السياحة في ولاية آدرار: تنوع في الموارد وتعدد في المواقع   
10/03/2021

تتمتع ولاية آدرار بمناظر طبيعية فريدة من نوعها، تحكي قصة تنوع وثراء وتعدد في الموارد والمشارب الثقافية والحضارية لساكنة هذه الولاية ذات الإمتداد التاريخي العميق، الذي ينبض عبقه من ثنايا أزقة مدنها الأثرية، ضمن ملحمية المجد التي يستوطنها العز والشموخ بدلالاتهما المتأصلة في كنه

 التجربة الإنسانية المحروسة بالحمد في ظل تناغم الطبيعة بارتساماتها المتنوعة من هضاب وتلال ووديان آسرة وكثبان رملية عجيبة تنطق بصفاء المودة تغذيها ينابيع المياه الجارية في واحات النخيل المتناهية في مداءات الكون الفسيح المنعش للذات المتعطشة للجمال في أبهى تجلياته وأشدها ولها بالطبيعية التي يصاحبها الكرم والدين والمروءة كمرجعيات أخلاقية وقيم مجتمعية تستحث وجاهة التعايش السلمي كنمط حياتي عند السكان المحليين.

وتعتبر السياحة من أهم الموارد الاقتصادية لساكنة الولاية لما تدره من فوائد مادية وما تتيحه من فرص العمل وما تحققه من انعاش اقتصادي يمس مختلف أطياف المجتمع، بما في ذلك أصحاب النزل والفنادق والمطاعم ووكالات السفر السياحية والمنعشين والمرشدين السياحيين والجمالة والعاملين في مجال الصناعة التقليدية وأصحاب الحرف و سيارات الأجرة والمنشغلين بالفلكلور الشعبي وبالتراث المادي للشناقطة.

ولتسليط الضوء على هذا الموضوع الحيوي قام مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء بإجراء لقاءات مع عدد من الشخصيات المعنية تتناول تشخيص واقع السياحة في الولاية وأهم التوصيات الهادفة إلى ترقيته وتطويره.

وفي هذا الإطار، أكد المندوب الجهوي للتجارة والصناعة والسياحة بولاية آدرار السيد سيدي هيبة عبد الرحمن أن البنية التحتية السياحية في الولاية تحتوي على أكثر من 72 نزلا مرخصة تعمل منها حاليا 16 نزلا، بالإضافة إلى 7 مطاعم و22 وكالة سياحية.

وأضاف أن السياحة توقفت لمدة عشر سنوات من العام 2007 إلى غاية العام 2017.

وبين المندوب أن حصيلة ثلاثة مواسم سياحية من العام إلى غاية العام (2020) مكنت من توافد أكثر من (5000) سائح عن طريق الجو و(3000) سائح عن طريق البر، مما ساهم في انعاش السوق المحلي ومكن من توفير العديد من فرص العمل المؤقتة.

وأوضح أن قطاع السياحة في الولاية شهد تراجعا كبيرا بسبب جائحة كورونا، مبينا أنه يواجه العديد من المعوقات مثل عدم فاعلية التسويق السياحي وتخلف خدمات السياحة المصرفية ونقص في تكوبن المرشدين السياحيين وغياب دفتر الالتزامات لدى الموردين.

وأوصى المندوب بضرورة توظيف التقنيات الحديثة وإعداد ونشر المعلومات السياحية و تأهيل الكادر البشري.

ونبه إلى أن وزارة السياحة، قامت بإنشاء معهد جديد للتكوين، وذلك من أجل تحسين الخبرة الوطنية في مجال السياحة تمشيا مع التعليمات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

وشدد المدير على أهمية تنمية القدرات السياحية وتحسين نوعية الحياة للمجتمع المضيف، وحماية المراكز السياحية والطبيعية والبيئية داخل البلاد واحترام الموروث الثقافي للمجتمع والحفاظ على القيم والتقاليد والمساهمة في نشر ثقافة التسامح.

ودعا إلى اعتماد خطط سياحية طويلة الأمد مع جمع ما ينتج عنها من منافع اقتصادية وتوزيعها على الجهات المساهمة.

وبدوره أكد السيد محمد ولد إدوم ولد صمباره المدير الجهوي للمكتب الوطني للسياحة على مستوى ولاية آدرار، أن المكتب تم إنشاؤه سنة 2002 بهدف تنفيذ سياسة الدولة في مجال السياحة.

وأضاف أن المكتب يعكف على وضع هذه السياسة موضع التنفيذ من خلال تجسيد العديد من الأنشطة والبرامج لتسويق موريتانيا كوجهة سياحية.

وبين أن الإدارة الجديدة رصدت كافة الإمكانيات اللازمة لتطوير السياحة في البلد، وذلك بغية تجاوز مخلفات جائحة كورونا وما نتج عنها من أضرار جسيمة بسبب توقف السياحة.

وأضاف أن مؤسسته تعمل على انتشال السياحة من الضياع من خلال تثمين السياحة الداخلية عبر التحضير المستمر لموسم "الكيطنة" المقبل، وذلك عبر سياسة إرسال البعثات العمالية والطلابية، بالتعاون مع بعض مؤسسات الدولة لتشجيع السياحة الداخلية.

ونبه المدير إلى أن الإدارة الجديدة للمكتب الوطني للسياحة تعمل على إجراء مسح شامل للمواقع السياحية لخلق بنك معلومات يحتوى على كافة هذه المواقع لترويجها عبر منصة رقمية بغية جلب السواح.

ومن جانبه أوضح محمد ولد بيديه ممثل شركة (راندونير) السياحية أن مؤسسته استقبلت خلال العام الماضي (283) سائحا، مبينا أنها لم تستقبل خلال هذا العام سوى ثلاثة سواح عن طريق نواكشوط.

وأضاف أن مطار "أطار الدولي" لم يستقبل خلال هذه السنة أي رحلات، مشيرا إلى أن ولاية آدرار لم تستقبل هذه السنة سوى ثلاث رحلات جاءت عن طريق البر لبعض الشركات الخاصة.

وأكد أن قطاع السياحة تضرر هذه السنة بسبب جائحة كورونا، مطالبا بمساعدة هذه الشركات لتجاوز مخلفات الكارثة.

كما أوضح صاحب واحة "ترجيت" السيد الشيخ ولد اسلم ولد الحجاج أن الواحة التى ورثتها الأسرة منذ 300 سنة تتمتع بمناظر طبيعية جعلتها وجهة للباحثين عن الراحة والاستجمام لما تعتمد عليه من مقومات بما في ذلك شلالات المياه المتدفقة طيلة أيام العام.

وبين أن رسوم الضيافة هي رسوم رمزية الهدف منها هو المحافظة على الواحة، مضيفا أنها لا تتجاوز (10) آلاف أوقية قديمة للشخص الواحد يحصل مقابلها على خيمة للاستراحة داخل الواحة وخدمة الفطور والغداء.

وطالب بدعم وتشجيع السياحة الداخلية وتقديم المساعدة للعاملين فيها عن طريق تنظيم رحلات سياحية للتعريف بالمواقع السياحية والأثرية في الولاية.

للتذكير فإن ولاية آدرار تحتوي على العديد من المدن الأثرية التي تستقطب السواح، مثل آزوكي، ووادان وشنقيط والمواقع السياحية، مثل (ترجيت) و( قلب الريشات) بوادان أو ما يعرف ب "عين الصحراء".

إعداد: محمد ولد اسماعيل


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة