة الخطاب المتطرف، تم إعداد أدوات عملٍ تَمثَّلت في دليل منهجي وقاموس عربي فرنسي بولاري للمصطلحات الخاصة بمحاربة الارهاب والتطرف. كما تم إنشاء إحدى عشر كُرسيا علميا أكاديميا متخصصا في قناة المحظرة بغية نشر العلوم الشرعية الصحيحة، وبالتالي قطعِ الطريق أمام خطاب التطرف والغلو.

وحَظِيت المساجدُ بعناية خاصة اعتبارا لمكانتها ودورها المركزيين في ديننا الحنيف. وفي هذا الإطار، تم ترميم وتجهيز 36 مسجدا، ووُزِّعت مواد غذائية على 1000 مسجد، واستفاد 1200 إمام و400 مؤذن من رواتب شهرية ومن الضمان الصحي، في حين استفاد 3900 إمام من إعانات سنوية.

وسيتم خلال هذه السنة بناء 40 مسجدا في التجمعات والقرى بالولايات الداخلية، وتجهيز وصيانة 90 مسجدا قائما، والتكفل بمصاريف الماء والكهرباء لصالح 600 مسجد.

وفي الأشهر الأخيرة من السنة الماضية، تم إنشاء دار للمصحف الشريف وكُلِّفت لجنةٌ دائمة من المختصين بمراقبة طبعاته المستوردة، وإعداد ونشر طبعة موريتانية للمصحف الشريف.

وفي مجال الأوقاف، تم بناء وتشغيل 30 منشأة تجارية وخدمية، وهو ما ضمن للمؤسسة ريْعا ثابتا مكَّنها من زيادة تدخلها لصالح المساجد والمحتاجين. وستشهد هذه السنة إعداد النصوص المتعلقة بإنشاء مؤسسة وطنية للزكاة ومعهدٍ لتكوين الأئمة والخطباء.

وفي إطار جهود محاربة الأمية، تم محو الأمية عن 3.500 دارسا، وسيتم فتح 160 فصلا دراسيا في السنة المقبلة لصالح 4.000 أمي ممن يبلغون سن 15 سنة فأكثر، وذلك في المناطق الأقل حُظوةً في مجال التعليم. وستشهد مؤسسات التعليم العالي الإسلامي تحسنا في ظروف التكوين والبنى التحتية فضلا عن تنظيم مسابقة لاكتتاب 22 أستاذا لصالح المحظرة الشنقيطية الكبرى.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

في خطابه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الحادية والستين لعيد الاستقلال الوطني، قال فخامة رئيس الجمهورية: " كما سنواصل التركيز على إصلاح الإدارة، فلم يعد من المقبول إلا أن تكون إدارتنا أقربَ إلى المواطن وأكثرَ إصغاء له وأسرعَ في الرد عليه وحل مشاكله. ويجب أن يكون المواطن قادرا على إجراء معاملاته الإدارية بسلاسة ويُسْر، والحصول على ما يحتاجه من إيضاحات، واستيفاء ما له من حقوق، بكرامة وسرعة، وبِحُكْمِ كونِه مواطنا لا غير".

ويتنزل هذا التوجه في إطار الإرادة القوية لفخامة الرئيس لإقامة إدارة تكون بحق في خدمة المواطن؛ وهو ما تترجمه جهود الحكومة المتتالية منذ سنتين والمتمثلة في استحداث مكاتب "خدماتي" لتحسين وتيسير ولوج المواطن إلى الخدمات الإدارية.

ولا يمكن تجسيدُ رؤية رئيس الجمهورية هذه دون إدخال التقنيات الجديدة في التسيير اليومي للمرافق وتعزيز قدرات الموارد البشرية والهياكل المكلفة بالتفتيش والمتابعة وتقييم أداء الإدارات.

لذلك، ففي مجال الوظيفة العمومية، مكَّنت الإصلاحات المُقام بها من تفعيل الإطار القانوني لتسيير الموارد البشرية، ولاسيما من خلال إنشاء أسلاك جديدة خاصةٍ بموظفي الشرطة البيئية والشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي والتجارة والرقابة الاقتصادية. كما تمت مراجعة النظم الأساسية لأسلاك التعليم العالي والبحث العلمي والصحة والتعليم الأساسي والثانوي، وكذلك نظام أجور موظفي الدولة ووكلائها العقدويين.

ومن أجل تنشيط الجهاز الإداري وتعزيز قدرات طواقمه، تم تنفيذ برنامج واسع النطاق لتعزيز قدرات الإدارة العمومية. وفي هذا الإطار، استفاد 1895 موظفا ووكيلَ دولةٍ من تحسين خبرة في المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء في شكل 76 دورة تكوين مستمر في مجالات متنوعة شملت الاتصال والمساعدة الإدارية وتسيير الموارد البشرية والرقابة والتفتيش والتوثيق وتصنيف وحفظ الوثائق واللغات والتحرير الإداري والعلاقات العامة والتقنيات المكتبية.

وفي سنة 2022، وضمن جهود استكمال الإطار النظامي للوظيفة العمومية، سيتم إعداد مشاريع نُظُمٍ أساسية لتسيير عمال الجماعات الإقليمية والمؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري. وسيتم أيضا إعداد مشروع نظام أساسي لأعضاء أجهزة الرقابة بغية تمهين هذه المهنة.

وستواصل الحكومة كذلك عصرنة نظام الوظيفة العمومية الوطنية عن طريق مراجعة القانون المتضمن النظام الأساسي لموظفي الدولة ووكلائها العقدويين ونصوصه التطبيقية، وإنشاء نظام جديد للمعاش التقاعدي واستكمال نظام التعاقد في الوظيفة العمومية وتحيين واستكمال النظام المندمج لتسيير عمال الدولة وإعداد ميثاق للمرفق العمومي يضبط أخلاقيات الوكلاء العموميين.

وفي مجال العمل، تم تمديد الحدِّ الأدنى لسن التقاعد من 60 إلى 63 سنة، وإلغاء شرط بلوغ الأرملة 50 سنة للحصول على معاش الترَمُّل؛ وفضلا عن ذلك، فقد مكن رفع سقف الاشتراكات المستحقة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من زيادة معتبرة بلغت 60% لمعاشات الموظفين الخاضعين لنظام الضمان الاجتماعي.

ومن أجل ترقية تطبيق التشريعات الاجتماعية لصالح عمال المقاولات الخاضعة لمدونة الشغل والاتفاقية الجماعية، فقد كان من الضروري تعزيز أعداد العمال القائمين على ذلك. وهكذا، أكْملت المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء تكوين 60 مفتشا ومراقبَ شُغل و57 إطارا لصالح الضمان الاجتماعي. ومن جهة أخرى، فإن ربط مقر صندوق الضمان الاجتماعي بوكالاته الرئيسة وفتح عدة مصالح طبية معززة تابعة للمكتب الوطني لطب الشغل في كل من نواكشوط والزويرات ونواذيبو واكجوجت واقتناء مختبر للسموم، كل ذلك يدخل في إطار تقريب الخدمة من المؤمنين.

وفي نفس الإطار، تم استكمال إصلاح وضعية العمالة اليدوية في الموانئ عبر إيجاد حل نهائي لمشاكلهم بما يسمح لهم بالاستفادة من نظام التقاعد والضمان الصحي.

وستشهد سنة 2022 استكمال إصلاحات التشريعات الاجتماعية التي تم إطلاقها. ويتعلق الأمر بالإصلاحات التالية:

أ) المصادقة على مدونة جديدة للشغل وعلى اتفاقية عامة جديدة للشغل؛

ب) مراجعة واعتماد الإطار القانوني للضمان الاجتماعي لضمان استمراريته وتحسين خدماته لصالح المُؤَمَّنين؛

ج) إطلاق برنامج وطني جديد للعمل اللائق.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

من أجل وضع اقتصادنا على سكة النمو، انتهجت الحكومة منذ سنتين سياسة إصلاحات شجاعة تُذَلِّلُ العقبات التي تعرقل انبثاق اقتصاد مفتوح، متنوع وخلاق لفرص العمل وللقيمة المضافة. وتعلق الأمر بوضع إطار جذاب للاستثمار الخاص الذي يمثل رافعة للنمو الاقتصادي وتحرير الطاقات وبتثمين المقدرات الاقتصادية الوطنية.

وعلى الرغم من السياق الخاص الذي طبعته الأزمة الصحية المستمرة والمؤثرة سلبا على الاقتصاد العالمي، فقد تم إنجاز العديد من النشاطات الهامة.

وبالفعل، فقد أدت الجائحة إلى ظهور أولويات جديدة فرضتها مكافحة الجائحة وتبعاتها، فقد تأثر بها الناتج الداخلي لبلادنا حيث تراجع من +5,9% سنة 2019 إلى -1,8% سنة 2020. وبخصوص سنة 2021، وبناء على أن اقتصادنا قد انطلق من جديد على طريق النمو الإيجابي بسبب برنامج الإقلاع، فإنه من المتوقع أن تتجاوز نسبة نمو ناتجنا الداخلي الخام 3%،

وفي مجال التخطيط والسياسات الاقتصادية، واصلت الحكومة، بشكل مَرْضِي، تنفيذ برنامج الأولويات الموسع لرئيس الجمهورية، وأجرت تقييما شاملا لخطة العمل الأخيرة لاستراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك 2016-2020، وشرعت في إعداد استراتيجية وطنية لترقية الاقتصاد الاجتماعي التضامني. وفي الوقت نفسه، تم تحيين برنامج الاستثمارات العمومية للفترة 2022-2024 وإعداد استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك لولايتي تكانت والبراكنة.

وفي مجال التعاون وتعبئة الموارد، تم في سنة 2021 توقيع 21 اتفاقية تمويل بمبلغ إجمالي قدره 13 مليار أوقية، منها 84% في شكل هبات و16% في شكل قروض ميَسَّرة. وفضلا عن ذلك، فقد تم إطلاق مسارِ تعبئة 317 مليون دولار لتمويل تزويد مدينة كيفه بمياه الشُّرب انطلاقا من النهر، وكذلك تعبئة 118 مليون دولارا لتمويل استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك للحوض الشرقي، وهو المبلغ الذي تم التعهد به بمناسبة الطاولة المستديرة الملتئمة في مدينة النعمة بتاريخ 27 نوفمبر الماضي.

وفي سنة 2021، قامت الحكومة بِرَسْم مًدَونة الاستثمار بمواكبة 33 مشروعا خصوصيا بلغ إجمالي استثماراتها حوالي 13 مليار أوقية، مع الالتزام بخلق 3.000 فرصة عمل مباشرة و7.600 فرصة عمل غير مباشرة. وستنعكس هذه المبادرات الخصوصية إيجابيا على عدة قطاعات من الاقتصاد الوطني وخاصة قطاعات الزراعة والتنمية الحيوانية والسياحة.

وتكميلا لدور الدولة، سيتم توظيف الشراكة مع القطاع الخاص في إطار مشاريعَ مشتركة مع القطاع العام، وذلك لسد العجز في مجال البنى التحتية؛ وهذا بعينه هو موضوع قانون الشراكات بين القطاعين العام والخاص الصادر في فبراير 2021.

وينتظر أن تشهد هذه السنة إطلاقُ مناقصاتِ تشييد القطاع الخاص لمباني إدارية ووسائلِ تخزين المحروقات السائلة والطريق السيار نواكشوط- واد الناقة- بوتلميت؛ وكذا استئنافُ مشروع السكر بفُمْ-لكليته. وفضلا عن ذلك وفي الإطار نفسه، فإن العمل التمهيدي متقدمٌ جدا لإنجاز وحدة لمعالجة النفايات الصلبة لمدينة نواكشوط والاستثمار في شواطئنا وفي الصرف الصحي لمدينة نواكشوط.

وفي ذات الوقت، تم استكمال إصلاح منظومة إبرام الصفقات العمومية من أجل ترقية شفافية النفقات العمومية وزيادة فاعليتها؛

وستُكَثَّف خلال سنة 2022 العملياتُ التحضيرية لخامسِ تعدادٍ عام للسكان والمساكن المقرر إجراؤه سنة 2023.

ويُتوقع أن يستمر نمو الناتج الداخلي الخام في الارتفاع في سنة 2022 ليبلغ 5,6% جراء انتعاش الطلب العالمي، والاستثمارات الجاري تنفيذها في القطاعات الاستخراجية بالبلد، وإنجاز البنى التحتية العمومية وتنشيط القطاع الخاص.

أما في مجال محاربة الفساد، فقد أكد فخامة رئيس الجمهورية في خطابه بمناسبة 28 نوفمبر 2021 أننا " لا نريد لمحاربة الفساد أن تكون مجرد شعار، أو أن تتحول، هي نفسها، إلى فساد، بالانتقائية، وتصفية الحسابات، والوقِيعة في أعراض الناس دون قرينة أو دليل. بل نريدها عملا مؤسسيا فعالا، تُصان به مواردُ الدولة، وَينال به المفسدون جزاءهم طبقا للنصوص السارية ".

فلهذا الغرض تم إلحاق المفتشية العامة للدولة برئاسة الجمهورية، مما سيمكن من تكثيف نشاطات الأجهزة الرقابية عبر إيفاد طواقمها للتفتيش في جميع المؤسسات العمومية والقطاعات الوزارية.

وستشهد سنة 2022 استكمال تحيين الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد، وإعداد الاصلاحات في مجال الحكامة الاقتصادية والمالية واستحداث نمط جديد لتنفيذ المشاريع ومتابعتها.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

بخصوص المالية العامة، أسْفرت الإصلاحات المُقام بها عن صِدقِيةٍ أكبر للتوقعات وتحديدٍ أفضل للأولويات، وتخصيصٍ أرشدَ لحاجات الميزانية، مع تخويل المسؤولية للمسيِّرين وتحسين ولوج المواطنين إلى خدمات أجودَ، وتنفيذ أفضل للعمليات المالية للدولة، إضافة إلى نجاعة النفقات العمومية وشفافية لا مِرَاءَ فيها للمعلومات المالية.

وهكذا ارتفع المبلغ الإجمالي لميزانية الدولة من 54,11 مليار أوقية سنة 2019 إلى 88,5 مليار أوقية سنة 2022، أي بنسبة زيادة قدرها 48%. وتترجم هذه الزيادة نجاعةَ برامج الاستثمارات العمومية الطموحة المُدرجة في إطار برنامج رئيس الجمهورية، وكذلك حجمَ سياسة الاستجابة الرامية إلى تخفيف الآثار السلبية لجائحة كوفيد-19 وإنعاش الاقتصاد الوطني. وقد بلغت الموارد المُعبأة على مستوى الصندوق الخاص للتضامن الاجتماعي ومكافحة فيروس كورونا 9,49 مليارات أوقية تكون موضع تقرير ينشر على نطاق واسع كل شهرين.

كما بلغت المخصصات المرصودة للنفقات الاجتماعية 22,06 مليار أوقية سنة 2022، وهو ما يمثل حوالي ثلث إجمالي النفقات، مسجلة بذلك زيادة بنسبة 168% بالمقارنة مع مستواها في سنة 2019.

وأتاح تبسيط الإجراءات وكذا التحسينات المُستحدثة على مستوى دائرة تخطيط الميزانية وتنفيذها مَقْرُوئيةً أكبر للميزانية، ومتابعةً أفضل للإنجازات. ورافق ذلك إقامةُ شبكة لا مُمَركزة من المسَدِّدِين لدى الوزارات، واستحداث آليات ومؤشرات للمتابعة، فضلا عن تعزيز وسائل الرقابة وعصرنة إعداد ومتابعة تنفيذ قوانين المالية.

وأما بخصوص تعبئة الموارد، فقد ازداد إجمالي الإيرادات خلال السنتين الماضيتين بمقدار 10,72 مليارات أوقية، وهوما يمثل ارتفاعا بنسبة 16,5%. ومكَّن تضافر إدارة جبائية فعالة مع سياسة ضريبية عادلة ومُثْلَى من تحقيق مستوًى استثنائي من الإيرادات الضريبية، حيث ارتفعت هذه الإيرادات من 37,9 مليار أوقية سنة 2019 إلى 49,2 مليار أوقية سنة 2022، وهوما يمثل زيادة بنسبة 30%.

وتحقق هذا الإنجاز بفضل تعزيز منظومة الرقابة الجبائية وتوسيع الوعاء الضريبي عبر تحديد هوية 6004 من دافعي الضرائب وإخضاعهم للضريبة خلال الفترة 2019-2021، واستغلال وتثبيت ومقارنة البيانات الواردة من مختلف المصادر، فضلا عن الإحصاءات الجبائية المتكررة، وهي الإحصاءات التي سَتسَهِّل من إجرائها العَنْونَة الالكترونية قَيدَ الإنجاز لجميع دافعي الضرائب.

وفي مجال مكافحة الغش والتهرب الضريبي، ولمواجهة التحديات الجبائية التي تطرحها الرقمنة، انضمت بلانا لجهود المجموعة الدولية بانخراطها في الإطار الجامع لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومبادرة "أديس الضريبية" Addis Tax Initiative (ATI)..

وفي مجال تسيير خزينة الدولة، أتاح إنشاء حساب وحيدٍ في الخزينة الحصولَ على رؤية معززة للتدفقات المالية للدولة وتحكما أكثر في السيولة؛ كما ساهم انتهاجُ سياسة أقل كلفةً وأكثر فعالية على مستوى السوق النقدية في خفض أعباء تعبئة الموارد من هذه السوق، وكذلك في تحسين قدرة الدولة على احترام التزاماتها.

ومكَّنت كل هذه النشاطات المقام بها على مستوى تسيير الخزينة من المحافظة على وضعية وَفْرَةٍ، حيث ارتفع رصيد الخزينة المُتَاح في البنك المركزي من 2,64 مليار أوقية في 31 دجنبر 2019 إلى 40,23 مليار أوقية في 31 دجنبر 2021، وتعززت هذه الوضعية بفضل جهود إعادة التفاوض على المديونية الكويتية التي أسفرت عن إلغاء 95% من الفوائد المتراكمة لهذه المديونية؛ كما عززها أيضا تعليق تسديد فوائد خدمة المديونية البالغة 5,26 مليار أوقية.

وتواصلت، فضلا عن ذلك، الإصلاحات الهادفة إلى حفظ التوازنات الاقتصادية الكبرى، وتم تعزيز استقرار النظام المالي.

وفي مجال شفافية المعلومات المالية والمساءلة، تمت إحالة مشروع قانون تسوية ميزانية 2020 إلى جمعيتكم الموقرة في شهر أغشت الماضي، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد.

وعلى صعيد السياسة النقدية، تحسن الائتمان المصرفي حيث زاد بنسبة 9,3% مقارنة مع النسبة التي سجلها عام 2020 والبالغة 2,6%، مما يشير الى تحسين تلبية احتياجات تمويل الاقتصاد الوطني وتعزيز الانتعاش لاقتصادي.

وفي مجال الصرف، بلغت الاحتياطيات من العملات الأجنبية 2,3 مليار دولار ، أي ما يعادل 12,3 شهرا من واردات السلع والخِدمات في نهاية عام 2021، مقابل 1,5 مليار دولار أمريكي أي 6 أشهر من الواردات من السلع والخِدمات في نهاية 2020، و 1,1 مليار دولار أمريكي في 2019.

وقد ارتفع سعر الصرف الإسمي للأوقية في السنة الماضية بنسبة انزلاق سنوي بلغت على التوالي 1,4% و 9% ، بالمقارنة مع الدولار و اليورو؛ وهو التقييم الذي ساهم في تخفيف وقع ارتفاع الأسعار على المستوى الوطني.

أما بخصوص الحسابات الخارجية، فقد تميز العام 2021 بتراجع عجز الحساب الجاري، ويُعْزَى هذا التطور إلى التحسن الملحوظ في معدلات التبادل التجاري، حيث سجَّلت قيمة الصادرات زيادة ملحوظة بنسبة 17,1% نتيجة لارتفاع أسعار خام الحديد.

وبالنسبة للتضخم، وصلت الزيادة في مؤشر أسعار الاستهلاك إلى نسبة 5,7% في نهاية عام 2021 مقارنة بنسبة 2,4% في عام 2020. ويعود هذا الارتفاع أساسا إلى الزيادة في أسعار المواد الغذائية تحت تأثير زيادة أسعار الواردات الناتجة عن الاضطرابات التي طرأت على طرق الإمداد والنقل في العالم.

وتميز كذلك العام 2021 باستكمال إجراءات انشاء وتشغيل صندوق ضمان القروض لصالح المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ والذي يهدف إلى تسهيل الحصول على التمويل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ولأصحاب المشاريع من النساء والشباب.

كما أن القانون المنظم لخِدْمات ووسائل الدفع الذي اعتمد عام 2021 مع نصوصه التطبيقية، يمثل إطارا تنظيميا مناسبا للنهوض بتنمية الخدمات المالية الرقمية وتعزيز أمنها في بلادنا.

وفي مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، أحرزت بلادنا تقدما معتبرا حيث قامت بتصحيح مختلف اختلالات ونواقص الإطار القانوني والتنظيمي التي تم الكشف عنها إثر التقييم الذي قامت به مجموعة العمل المالي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمنظومة الوطنية.

السيد الرئيس، السيدات والسادة النواب

لا يمكن لسياسة مكافحة البطالة أن تنجح بدون نمو اقتصادي قوي تدفعه قطاعات المعادن والصيد والزراعة والتنمية الحيوانية والصناعة والتجارة والسياحة والصناعة التقليدية.

وبالنسبة لقطاعي النفط والمعادن، تمثلت أولويات الحكومة في تعزيز اندماجهما في الاقتصاد الوطني ورفعِ مستوى الاستفادة من استغلالهما وتحسينِ جاذبية البلاد للاستثمارات الأجنبية. وفي هذا الإطار، تم إطلاق مسار إعداد استراتيجية التنمية المنجمية ومراجعة مدونة المعادن وسيَكتمل هذا المسار خلال السنة الجارية.

ومن المتوقع أن يَرْفَع إطلاقُ مشروع "فديرك" المرتقب من الإنتاج بنسبة تتجاوز 20%، بينما يمكن لتطوير مشروع "العوج" قيد الإنجاز أن يفتح للبلاد آفاقا جديدة كليا.

وقد واصلت نشاطات التعدين التقليدي الاضطلاع بدور هام في استخراج الذهب، وفي امتصاص البطالة وفي التنمية المحلية؛ وتتواصل الجهود لتحسين إطار حياة العاملين في القطاع وظروف ممارسة نشاطَهم.

وفي مجال النفط والغاز، تم استئناف العمل بقوة في مشروع حقل السلحفاة -آحميم الكبير بعد الصعوبات الناتجة عن جائحة كوفيد- 19، حيث تجاوزت نسبة إنجاز الأشغال 70%.

وأعطت الحكومة الأولوية لتأمين تزويد البلاد بالمحروقات، في سياق يتَّسِم بإرْث ثقيل من حيث قصورُ وتَهالكُ قدراتِ تخزين منتجات النفط وغاز البيتان.

وهكذا، تم استكمالُ إعادةِ تأهيل خزان للمازوت بسِعَة 60 ألف متر مكعب في نواذيبو، وهو ما منح البلاد شهرا إضافيا من تغطية الاستهلاك؛ وسيتم خلال السنة الجارية إطلاق أشغال ذات أولوية من أجل توسعة مستودعات نواكشوط من المازوت والبنزين والفيول، وإعادة تأهيل خطوط تفريغ المحروقات الذي يربط الرصيف النفطي بالمستودع الرئيس التابع للشركة الموريتانية للمحروقات وبمركز التعبئة التابع لشركة سوماغاز.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب

قامت الحكومة بجملة من النشاطات الرامية إلى تجويد حكامة سياسة الصيد وإلى المزيد من المحافظة على مواردنا البحرية ودمجٍ أكبر للقطاع في الاقتصاد الوطني، مع تحسين الحوار الاجتماعي في القطاع.

وهكذا، تمت مراجعة استراتيجية قطاع الصيد 2020-2024 من خلال تشاور عريض مع الفاعلين في القطاع. وشهدت الثروة تحسنا في 2021 تجسد في بلوغ الكميات المصطادة 718 ألف طن بقيمة مالية تجاوزت 600 مليون دولار، إضافة إلى 2,5 مليار أوقية من الإيرادات لصالح الميزانية بِرَسم حق الولوج إلى الثروة والضرائب، دون حساب التعويض المالي المترتب على اتفاقية الصيد مع الاتحاد الأوروبي.

كما تمت مراجعة اتفاقيات الصيد مع شركائنا.

وعلى مستوى البنية التحتية، سيتم تشغيل ميناء انجاكو وتأهيل ميناء تانيت، وبناء وتجهيز صالة للسمك ومرسى للتفريغ في الكلم93 .

وفي مجال الصيد التقليدي، شهدت سنة 2021 قصر ممارسة مهنة بيع السمك بالجملة على الموريتانيين، والمصادقة على منح إعانة للصيد التقليدي للتكفل بكل الأعباء المترتبة على مراجعة النظام الجمركي المطبق على المحروقات؛ وسيتم استكمال ترقيم الأسطول خلال السنة الجارية، وتنظيمُ فضاءات تفريغ المنتجات على طول الشاطئ؛

وفي مجال الرقابة والتفتيش البحريين، سَهَر خَفْر السواحل على التطبيق الصارم للنصوص التنظيمية وتم التركيز على المخالفات المؤثرة على الثروة؛ كما أن القرار المتخذ في نهاية السنة الماضية باشتراط مطابقة البواخر والمصانع للمعايير الصحية وإلزاميةِ تفريغ منتجات ذاتِ جودة مخصصةٍ للاستهلاك، من شأنه أن يحسن من تثمينٍ أفضل للكميات المصطادة.

وبخصوص الصيد القاري والاستزراع السمكي، تم إصدار مدونة خاصة، مما سيمكن من تنظيم النشاطات في هذا المجال. وفي هذا الإطار، تم تنفيذ برنامج هام في دجنبر 2021 لتكوين وتجهيز 2.500 صياد قاري وتكوين وتجهيز 150 صيادا على مستوى كنكوصه. وسيتواصل هذا البرنامج خلال السنة الجارية مع بناء عدة مراكز حديثة لترقية الصيد القاري والاستزراع السمكي داخل البلاد في كل من محمودة وكنكوصه ومال، مع تزويدها بالوسائل البشرية والفنية الضرورية لتنمية القطاع.

وعلى مستوى الحكامة، وفي إطار الشفافية، تم نشر أول تقرير وطني للشافية في مجال الصيد ويجري إعداد التقرير الثاني.

السيد الرئيس، السيدات والسادة النواب

لقد شكل الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء رهانا استراتيجيا دائما بالنسبة لبلادنا، كما أن التطورات الأخيرة للسياق الدولي في زمن الأزمة الصحية العالمية حولت، بصورة بديهية، هذا الرهان إلى تحد كبير، لا يُمَثِّل رفعُه مجرد أولوية مطلقة، بل مسألةَ حياة أو موت بالنسبة لبلادنا.

ويتمثل الهدف في التمكن من تغطية الحاجات الوطنية من المواد الزراعية، مع تبني مقاربة تنموية تقوم على تحسين ظروف الإنتاج وتقليص التكاليف ورفع الإنتاجية. ومن أجل ذلك، تم وضع برنامجِ إصلاحات يهدف إلى إعادة توضيح مهام مؤسسات القطاع وتعظيم الاستفادة من مواردها وتعزيز قدراتها على التدخل.

وهكذا، ففي مجال زراعة الأرز، اكتملت أشغال استصلاح أكثر من 2.000 هكتار سنة 2021، تم استغلالها خلال الحملة الخريفية، نذكر من بينها مزرعة الشيشيه؛ وتوشك الأشغال على الانتهاء في استصلاح أكثر من 3000 هكتار في مزرعة امبورييه، سيتم استغلالها في الحملة الحالية، بينما تتقدم الأشغال في أكثر من 4000 هكتار على مستوى الركيز و"امباخ-ديك" بوجه خاص.

وفي القطاع المروي، تم إنجاز النشاطات التالية:

- تحسين تدفق مياه الري عن طريق تنظيف وصيانة المحاور المائية والقنوات الجماعية في ولاية الترارزة؛

- إنجاز أشغال فك العزلة على مستوى 15 دربا ريفيا في الترارزة؛

- تعزيز جسر-مَصْرف كيهيدي وتأمين حَوَافِّ النهر على طول الحاجز المائي للمزرعة النموذجية رقم 1؛

- توصيل محطة الضخ بمزرعة الشيشية بالخط الكهربائي لمننتالي؛

- اقتناء وتركيب مولدات كهربائية لصالح "بلاره"، "مباخ-ديك" وامبورييه؛

- تجديد أربع مضخات لصالح المزارع النموذجية في بوكي؛

- تجديد 25 مضخة لصالح المزارع القروية؛

- اقتناء وتركيب منظومتي فرزٍ للبذور في روصو وبوكي .

وبخصوص الزراعة المطرية، أعطت الحكومة الأولوية لتحسين استغلال المياه السطحية. وهكذا، تم إنجاز 36 سدا و45 عتبة مُبَطئة لصالح الجماعات المحلية في المناطق المطرية خلال سنة 2021، وهو ما زاد المساحات المزروعة وراء السدود بما يقارب 3700 هكتارا؛ وفي نفس الإطار، تم توزيع 580 طنا من البذور التقليدية وما يناهز 1.200 كلم طولي من السياج لحماية المزروعات، فضلا عن اقتناء وتوزيع 1.200 عربة تجرها الحيوانات.

وقد مكنت هذه الإنجازات من تغطية الحاجات من الأرز بنسبة 82% في 2020-2021، مقابل 80% في 2019-2020، في حين بلغت نسبة تغطية الحاجات من الحبوب المحلية 35%.

ومن أجل تنمية زراعة الخضروات، شهدت السنة الماضية استصلاح 662 هكتارا واقتناء 95 وحدة ضخ وتوزيع 80 ألف وحدة من معدات البستنة و6500 كلغ من بذور الحبوب و800 طن من بذور البطاطس و650 طنا من الأسمدة المركبة.

وفي ميدان تنمية الواحات، تم إنجاز 56 بئرا وتجهيز 457 بئرا تقليدية لسقاية 23 أف نخلة جديدة لصالح السكان الأشد هشاشة. أضف إلى ذلك إطلاق أشغال إنجاز منظومة مندمجة لتسيير مياه الأمطار على مستوى حوض "وادي ودان" وبرنامج خاص للمحافظة على واحتي امحيرث وواد سكليل في أدرار.

وستواصل الحكومة في 2022 تنفيذ نشاطات وبرامج أخرى، وذلك على الخصوص من خلال:

- تنفيذ برنامج كهربة مناطق الإنتاج بالضفة؛

- إعادة تأهيل مساحة تربو على 5.500 هكتار في ولايات النهر؛

- تنظيف وصيانة المحورين المائيين في "تامباس" و"كدوم" بطول 12 كلم وإعادة تعميق وتوسيع المحور المائي كوندو- ديو- انغالانغ-كوندي بطول 25.5 كلم؛

- فك العزلة عن مناطق الإنتاج بإنجاز أكثر من 184 كلم من الدروب الريفية ومنشآت العبور في اترازة و البراكنه وكوركول وغيديماغا؛

- بناء وإعادة تأهيل 45 سدا في ولايات الحوضين ولعصابة وتكانت والبراكنه وكوركول وآدرار وإنجاز 236 منشأة للتحكم في المياه السطحية؛

- استصلاح أكثر من 1.000 هكتار من مزارع الخضروات مع إدخال الزراعات المغطاة؛

- استغلال 400 هكتار في زراعة الأعلاف؛

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب

تشكل التنمية الحيوانية مجالا مهما للغاية للاقتصاد الوطني كما تبقى المشغل الأكبر في البلاد، خاصة في الوسط الريفي.

ووعيا من فخامة رئيس الجمهورية بهذه الحقيقة، فقد قرر بمناسبة افتتاح المعرض الوطني الأول للثروة الحيوانية في مدينة تمبدغة يوم 30 مارس 2021 إطلاق مسار جدي يرمي إلى عصرنة هذا القطاع وتنظيمه؛ وهكذا، تقرر بذل مجهود مالي خاص لصالحه من خلال إنشاء صندوق لترقية تنميته وتخصيص موارد معتبرة له.

لذلك يمكن اعتبار سنة 2021 سنة بداية نهضة هذا القطاع الاستراتيجي للغاية بالنسبة للبلاد، حيث تم فيها إنشاء مؤسسة تهتم حصريا بترقية وتطوير منتجاته، وشهدت على وجه الخصوص زيادة مشاركة القطاع الخاص.

وعلى هذا الدرب، شهدت سنة 2021 إنجاز عدة نشاطات طالت مجالات الصحة الحيوانية، والمياه الرعوية، ومكافحة الآفات والأمراض، فضلا عن تثمين الشُّعَب. ومن ذلك يمكن ذكرُ إنشاء 73 حظيرة تلقيح و26 محطة رعوية وأكثر من 70 بئرا رعوية وتطعيم خمسة ملايين رأس من الماشية وتعزيز مساهمة زراعة الكلأ في تنمية القطاع.

وستشهد سنة 2022 التنفيذ الفعلي للمسار الذي انطلق في تمبدغة؛ وذلك عبر تحقيق إنجازات محددة تبعا للمحاور التالية:

- رفع الإنتاجية وزيادة المنتجات الحيوانية عن طريق ترقية سلاسل القيم؛

- خلق مناخ مُوَاٍت لتنمية منظومات التنمية الحيوانية بشكل مستدام؛

- تحسين تسويق المنتجات الحيوانية من خلال الرقابة على الجودة والنظافة؛

- تحسين وتعزيز الإطار القانوني والمؤسسي، مع إشراك كبير ومتزايد للقطاع الخاص.

وفي هذا الإطار، سيتم إعطاء عناية خاصة للشُّعب الأساسية، وهي الألبان واللحوم الحمراء والدواجن. وفي هذا الصدد، من المقرر القيام بالنشاطات التالية:

- إنجاز 18 مركزا لجمع الألبان في المناطق ذات المقدرات في هذا المجال؛

- بناء وتجهيز مَسْلخ عصري في نواكشوط و8 مسالخ أخرى داخل البلاد؛

- إنشاء خمس مزارع لتحسين السلالات؛

- إنشاء وإعادة تأهيل مركز للمراقبة الوبائية على الحدود.

كما ستشهد سنة 2022 الانطلاقة الفعلية للشركة الموريتانية لمنتجات التنمية الحيوانية والتي سيكون تأثيرها حاسما على القطاع من خلال الشراكات التي ستنسجها مع الفاعلين الخصوصيين من أجل عصرنة نظم استغلال الثروة الحيوانية. وسيتم كذلك تنشيط الشركة الموريتانية لمنتجات الألبان بمدينة النعمة بغية مواصلة عملها المُهيْكِل بالنسبة لتنمية القطاع بالحوض الشرقي.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

من أجل تحسين تنظيم الأسواق وضمان المنافسة الحرة، شهدت السنة الماضية إنشاء محكمتي استئناف تجاريتين في نواكشوط ونواذيبو، ونُفِّذت إصلاحات هامة بغية تحديث مدونة التجارة سبيلا لخلق مناخ آمن للأعمال.

أما في مجال حماية المستهلك، وفي سياق معالجة ارتفاع أسعار المواد الأساسية بسبب تقلص إنتاجها وارتباك سلاسل توريد ها عبر العالم، نتيجة للأزمة الصحية العالمية، تنفيذا لتعهد فخامة رئيس الجمهورية حين قال إنه " رغم ذلك، سنظل نبذل كل الجهود لحماية القدرة الشرائية للمواطنين"، فقد بادرت الحكومة إلى اتخاذ تدابير حاسمة لدعم أسعار هذه المواد، وزيادة كميات المواد التي تزود بها دكاكين "التموين" الموجهة للفئات الأكثر ضعفا وضمان انتظام تزويدها بها.
وتم في نفس الإطار، تفعيل وتكثيف مراقبة الأسعار، و إنشاء لجنة لمراقبة الأسواق عُهد إليها بتقديم الرأي والمشورة بشأن جميع المشاريع التي من شأنها أن تؤثر على المنافسة، والسهر على شفافية النشاطات في السوق وضبط عملياتها؛ وبنفس الحرص، وإنشاء وتفعيل مركزية الشراء والتموين؛ وكذا ضبط أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية.


أما قطاع الصناعة ذو الأهمية الكبيرة بالنسبة لتنمية البلاد، فقد شهد تنظيم أيام تشاورية في إطار تفعيل استراتيجية صناعية خماسية جديدة، وتنظيم قطاع المخابز من أجل تحسين جودة مادة الخبز الأساسية، وتعزيز القدرات في مجال المقاييس ومتابعة النشاطات الصناعية، فضلا عن دعم تأهيل المقاولات لتحسين تنافسيتها والإطلاق الرسمي لأشغال بناء مركز توثيق للملكية الفكرية في بلادنا.

وستشهد سنة 2022 إعادة تنظيم قطاع الصناعات الغذائية والمصادقة على استراتيجية صناعية جديدة وإعادة تنظيم المناطق الصناعية وإنشاء جهاز لرقابة جودة المواد الغذائية.

أما قطاع السياحة، فقد تأثر تأثرا قويا بإغلاق الحدود؛ فكانت الأولوية لتنويع العرض السياحي وتشجيع السياحة من خلال خلق التضافر بين مختلف المنتجات السياحية. وتم التركيز على الترقية على أوسع النطاق، وعلى عصرنة القطاع عبر تصنيف الفنادق واعتمادها في نظام شهادات الجودة. وإنشاء صندوق لدعم المقاولات السياحية. ومن أجل تثمين تراثنا الغني، تم إنشاء ثلاثة مواقع على مستوى الحظيرة الوطنية لحوض آرغين؛ كما مكن افتتاح المدرسة المهنية للسياحة من تكوين 500 شاب في مجال السياحة.

وفي مجال تنظيم وترقية الصناعة التقليدية الوطنية، تم وضع إطار قانوني وبرنامج وطني بهدف تنسيق ومتابعة وتنفيذ جميع الإجراءات المتخذة لصالح هذا القطاع.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

لقد مكن الاستئناف التدريجي للنشاط الاقتصادي، في ظل زَخَم السياسات والتدابير التي اتخذتها الحكومة في إطار خطط الإنعاش والبرامج القطاعية، من خلق أكثر من 24600 وظيفة دائمة و57216 وظيفة غير دائمة و44213 فرصة عمل ذاتي؛ وتحسنت نسبة الوظائف التي يحصل عليها الشباب والنساء بشكل ملحوظ منذ تمديد برامج "مشروعي مستقبلي" و"مهنتي" والصناديق الخاصة وصناديق ريادة الأعمال.

وقد تم في عام 2021 توفير 6000 فرصة عمل في إطار الاتفاقية التي أبرمت مع الاتحاد الوطني لأرباب العمل، وخلق 17.640 موطن شغل، منها 5914 وظيفة دائمة و3.826 وظيفة غير دائمة و7.900 وظيفة موسمية. ومن المهم التأكيد على أن هذه الوظائف قد تم خلقها بشكل أساسي في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والبناء والصيد البحري والخدمات.

وقد خلق قطاع التنقيب التقليدي عن الذهب، الذي يتنامى أكثر فأكثر، ما يزيد على 15 ألف وظيفة مباشرة في عام 2021؛ هذا في الوقت الذي بلغ فيه عدد المكتتبين في الوظيفة العمومية .3551 موظفا، في عام 2021 في قطاعي التعليم والصحة أساسا.

وستتركز جهود الحكومة في 2022، على تنفيذ التدابير الاستثنائية التي اتخذها فخامة رئيس الجمهورية في 16 ديسمبر الأخير في إطار البرنامج الخاص بدعم التشغيل والتكوين والدمج المهني؛ وتتعلق بما يلي:

- منحة لمدة ستة أشهر بقيمة 2000 أوقية لمساعدة كافة خريجي التعليم العالي من دفعات 2019 و 2020 و 2021 ؛

- دمج جميع صناديق التشغيل وإنشاء صندوق تشغيل واحد يُدعى الصندوق الوطني للتشغيل، يرصد له سنويا مبلغ مليارا أوقية لتمويل أنشطة وبرامج ترقية التشغيل وريادة الأعمال الشبابية والاستثمار والتدريبات ودعم الدمج ودعم حاملي المشاريع.

وسيشهد هذا العام كذلك انطلاق ثلاثة برامج للتشغيل بدعم ومواكبة من شركائنا في التنمية، هي مشروع تشغيلية الشباب الموجود في حالة هشاشة؛ وبرنامج ريادة الأعمال للشباب والنساء؛ وبرنامج الشباب الذي يعاني من الهشاشة في ولاية البراكنة.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

إن ظواهر تغير المناخ وما تستلزمه من تكيفات ضروريةـ تؤثر حتما على جميع السياسات العامة والحياة اليومية للمواطنين.

وهكذا، وفي إطار التحضير لمشاركة بلادنا في الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، تمت مراجعة المساهمة المحددة لبلادنا وطنيا. وفي هذا الصدد، واصلت الحكومة إصلاح الحكامة البيئية من خلال سن قانون إنشاء الشرطة البيئية، وتطوير نظام مُحَوْسب لرصد المؤشرات البيئية.

من حيث استعادة النظم البيئية المتدهورة والتنوع البيولوجي، تم بناء 8000 كلم من الواقيات من حرائق الغابات، وإنتاج 10000 شتلة لإعادة تشجير المساحات الخضراء في المدارس.

وقد أعطت المبادرات القوية لرئيس الجمهورية خلال القمم المخصصة للسور الأخضر العظيم دفعا قويا لمساهمة شركائنا بشكل أكبر في إنجاز هذا المشروع الكبير. ومكنت المبادرة الوطنية للسور الأخضر العظيم، في ولايات لعصابه، ولبركانه، والترارزة، والحوض الشرقي، من استعادة 3030 هكتارًا من الأراضي المتدهورة، وإنشاء 17 مزرعة مندمجة لصالح 2650 امرأة.

وفي إطار تنفيذ الخطة السنوية للرقابة البيئية، تم اعتبار 82٪ من أصل 318 وحدة صناعية تمت زيارتها، غيرَ مطابقة للمعايير المعمول بها. بالإضافة إلى ذلك، تم التحقق من صحة 9 من 37 تحليلًا لدراسات الأثر البيئي للمشاريع.

وسيشمل برنامج التثقيف البيئي الموسوم ب"المدرسة الخضراء" تكوين 100 مدرس وتهيئة 6 مدارس وتنظيم 30 نشاطا لصالح التلاميذ. وقد استفادت من عمليات التوعية البيئية عدة فئات من الموظفين والبرلمانيين والصحفيين والتلاميذ ومستخدمي الشاطئ الواقع بين نواكشوط وانجاكو.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

لا يمكن لأي نمو أن يكون مستداما بدون بنية تحتية قوية وعالية الجودة.

ويتمثل هدف الاستصلاح الترابي والعمران والإسكان في ضمان التنمية المتوازنة لمختلف مناطقنا ومراكزنا الحضرية وتوفير سكن لائق وخدمات جيدة لمواطنينا.

وفي مجال الاستصلاح الترابي، من المقرر اعتماد النصوص:

- المحدِّدة لأشكال ومحتوى وطرق إعداد وتطبيق ومتابعة وتقييم أدوات الاستصلاح الترابي؛

- المحدِّدة لمهام المرصد الوطني للاستصلاح الترابي؛

- المنظِّمة للإيداع القانوني للوثائق المتعلقة بالاستصلاح الترابي.

كما تم بناء حوالي ستين نقطة "جيوديسية" مع لوحات إرشادية موزعة في جميع أنحاء التراب الوطني. وستشهد هذه السنة إعداد الاستراتيجية الوطنية للاستصلاح الترابي وامتداداتها الجهوية.

وبخصوص تجميع القرى، تم الانتهاء من العمل في تجمعي ماغا بمقاطعة باركيويل والعطف بمقاطعة كيهيدي. وسيتم في 2022 إنشاء مجموعات "انبيت النص" بمقاطعة تمبدغة، وبدر بمقاطعة لعيون، والعاقر بمقاطعة الركيز، إضافة إلى إعداد دراسات لتجمع أمات لعكاريش بمقاطعة النعمة.

وفي مجال العمران والإسكان، نفذت الحكومة الأنشطة التالية خلال سنة 2021:

- تصورُ مخططٍ عامٍ مضبوطٍ جغرافيا، مُرَقْمَنٍ ومؤمَّن لمدينة نواكشوط ونشرُه على الانترنت؛

- إطلاق أعمال المخططات الحضرية لكل من النعمة، ولعيون، وكيفة، وأطار، وتجكجة، وسيليبابي وتمبدغة، وجيكني وتامشكط، ولكصيبة 1، والركيز، وكوندي، وتيكان، وتانيت، وبومديد، ومولي ونجاكو؛

- إعادة إيواء 1.195 أسرة من حراس تفرغ زينه ولكصر في مناطق مهيئة تتوفر على الخِدْمات الحيوية.

من جهة أخرى، تم في إطار مراقبة المخالفات في مجال عمليات الاستصلاح البناء تنفيذ 10.000 عملية تفتيش في نواكشوط، مما ترتب عليه هدم 38 مبنى غير قانوني وإخلاء 6 ساحات عمومية. كما تم حل 95٪ من النزاعات العقارية المرتبطة بإعادة هيكلة الأحياء الهشة في عرفات وتوجونين.

وسيشهد عام 2022 ملاءمة الآليات التشريعية والتنظيمية مع الأوضاع الحالية من خلال مراجعة مدونة العمران والقانون المتعلق بالتطوير العقاري ووضع إطار قانوني للملكية المشتركة والكراء المشترك وإنشاء صندوق للإسكان.

وفي مجال المباني العمومية، تم استكمال عشرات المباني الإدارية والمدرسية والصحية والرياضية والسكنية خلال السنة المنصرمة. ونذكر من ذلك مقر الجمعية الوطنية، حيث نحن اليوم، ومجَمَّعْين إداريين في نواكشوط بسعة 550 مكتبا.

وستشهد السنة الحالية انطلاق الأشغال في مقار عدة مؤسسات سيادية ومبانٍ إدارية، فضلا عن إعادة تأهيل وترميم المبنى الحكومي القديم.

وفي مجال الحكامة الرشيدة لقطاع البناء والأشغال العامة، بدأ العمل في تنفيذ التوصيات الصادرة عن المنتديات العامة حول البناء والأشغال العامة التي التأمت في 20 سبتمبر 2021 تحت إشراف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني. وسيتم هذه السنة استكمال النصوص المنظمة لتصنيف وأهلية شركات مقاولات البناء والأشغال العامة، وكذلك معايير التصنيف في القائمة السوداء.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛

لقد انصبت جهود الحكومة، في مجال الطاقة، بالدرجة الأولى على تحسين ولوج المواطنين إلى الكهرباء. وقد تواصل في سنة 2021 تحضير الإصلاحات الهيكلية التي ستُفضي إلى فصل نشاطات الإنتاج والنقل، من جهة، عن نشاطات التوزيع من جهة ثانية؛ وذلك على الرغم من العراقيل والتأجيلات الناتجة عن الجائحة. كما تم استكمال قانون الكهرباء الجديد.

أما بخصوص البنية التحتية، فقد تم تسجيل إنجازات مهمة خلال السنة المنصرمة، نذكر منها على وجه الخصوص:

- التشغيل الفعلي لمحطتي كهرباء النعمة وعدل بكرو، بطاقة إجمالية 6,75 ميجاوات، مع شبكات تفريغ وتوزيع لتزويد مدينتي النعمة وتمبدغة وأمورج وعدل بكرو وانبيكت لحواش، بالإضافة إلى محطات الضخ المرتبطة بحقول التجميع: الديروش وبقله؛

- تشغيل الخط عالي الجهد الرابط بين المحطة المزدوجة ومحطة منظمة استثمار نهر السنغال ؛

- تشغيل الخط عالي الجهد الرابط بين نواكشوط ونواذيبو؛

- بدء تشغيل محطة بطاقة 3 ميجاوات لتأمين إمدادات الكهرباء لمحطة الضخ في بني نعجي ومدينة كرمسين؛

- تعزيز المنشآت الكهربائية لصالح 50 بلدة داخلية.

وعلى مستوى التوزيع، تم تنفيذ أعمال مهمة لصالح السكان في 54 بلدة بولايتي لبراكنة والترارزة، فضلا عن تكثيف التوزيع الكهربائي في نواكشوط ولعيون وعدل بكرو وآمورج وبومديد، وتأمين تزويد محطة ضخ الشيشية بالكهرباء لتحسين ظروف استغلال المساحات الزراعية في المنطقة.

وعلى مستوى كهربة الريف، تم التخطيط لتزويد 78 بلدة بولايات الحوض الشرقي والحوض الغربي ولعصابه ولبراكنة وآدرار والترارزة وكيديماغا وكوركول، مع برمجة 24.000 وصلة اجتماعية جديدة.

وستشهد سنة 2022:

- تشغيل خط نواكشوط – الحدود مع السنغال؛

- كهربة 68 بلدة في مناطق لعصابة وكورغول وكيديماغا، فضلا عن المساحات الزراعية في هذه المناطق؛

- تشغيل خط عالي الجهد نواكشوط - الزويرات.؛

- إطلاق الأشغال في حلقة كيهيدي - مقامة - سيليبابي - امبود - كيهيدي، التي ستمكن من تزويد65 قرية في ولايتي غورغول وكيديماغا بالكهرباء؛

- تزويد ميناء انجاكو عبر خط 90 كيلوفولت انطلاقا من بني نعجي؛

- إنشاء 20 كم من خطوط الجهد المتوسط والمنخفض في الأحياء المُعادِ هيكلتها من مدينة الطينطان.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب

يحتل قطاع المياه والصرف الصحي مكانة بارزة في برنامج رئيس الجمهورية. ولهذا السبب تم إيلاء اهتمام خاص لتزويد السكان على امتداد التراب الوطني بمياه الشرب.

وبخصوص الولوج إلى مياه الشرب، قامت الحكومة بالنشاطات التالية في 2021:

- حفر 162 بئر استغلال؛

- تجهيز 198 نقطة مائية بمعدات الطاقة الشمسية؛

- إعادة تأهيل وتوسعة 39 شبكة تزويد بمياه الشرب؛

- تزويد 14 بلدة في الحوض الشرقي بمياه الشرب ؛

- إنجاز 10.711 توصيلة منزلية في مقاطعات عرفات والرياض والسبخة؛

- استكمال أشغال مشروع تزويد بلدة بوحديدة بمياه الشرب.

وبالإضافة إلى ذلك، يتواصل العمل في عدة مشاريع تشمل:

- تزويد مدينتي لعيون وجكني بالمياه، حيث تجاوزت نسبة تقدم الأعمال 90٪؛

- تعزيز شبكة تزويد أطار عن طريق "تيارت اصدر"، وذلك بزيادة الإنتاج من 2.400 م3 إلى 6.000 متر مكعب في اليوم؛

- توسعة محطة تحلية المياه في نواذيبو؛

- تركيب محطة معالجة المياه انطلاقا من النهر في بوكي؛

- تزويد ولاتة بمياه الشرب من بحيرة الظهر.

وستشهد سنة 2022 كذلك إطلاق أشغال:

- تزويد مدينة كيفة والقرى الواقعة على خطِّها بمياه الشرب انطلاقا من النهر؛

- توسعة محطة المعالجة وربط أكثر من خمسين بلدة لم تكن مزودة من مشروع الظهر؛

- توسعة شبكة تزويد بعض أحياء مقاطعتي عرفات والرياض بمياه الشرب؛

- إنجاز تسعين شبكة تزويد بمياه الشرب؛

- استكمال أشغال بناء خمسة وعشرين حاجزا مائيا في ولايات الحوض الغربي ولعصابة وكوركول وآدرار وتكانت، وإنشيري وتيرس الزمور، والبدء الفعلي للعمل في ثلاثة سدود، اثنان منها في لعصابه (آكمامين ولفطح) وواحد في الحوض الغربي (البربارة).

أما بالنسبة للصرف الصحي، فقد تم إجراء عمليات تنظيف وصيانة الشبكات القائمة مع بدء توسعة الشبكات وأنظمة الضخ في مدن نواكشوط، وروصو، وكيهيدي وألاك، إضافة إلى اقتناء 27 صهريجاً لصالح المكتب الوطني للصرف الصحي.

السيد الرئيس، السادة والسيدات النواب؛


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة