متى يطوى الملف .. وتوصد البوابة ؟ / المصطفى ولد أحمد سالم الشريف   
09/07/2010

في بلد المعادن حيث يجلس أفقر شعب على  كنوز الأرض يفترش الأرض يغترف من الصحراء السكينة وهدوء البال وسعة البال ، يتعلم الصبر والصفح وإكرام نزل الضيف أي ضيف !، شعب كان يرتحل خلف المزن أبناء المزن هم لا يلقي كثير بال ولا عظيم انشغال على المكان ، يتذكره يبكيه بزفرة ودمعة حرى يفرغ تلك...



الشحنات العاطفية يبكي الديار والصحب والطلل يتجاوزه إلى مرعى ومنازل الحي الأخرى .

...اليوم نحن ضمن حدود وجغرافيا رسمتها قوافلنا خطت بمداد محابرنا بدماء أجدادنا  في جغرافيا تحيطها أحزمة لا زالت تتحرك من الهجرات و النزاعات والصراعات منها الكامن ومنها البادي عيانا  لازالت الصحراء تسكننا نرتحل عن المدن التى تغزوها أسراب البعوض والمهاجرين تمتص دمنا تزاحمنا المكان  لقد أدمنا الترحال لم نعد نرتحل داخل مجالنا الحيوي بل إلى خارج المكان تلتهمنا الغربة والمنافي البعيدة نتوهم أنها تكون لنا وطناً لن تكون لنا أليس لنا وطن ؟!
يعتبرنا البعض سذجاً غير جديرين  بهذا الوطن" الكنز"  ليست لنا ذاكرة  هذا البعض له ذاكرة ! يطلب العدالة والإنصاف للمهجرين والمبعدين .. أليست لنا ذاكرة أيضاً ؟ ضحايا.. مسفرين .. مبعدين.. ؟ نعم لنا... لن نتهم أحداً الكل يعرف المتهم... انعدام التشغيل وتنمية المكان هي تهجير للسكان  وإخلاء للمكان ! تذكرت بعض التعليقات  على كلمة وزير الداخلية حول سؤال عن المبعدين إلى مالي ! ونفيه لوجود أي مبعد إلى دولة مالي  وسؤال نائبة في البرلمان عن معنى إجابة النفيّ تلك . وغدا سيوجه السؤال عن المبعدين إلى النيجر، وغينيا ، وبوركينافاسو، وتشاد،،، والسودان النيلي
 ونحن كذلك لنا حق السؤال في عودة مهجرينا ومبعدينا من العرب البيضان ضحايا الاستعمار والحكومات المتعاقبة  من ينكر أن مجال تراب البيضان تم تقطيعه لإفراغه من أهله وتشتيتهم ؟  ومن تبقي  رحل وشد إلى الجوار الإفريقي بألواح ودسر  واعتمدت اللغة الفرنسية كلغة إدارة وتخاطب مع الشركاء الجدد وكأن الفرنسي غيَّر جلده وظل فينا يفعل فعله ! لقد غيبت لغتنا ومن غابت لغته غيب وغاب .. الفرنسية لغة أي القبائل والأقوام ؟!
 من ينكر قبائلنا ، مدننا ، في أزواد ، في توات ، زوايا كنتة بني فهرمن قريش بيوت العز والجدل  ، تيندوف مدينة قبيلة العلم فينا ، أولاد سليمان  من البرابيش أهلنا في ليبيا ؟  كان لي حديث مع سيدة تشادية من قومية الفولاني  تتكلم عربية قريبة لعربية أهل دارفور  كانت تجلس بجانبي  على متن الخطوط الإفريقية متجهة إلى زوجها في مالي ودار بيننا حديث عن عبودية الزنوج في بلادي !!  لقد أصبحنا في نظر الجميع دولة عبيد لا تستغربون مرة كنت في تونس وقال لي صاحب التاكسي أنت لست موريتانيا وكنت فتى يافعاً حينها  قلت له لماذا ؟ قال لأن موريتانيا كلها " وصفان " أي عبيد خدم ! وبدأت أصحح الصورة قدر ما أستطيع   كما فعلت لاحقا مع جارتي التشادية وقد أخبرتني أن أحد أقاربها شغل مرتبة وزير في الحكومة الموريتانية  وأخذنا الحديث إلى التوزع الجغرافي لبني قومها والحديث عن عثمان دان فودي والحاج عمر تال سعيد  وغيرهم ممن يستحضرهم  البعض عندنا عند حديثه عن مقاومة المستعمر! وأتساءل الآن هل يمكن أن أستحضر رئيس جمعية العلماء ابن باديس الصنهاجي ؟ الجواب لا طبعا ليس من بلاد صنهاجة  من الجزائر هو ! ثم عندك  من الدعاة المصلحين  و المقاومين الكثير؛ فلم تستدعيه أترك ذلك الفعل  لمن هو أحوج منك  .
اليوم لا يمكن توحيد تراب البيضان ،  ولا أحد يريد أحلام الوحدة  تلك ، ولكن ألا يحق لنا استحضار ودعوة  أهلنا المهجرين  المبعدين ؟  ستقوم القيامة  من هؤلاء الذين يطالبونا بالكيل بمكيالهم الذى يغرفون به من بحر لا ينضب ! إياك أن تقترب من التابوهات هل أنت عدو للوحدة الوطنية ؟ لماذا تثير موضوع اللغة العربية والمهجرين والسؤال عن  تغريبة البيضان  ؟ ولكن ألا يحق لي  وهناك من يدق أبوابنا بقوة يريد الدخول هناك من يدفعه ، من يناصره ، من له مشروع كبير بحجم وطول وأهمية نهر صنهاجة عفواً ... السنغال !  حروب القرن الواحد والعشرين على المياه تكون هل تعون ! هناك من يراسل يكتب للغرب يريد الحماية تقاسم الثروة  والسلطة   في تراب البيضان  مع البيضان !! يريد التقسيم حسب اللون ولكن ما حدود اللون ونسب تداخل الألوان ؟ .
 سؤال إلى الذين يفرطون في الوطن يهربون من الوطن أما علمتم أن الوطن رحيم ؟ لن تجدوا أرحم وأرحب منه  المال ، الجاه الرفاهية ، التى قد تحصلون عليها في غربتكم لن تعدل عزكم في بلدكم ، بين أهليكم وتاريخكم ، أنتم كمن يبني صروحه على كف عفريت  لماذا لا ينتهي الهروب لا يتوقف النزيف ؟ المنافي تأكل أبنائنا ، قبائلنا ، تضيع بين ركام وخلط الأمم أجيالنا، إلى متى ونحن نرتحل ؟ الطبيعة لا تتحمل الفراغ ، سيأتي من يشغل الفراغ ، هناك من يراقب ، يخطط  ، يريد أن يعمر المكان بكل وسيلة وحيلة ، لن يتهاون تؤازره دول ومنظمات العون الأجنبي  ... هل نسيتم وطنكم ترابه من الذهب ؟ هل تغفلون تفرطون ؟ عندها لن تستطيعوا العودة ! ستخرجون في تيه وشتات أبدي تتقاذفكم تبتلعكم المنافي .
 كتب أحدهم يشكك في موريتانية ابن زعيم وطني كبير لأنه حسب زعمه لم يولد في موريتانيا ! هل تسقط عنا الجنسية نحن ؟ حبات الرمل تحمل جيناتنا نحن ! هل يمكن أن يوجه نفس الشك إلى أحد أولئك ... الذين لا نجد لهم ولا لقومهم تاريخ  ، ولا نضال ، لا يستدلون دروب صحرائنا نحن ؟ لغتنا المشتركة معهم فرنسية ! ننتظر الجواب  !

المصطفى ولد أحمد سالم الشريف
مدير: مركز الموروس للدراسات والبحوث


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة