آمنة منت المختار، رئيسة رابطة النساء معيلات الأسر: الرجل العربي أصبح يمارس العنف ضد المرأة    
01/01/2013

آمنة منت المختار، رئيسة رابطة النساء معيلات الأسر - الريم
قالت آمنة منت المختار، رئيسة رابطة النساء معيلات الأسر، إن العنف ضد المرأة أصبح منتشراً في المجتمع الموريتاني، مشيرة إلى أن "الرجل في المجتمع العربي لم يكن يضرب المرأة ولكنه أصبح اليوم هنالك حالات كثيرة فيها رجال عرب ضربوا المرأة".



 وفي مقابلة مع إذاعة صحراء ميديا قالت منت المختار إن "العنف ضد المرأة ليس له لون أو ثقافة ومستوى معين"، مؤكدة انتشاره في مختلف الطبقات وعلى جميع المستويات الاجتماعية".
وأضافت الناشطة الحقوقية أن حالات العنف التي سجلوها "تندرج في إطار العنف الجسدي وجريمة الاغتصاب والعنف اللفظي والعنف الاقتصادي والعنف النفسي، إضافة إلى الزواج المبكر والزواج القسري، والتحرش الجنسي والعنف البوليسي والعنف في الشارع والعنف داخل الأسرة".
وفي نفس السياق قالت الناشطة الحقوقية إن "هنالك غياب تطبيق القانون وعدم وجود قانون أصلاً يجرم العنف الأسري وجريمة الاغتصاب"، مشيرة إلى أنهم تقدموا بمشروع يجرم أنواع العنف ضد المرأة وتشغيل القصر.

وفيما يلي نص المقابلة كاملة (هنا)


صحراء ميديا: نريد ورقة تعريفية عن أنشطتكم في مجال حقوق الإنسان ؟
آمنة منت المختار: رابطة النساء معيلات الأسر تعمل في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، ولديها رؤية وأهداف ومبادئ انعتاقية بالنسبة للمرأة، وتعمل الرابطة من أجل مناهضة العنف ضد المرأة بجميع أشكاله، وتغيير القوانين المتعلقة بالمرأة والبلد بصفة عامة لصالح الطبقات الأكثر هشاشة وأولها النساء؛ هذا إضافة إلى مكافحة الرق ومخلفاته في هذا البلد.
كما تعمل الرابطة أيضاً على المؤازرة والحماية القانونية وإدماج القصر الذين يعانون من مشاكل كعمل القاصرات كخادمات في المنازل، إضافة إلى مؤازرة ودمج القصر الخارجين على القانون في قضايا إجرامية ويوجدون لدى مفوضية القصر، حيث نعمل على إعادة تأهيلهم وتغيير عقلياتهم ودمجهم في الحياة اليومية ورجوعهم للتمدرس.
نعمل أيضاً على تسوية الإرث الإنساني بصفة عادلة تسمح بتوطيد النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية.

صحراء ميديا: من أهداف جمعيتكم هو وقف العنف ضد المرأة.. ما هو تفسيرك للعنف ؟
آمنة منت المختار: العنف له جوانب وتفسيرات كثيرة، لكنه معروف بأنه عنف جسدي وجريمة الاغتصاب والعنف اللفظي والعنف الاقتصادي والعنف النفسي، وهنالك الزواج المبكر والزواج القسري، والممارسات الغير لائقة التي تمارس على المرأة والتحرش الجنسي والعنف البوليسي والعنف في الشارع والعنف داخل الأسرة..

صحراء ميديا: هل لديك نماذج على هذه الحالات ؟
آمنة منت المختار: لدي نماذج كثيرة وخاصة في العنف الأسري حيث نعرف أن هنالك سيدة ضربها زوجها وكسر ذراعيها ورجليها وصب عليها الماء الساخن وهي حامل في شهرها السابع، بالنسبة لجريمة الاغتصاب لدينا أب اغتصب ابنته ذات العشر سنوات، هناك جريمة قتل التي هي أكبر من العنف حيث أن زوجة قاصر لديها ثلاثة عشر عاماً كانت حامل وقتلها زوجها وأنتم تعرفون قضيتها..

صحراء ميديا: الكثير من المتتبعين يرى أن هذه حالات شاذة وأن المجتمع بوجه عام محافظ ويكرم المرأة.. ما هي وجهة نظرك ؟
آمنة منت المختار: كانت هنالك بعض القوميات تكرم المرأة في الماضي، ولكننا اليوم في تصادم ثقافي تنتشر فيه فضائيات تجلب لنا أفكاراً أخرى وقيماً أخرى وقضايا أخرى، وفي وضع توجد فيه القوة الشرائية للأسرة متدهورة ويتفشى فيه الانحلال الخلقي وتدهور القيم؛ كل هذا أدى إلى تطور الجريمة في موريتانيا وتطور العنف داخل الأسرة والكثير من القضايا التي لم تكن معروفة في مجتمعنا والتي من أبرزها العنف ضد المرأة، لأنه في القومية العربية لم يكن الرجال يضربون المرأة واليوم يوجد بكثرة رجال عرب يضربون المرأة ومنهم مثقفون.
العنف ضد المرأة ليس له لون أو ثقافة أو مستوى معين، إنه منتشر في مختلف الطبقات وعلى جميع المستويات الاجتماعية.
صحراء ميديا: هل تكللت مجهوداتكم بالنجاح في هذا المجال ؟
آمنة منت المختار: نحن نحاول أن نحد من القضية لأن هنالك عقبات كثيرة تواجهنا، من هذه العقبات غياب تطبيق القانون وعدم وجود قانون أصلاً يجرم العنف الأسري وجريمة الاغتصاب، وبالتالي فإن ما يسمى القانون الجنائي فيه مادة أو اثنتين تتكلمان عن جريمة الاغتصاب أو القتل، ولكن ليست هنالك قوانين داخلية تحمي من العنف الأسري وضرب المرأة وعنف الشارع والعنف البوليسي، وبالتالي نحن تقدمنا بمشروع قانون يجرم أنواع العنف ضد المرأة وآخر لحماية القصر..
صحراء ميديا: يرى الكثير من خصومكم أنكم تثيرون قضايا لم تعد موجودة فالرق سنت قوانين تعاقبه ويرى البعض أنه لا يوجد اليوم كممارسة إلا في حالات خفيفة، ويرى هؤلاء أنكم تثيرون الشك حول قضية لم تعد موجودة؟
آمنة منت المختار: لدى كل أحد الحرية في أن يدلي برأيه، ولكنني أريد أن أطرح سؤالا على هؤلاء وعلى الرأي العام عموماً، لماذا هنالك قانون يجرم الرق ؟ طبعاً لأنه موجود فالقانون لا يسن لغير الموجود.
المسألة الأخرى هي أنه لدينا حالات يومية تثبت وجود الرق وأنه لا يمكن لأحد نكرانه فمن كان ينكره اعترف اليوم بوجوده، إن نكران وجود الرق يشجع من يمارسه على المواصلة فيه..
صحراء ميديا: تشغيل القاصرات.. الكثير من العائلات أصبحوا يتخوفون ويغلقون أبوابهم أمام هذه الظاهرة فمن أتته قاصرة من أهله وأسكنها في منزله أصبح تحت طائلة القانون، ألا ترون أنكم ارتكبتم جريمة في حق هذه الشرائح ؟
آمنة منت المختار: لا أرى أنه يجب علينا أن نخلط بين رمضان وشعبان..، أرى أن تشغيل القصر قضية دولية وموريتانيا وقعت على اتفاقيات دولية تجرم هذه القضية، والسن القانونية للتشغيل هي 15 عاماً حسب هذه الاتفاقيات.
الاتفاقيات الدولية التي تلتزم موريتانيا بتطبيقها وضعت شروطاً لحماية القاصر، وهي أن يوفر له وقت للدراسة وأن لا يشغل في ما لا يتحمله بدنه، وأن يوضع في ظروف سكن ملائمة ولا يمارس عليه العنف..
أنا أرى أنه مع نضالنا ومشروعنا نشأ احترام لتشغيل القصر إلا في السن القانونية، وهنا أريد أن ألح أن صاحب 15 سنة إذا كان يدرس فالقانون يجرم إفساد دراسته وهي جريمة يشترك فيها من شغله وأهله.. وبالتالي نحن عملنا بالتحسيس والتوعية والتوجيه وقمنا بدراسة في هذا المجال ووضعنا مشروع قانون للحد من تشغيل القصر واستغلالهم..
أريد أن أنزع اللبس بين قضية القصر وقضية الرق، حيث أن القاصر الذي يعمل لديه راتب ووقت معروف لا يرتبط فيه بمشغله بملكية ولكن يرتبط فيه باستغلال الإنسان للإنسان، أما فيما يخص الرق فإنه إنسان ليس لديه راتب ويستغل بصفة بشعة وبالتالي ملكية وراثية للبشر ويستغله ويشغله ويضربه ويمنعه من التمدرس..
صحراء ميديا: في قطاعات وزارية تتداخل مع عملكم هل لديكم تنسيق معها وهل تتلقون منها مساعدات، الشؤون الاجتماعية وزارة العدل إدارة السجون مفوضية حقوق الإنسان ؟
آمنة منت المختار: نحن نعمل مباشرة مع وزارة المرأة لأنها هي المعنية بالطفولة وحماية القصر وهي التي لديها إدارات مكلفة بهذا المجال، أما وزارة الشغل فنحن حتى الآن لم نرتبط بها، ونحاول إقامة اتصال معها وأن نعمل بخصوص تشغيل القصر.
أحيانا نتصل بمفوضية حقوق الإنسان والعلاقات مع المجتمع المدني بخصوص ضحايا نريد مساندتهم المادية ودمجهم وإذا كانوا مهاجرين أن نعيدهم إلى ذويهم، وقد ساعدونا ماديا في بعض الأحيان وليست كثيرة، ولكن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تؤازرنا في كثير من الضحايا ولا نطرح علينا أي مشكلة إلا وسعت معنا في حلها.
حوار / محمد ولد أحمد العاقل

 

SOURCE : www.saharamedias.net


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة