ولد بكار: أطلب من مسعود أن يسحب مبادرته من الساحة السياسية (مقابلة)    
02/04/2013

الأمل الجديد : كتبت مؤخرا مقالا مطولا مستفيضا عن الحرب في شمال مالي إلي أين تتجه الحرب في نظرك؟
محمد محمود ولد بكار: يمكن الجواب علي هذه السؤال علي عدة أصعدة فالبنسبة لمستقبل الحرب فذلك يتوقف علي طبيعة التفويض ...



...  الدولي هل هو لحفظ السلام فقط أم يتعدي ذلك إلي متابعة الحرب في جبال إيفوقاس وهل مدة التفويض محددة أم مفتوحة .ثانيا يتوقف علي طبيعة الجيوش المشاركة في تلك القوة وحدود تلك المشاركة , الحرب لن تنتهي ولن تقضي علي الإسلاميين بتاتا فعدم التوازن في العدة والعتاد والتكاليف يقابله عدم توازن في الإندفاع وطول النفس وتحمل المناخ بتضاريسه الوعرة : الجبال العارية والحرارة الملتهبة مع رباطة الجأش . فرنسا منذ فترة تسعي لإنهاء تدخلها والحفاظ علي جنودها خاصة قبل فصل الصيف شديد الحرارة ، لكنها قطعا لم تقطع الشك باليقين من أنها أمنت إستثمارتها ، لكنها مرتاحة من أنها تقطف ثمن تغيير سياساتها الخارجية أي الوقوف إلي جانب الولايات المتحدة الإمريكية في حرب ماتسميه الإرهاب فهاهي الأمم المتحدة توضع للمرة الثالثة تحت تصرفها: في ليبيا وفي سوريا (لولا الروس والصين )،

وفي مالي لتحل محل الجيش الفرنسي . الرئيس الفرنسي ينسحب من مالي وقد حقق نصرا كبيرا في دور فرنسا الرائد في التصدي للإرهاب باسم العالم الحر وفي إنقاذ دولة ضعيفة .لكنه لم يحرر الرهائن ولم يقطع تواصل التنظيم مع أطرافه في الخارج .ولم يقض علي زعامات التنظيم باستثناء واحد فقط بعد شهرونصف من القتال ، ولم تبث فرنسا اي صور تؤكد النجاح رغم التفوق الكبير بإستثناء أطنان من الأسلحة التي عثر عليها في تيمبكتو . بصفة عامة لم تحسم الحرب ولم تبعد الخطر ولا التهديد نهائيا عن إستثماراتها وعن رعاياها في كل إفريقيا الغربية . إنها حرب ككل الحروب التي خاضها الغرب ضد الإسلاميين ولم تغير من مركز الخطر كما قال دومنيك لوفيل بينه رئيس وزراء فرنسا السابق " أن مركز الإرهاب هو العراق وأفغانستان وليبيا " والغريب أن تدخل الغرب يؤدي إلي تزايد الجماعات الجهادية . وفي النهاية كل مايخشاه الناس ليست حقيقة النتائج أو أمد الحرب بل حجم الإنتهاكات لحقوق الإنسان ففرنسا لاتملك شخصية مستقلة في هذه الحرب فهي تمشي علي خطي الولايات المتحدة في اتباع سياسة تجريم الأعداء حيث لفقت لطالبان تهمة الإتجار بالأفيون ولثوار كولومبيا بيع الكوكايين الذي يصبح حجة قوية للتدمير وتكون نهايته غير إنسانية .

الأمل الجديد : هل ستحقق الحرب عودة الشمال للجنوب ؟

محمد محمود : هذه الحرب صعبت من مهمة السلام ،فقد أكدت الأمم المتحدة" أن من يمارس التنعذيب والإنتهاكات وعدم إحترام حقوق الإنسان هم الجنود الماليون" حاليا لايوجد أي نوع من الثقة بين الأعراق في مالي خاصة بين الزنوج مع العرب والطوارق ثم أن الثقة في مسعي فرنسا ضعيفة من جهة أخري فقد نقلت فرنسا خلال 15يوما 100 ألف طن من العتاد بتكلفة 50 مليون يورو وأعلنت أن تكاليف الحرب خلال الشهر والنصف الماضي بلغت 70مليون يورو ومع ذلك لم تفكر في حجم المآسي التي خلفها تدخلها علي هؤلاء السكان الذين حولتهم إلي لاجئين دون أن تبذل عشر هذا المجهود الحربي في الدعم الإنساني ومن جهة ثانية وكأنها جاءت من أجل أن تكرس الواقع المرير، فقد أطلقت يد الجيش المالي حيث تم التقتيل ومصادرة الممتلكات والإستيلاء علي الأموال وتكسير البيوت ونهب الأبواب والنوافذ وردم الآبار وغيرها كل ذلك في حق الجنس العربي التارقي علي خلفية اللون وبالأحكام المسبقة وكأن كل عربي أو تارقي من الجهاديين ،

 كما أن الذين تركوا منازلهم هم العرب والطوارق رغم أن المدن يسكنها الزنوج معهم أيضا .وبالنسبة للدولة المالية نفسها فقد تم إقصاء الأطر العليا من الجيش المالي من العرب والطوارق من الحرب إلي وظائف إستشارية في الوقت التي تحتاجهم الدولة في الحرب ، وهؤلاء من أمثال العقيد ميدو، والعقيد كمبو، السبب الوحيد هو إنعدام الثقة والتغييب عن الإنتهاكات ؟ كما أن الجيش المالي يرفض دخول الطوارق والعرب إلي جانبه في الحرب وقد وقع خلاف مع فرنسا علي ذلك ، كما أن المقاتلين من حركة تحرير أزواد منعوا الجيش المالي من دخول كيدال .وضعية عامة ومتبادلة من عدم الثقة . من جهة أخري في بداية الشهر أرسلت حكومة مالي وفدا خليطا من العرب والطوارق من منتخبين وإداريين لبحث شروط السلام لكن الأهالي خاصة النازحين ردوهم دون قبول الحديث معهم في موضوع السلام . بصفة عامة فرص السلام تقلصت إلي أقصي حد.

الأمل الجديد : ماهي التأثيرات المحتملة للحرب علي موريتانيا؟

محمد محمود : أولا دعني ألفت إنتباهك إلي نقاط ضعف البلد لقاء هذا الوضع بصفة عامة فموريتانيا هي أطول دولة حدود مع مالي إذ تصل إلي2237 كلمتر ، ثانيا نسبة الشباب الموريتاني في القاعدة في المغرب الإسلامي مرتفعة جدا وزعيم هذا التنظيم موريتاني هذا التنظيم هو الأخطر والأعمق جذورا والأوسع إنتشارا ،والأطول نفسا وخبرة في التفجيرات والإختطافات ، ثم أن نظام ولد عبد العزيز له أعداء عديدون في مجالات مختلفة وفي مواقع مختلفة وأكثرهم يبحث عن جلده وعلي كل حال سار تقليد في بلادنا أنه لم يدخل أي رئيس بالبلد في الحرب ،إلا أزاحه الجيش وهذه حالة خاصة حيث أن الطبقة السياسية والعلماء وأئمة المساجد ضد هذه الحرب ، إضافة إلي أن هذا النوع من الحروب طويل الأمد وولد عبد العزيز لم يبق أمامه سوي 14 شهرا فلا يمكن أن يأخذ قرارا بهذه الخطورة في نهاية مأموريته .كما أن الساحة الوطنية تعرف توترات واسعة ,هذا إذا ما دخلت موريتانيا في الحرب أما إذا لم تدخل الحرب فإنها علي كل حال ستظل تحمل علي كاهلها مسألة اللاجئين والمهاجرين ومضاعفاتهما ومراقبة الحدود وظروف الحيطة والحظر المكلفتين ماديا ومعنويا .

الأمل الجديد :علي الصعيد السياسي مازالت مبادرة السيد مسعود رئيس الجمعية تراوح مكانها ما السبب في ذلك ؟

محمد محمود :مبادرة مسعود تراوح مكانها لسبب بسيط هو أن الأطراف لا تملك تصورا واقعيا عن ماتريد. وكل واحد منها يربط التنازل بالرضوخ ، وكل واحد منها لايرضي بأقل من زوال الآخر . المعارضة تري أن مبادرة مسعود ستساهم في إنقاذ ولد عبد العزيز ويري ولد عبد العزيز أن المعارضة غير مهمة وأن مسعود يريد أن يرغمه علي التعامل معها وهو لا يرغب في ذلك ولا يريده .وكل طرف يراهن علي تعب مسعود من الطرف الآخر كي يعود إليه. .المبادرة لم تـُناقش بموضوعية ولا بتجرد ولم ينظر إليها كرؤية ولا كتصور لحل الأزمة السياسية ومحاولة الإنتقال من حالة سياسية سيئة من الإحتقان وبث الكراهية إلي حالة أفضل منها من الحوار والتفاهم ،بواسطة الجلوس علي طاولة المفاوضات في ضوء لاغالب ولا مغلوب بل أن كل طرف ينظر إلى المبادرة من الخارج لا من الداخل ويراها ضمن الإطارالعام للطرف الآخر. إذن مبادرة مسعود لن يقبلها أي طرف إلا حينما تخدمه دون غيره ومسعود لا يريد ذلك ويريد تجاوز لعبة الأطراف تلك ، ولهذا لايوجد من يريد أن يصغي إليه بحق ولايوجد من يريد أن يتنازل عن صلفه ومحاولة محو صاحبه من الخريطة . وهنا أتذكر عنفوان بيت المتنبي الدال بعمق علي هذه الوضعية :

ومن الرزية عذل من لايرعوي عن غيه وخطاب من لا يفهم .

وأنا بذلك أطلب من مسعود أن يسحب مبادرته من الساحة السياسية التي يطبعها سوء الفهم وسوء التقدير حتي نعرف إلي أين ستتجه هذه العجرفة السياسية، فلا شيء غير مزيد من الأخطاء السياسية المميته التي تزيد من تردي التجربة السياسية ، وقتامة الأفق وقتل خيارات السلم في البلد .فمالذي ينتظره مسعود من أطراف هذه حالتهم .

الأمل الجديد: في حالة عدم نجاح مبادرة مسعود كيف تتصور مستقبل الأزمة السياسية.؟

محمد محمود : في حالة ما لم تنجح مبادرة مسعود فإننا سنفقد بصيص الأمل الجديد في الحل السلمي ، كما أن النزر القليل من التواصل بين الأطراف عبر مسعود سينتهي، وبصفة عامة ستتجه الحالة نحو الأسوأ لأن الوضع سيتطور باتجاه الإحتقان فالأطراف لن تري إذ ذاك أي أمل أمامها في الحل ، وهي لاتملك الثقة والرغبة في بعضهما وبالتالي لن نتمكن من حل المشكل من خلال أي آلية محلية بل سيحاول كل طرف منها إقتلاع الآخر من جذوره ، وهذا سيجعل الوضع يتجه صوب الشطط ، فالأمر طبيعي في غياب من يريد أن يعمل بالحكمة وفي غياب دور لطرف ثالث له مثل مكانة مسعود بالنسبة للأطراف السياسية . ومع ذلك لا يريدون إعطاءه أي حظ بأن يكون هو من يأتي بالحل .فذلك سيعطيه مكانة سياسية أفضل من الكثيرين في نهاية المطاف. وبين المتنافسين الكبار في السياسية لايوجد هذا القدر من الهدايا ولو كانت المصلحة العليا للوطن هي الهدف المنشود في هذه الحلات أو المبادرات.

ولهذا تفضل تلك الأطراف وساطة خارجية مثل فرنسا أو آمريكا أو غيرهما من حيث الحصول علي ضمانات أوفر . إذن بصفة عامة البديل عن مبادرة مسعود هو أحد أمرين: أزمة خانقة تتجه بالبلد نحو المجهول أو أن يوجد ضغط أكبر من كل الضغوط المحلية ليرغم أو يغري الأطراف بالجلوس علي طاولة المفاوضات ، وهذا دليل ثان علي الفشل والإفلاس من جهة ، ومن جهة أخرى سيكون في صالح ولد عبد العزيز بالتأكيد ضمن ثمن التنسيق والتعاون في مجال سياسية محاربة الإرهاب الغربية وذلك بأحد أمرين : الأول كما أسلفنا بجر المعارضة إلي التفاوض وقبول شروط عزيز بشكل أو بآخر بضغط من الوسيط ، والثاني بالسكوت عن كل تجاوزات عزيز في ما يتعلق بإجراء إنتخابات أحادية والإستمرار في امتلاك كل شروط اللعبة لوحده، وهذا سر تخوف مسعود وتمسكه بمبادرته التي يتلكؤ الجميع في قبولها وهذا بحق هو التوجه صوب الهاوية شاء ذلك من شاء وأبي من أبي .

الأمل الجديد : هل يمكن القول إن هناك حراكا إجتماعيا بإمكانه أن يزعزع إستقرار النظام مثل العبودية والوحدة الوطنية وغيرها ؟

محمد محمود: هذه مشاكل عميقة لكنها تكشف مشكلا أعمق منها وأخطر وهو فشل النخبة الوطنية ، فهذا من التهديدات الكبري التي ولدت مع كيان الدولة ومع ذلك لم نضع أي تصور لحلها بوصفها ضمن التحديات الأساسية ، ولم نضع أي حد لفرص الإستغلال السيء لها فما زالت تحظي بقابلية كبري لأن تكون موضوع متاجرة سياسية أو حقوقية فبإمكان أي مفلس أو متهاون بالسلم الإجتماعي أن يضع شعبنا اليوم علي حافة الفرقة والإنشقاق بسبب إثارة هذه المشاكل ، رغم ما تم تحقيقه من مكاسب هامة في هذا المضمار خاصة في مسألة محاربة الرق بفضل المناضلين الكبار مثل مسعود ورفاقه وجهود المناضلين المتشبثين بالحل النهائي لهذه المشكلة ، حيث تم إدراج محاربة العبودية ضمن بعض أولويات الخطاب السياسي وما تمخض عن ذلك من الإصلاحات التشريعية ،

وكذلك تبني السياسات الملطفة للوضع مثل محاربة الفقر وإجبارية التعليم وصولا إلي تفعيل القوانين وتبني الحل .لكن كل هذه السياسات لم تعطي نتائج طيبة لأنها لم تكن فعالة من جهة نتيجة أنها تلتقي بمشاكل أخري بنيوية في النظام العام مثل غياب دولة المؤسسات ،وغياب التشخيص ، ومن جهة ثانية أن كل هذه الإجراءات لم يشَد بعضها بعضا لأنها لم تأت ضمن رؤية شاملة أو تصور للحل .فلم يتم مجابهة العبودية خارجا عن الفقر العام أو الغياب العام للعدالة وغيرها . أنا في اعتقادي أن مسألة العبودية مشكلة عميقة مثل مشكلة فشل التعليم في البلد ويجب أن تحظي بنفس الإهتمام ، وعليه يجب أن نبدأ بحسم مسألة الخلاف بين الرأيين التقليديين : الرأي القائل بأنه لاتوجد عبودية ولكن توجد مخلفاتها وهو رأي الغالبية، والرأي الآخر القائل بأن العبودية واقع ممارس ولا بد من التعاطي معه علي هذا الأساس .ومن ثم الشروع في طرح رؤية وتصور ومن ثم إستراتيجية ،

قد لا نزيد من خلالها كثيرا علي ما تم إتخاذه من تشريعات ومن خطوات لكننا نعمل بذلك في ضوء قناعة مشتركة بالوصول إلي الهدف ، لابد للوصو إلى هذا الهدف من إقحام كل الأطراف وكل الفاعلين ، لكي لا نقع في تكرار الخطأ الذي هو إتخاذ جملة من التدابير التي لا تقع ضمن خطة وطنية ، بل تمثل تعاطيا مع الضغوط السياسية .إن الحل يأتي من خلال منتديات عامة للعبودية تمدنا برؤية وتصور واضحين للحل وتكون مفتوحة وعلنية وبمشاركة الجميع .فلابد من وضع حد لمآسي الناس وللمتاجرة السياسية بحقوق الآخرين . وهناك مواضيع أخري هي الأخري قابلة للإشتعال مثل مسألة الوحدة الوطنية وموضوع اللغة والثقافة فلابد من الوصول إلي حسم لهذه القضايا التي تؤرق المستقبل والوصول ضمن قناعة عامة إلي أحد الخيارين في حل هذه المشاكل : إما خيار الدولة الوطنية ذات الثقافة الوطنية الموحدة وذات التعليم الموحد ولغة الإدارة الموحدة وهذا هو الخيار الذي وضعه المستعمر وتبنته الدولة الفرنسية نفسها ويسود أغلب بلدان العالم الإفريقية والعربية وغيرها أو الخيار الثاني هو الخيار الإنكلوساكسوني وهو دولة المجموعات أو القوميات وفيه تعدد اللغات الرسمية والثقافات مثل بلجيكا وبريطانيا وغيرها .

وبصفة عامة في الإستمرار في هذه المشاكل ضد أي تعايش مع التنمية والإستقرار المديد إضافة إلي تأثيراتها الحالية التي تتناغم وتتسق مع الغليان السياسي والإنفلات الأمني وسوء الأوضاع إنها بالفعل جزء من تلك المادة القابلة للإشتعال في البلد والموجودة في أكثر من مكان .

الأمل الجديد : ماهو تقييمك لأربع سنوات من حكم محمد ولد عبد العزيز ؟

محمد محمود : إجمالا ليس كل شيء علي مايرام، صحيح أننا لسنا في دولة بوليسية تماما، لكننا لسنا بكل تأكيد في دولة سيادة القانون ولا دولة المؤسسات ، كما ليس بإمكان أي أحد حتي من أعضاء الحكومة نفسها القول بأن الصورة التي تسير بها شؤون البلاد جلية له . إنها المرة الأولي في تاريخ البلد التي يشكو فيها رجال الأعمال من مزاحمة رئيس البلد لهم في الميدان كما يسود إنعدام الثقة وفقدان الأمل الجديد في التناوب عبر الإنتخابات وتلك عودة إلي مربع ماقبل 2005 وذلك خطيرجدا ،إضافة إلي الأزمة الحادة في الأعمال وتراجع العدالة إلي مستوي مخيف وتزايد مستوي الجريمة وزيادة الناس التي وصلت إلي خط الفقر وزيادة عددالفقراء الأشد فقرا والإستمرار في إرتفاع نسبة البطالة التي تزداد سنويا ب 50000 في حين لم تسفر سياسية ول عبد العزيز عن إستيعاب أكثر من 4200 إلي 5000 عامل سنويا . بصفة عامة ودون الإغراق في الكثير من التفاصيل فإن الوضع يتسم بالنكوص عن كثير من الإصلاحات، وعلي كل حال وبصفة إجمالية إن هذه السنوات تتسم بخيبة أمل واسعة في مشروع الإصلاح الذي تعهد به محمد ولد عبد العزيز وسيكون سقوط القناع وشيكا .

الأمل الجديد :ماهو تقييمك للوضع الإقتصادي الراهن وكيف يتسني لموريتانيا أن تخرج من أزمتها المؤسسية وهل هناك أفق لإجراء إنتخابات ذات مصداقية ؟

محمد محمود :بالنسبة للشق الأول من السؤال هناك حالة غير مفهومة ففي الوقت الذي زادت فيه أسعار المعادن زيادة كبيرة من 2009 إلي 2012 خاصة تلك التي يتم تصديرها من البلد مثل الحديد الذي إنتقل من60دولا ألي 180 دولار والذهب من 700إلي 1760 دولار والنفط الذي ظل يتأرجحبين 80 ، 90 و 100 دولار وتراجعت أسعار المواد الغذائية إلي اقل من 9% علي الإطلاق الدهون 4% والقمح إنخفض بنسبة 11% والسكر 10% والذرة 6% كما زاد دخل الدولة من الضرائب كل ذلك، وظلت الأسعار تشهد إرتفاعا حادا علي المواطنين وتراجعت الأعمال ولم يظهر أي تحسن في أداء المرافق العمومية وعلي أوضاع العمال كما تشكو القطاعات الرئيسة من عدم الدعم مثل الصيد والزراعة ولم يتم ترقية قطاع الصناعة ولا الخدمات ،

هذا بالإضافة إلي الركود الإقتصادي العام وزيادة سعر الصرف وندرته ثم أن أغلب عمليات الصرف تتم خارج الإطار الشرعي ، هذا مع مايمثله رفع الدعم عن المحروقات الذي تؤثر زيادته علي كل الأسعار .لقد انتقل سعر لتر المازوت الواحد بالنسبة لقطاع الصيد من 180 أوقية إلي 380 أوقية خلال نفس الفترة ، كما بلغ حجم الزيادة خلال السنوات الثلاثة الماضية قرابة 100 أوقية علي اللتر الواحد . لا يمكن أبدا فهم ما يحدث هنا . أما الشق الثاني من السؤال فمسألة الخروج من الأزمة تتطلب أبسط قدر من الثقة بين الأطراف وهي منعدمة تماما . أما بالنسبة لإجراء الإنتخابات فلابد منه وإلا فقدنا مشروعية مسارنا الديمقراطي وهذا ما تندد به المعارضة دون وضع أي بديل ولا قبول المشاركة في الصيغة التي يقدمها مسعود من أجل صياغة البديل هذا من جهة،

ولا يمكن بأي وجه قبول إنتخابات لا تملك جميع الأطراف ضمانات حقيقية حول نزاهتها من جهة أخري، وهذا ما لا يؤرق ولد عبد العزيز الذي يسعي للحفاظ علي شعبيته من خلال إستمرار حوانيت أمل دون البحث عن حلول جذرية لمشاكل غلاء المعيشة العام وتدهور القوة الشرائية . إذن نحن في وضع لابد فيه من إجراء إنتخابات ولا يمكن فيه إجراء إنتخابات ، فنحن اليوم بالمختصر المفيد في وضعية "بقرة عشرة " إذا شربت ماتت وإذا عطشت ماتت.

Source : aqlame


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة