وزير سابق: موريتانيا تعيش أزمة سياسية -غير مسبوقة-    
13/02/2013

قال محمد ولد امين وزير الاتصال الموريتاني السابق في الفترة الانتقالية الثانية إن موريتانيا تعيش أزمة سياسية غير مسبوقة قد تؤدي بها إلى حرب أهلية تفكك وحدة البلاد وتعصف بمستقبلها.
وأكد ولد امين؛ في مقابلة مع إذاعة صحراء ميديا بثت صباح اليوم، إن الفشل في التجارب الانتقالية الحالية والسابقة "يكمن في المنظومة الدستورية الموريتانية".



وأضاف ولد امين "بالنسبة لي لن توجد ديمقراطية قابلة للحياة ومستقرة في موريتانيا مادام هناك نظام رئاسي يكرس كل الصلاحيات في يد شخص واحد"، منبها إلى أنه : "حان الوقت للعودة إلى دستور برلماني من غرفة واحدة يبني على انتخاب لائحة وطنية، موضحا أن ذلك هو "المخرج من كل الأزمات التي تعصف بالبلاد منذ منتصف الستينيات إلى اليوم"؛ بحسب قوله.
نص المقابلة:
صحراء ميديا : معالي الوزير أهلا بكم ضيف على إذاعة صحراء ميديا :
السؤال الذي نبدأ به حوارنا هو:ما الذي جعلك وأنت المعارض العتيد كما يصفك البعض تدخل في أول حكومة شكلها عسكري أطاه بنظام ديمقراطي؟
ولد امين :شكرا جزيلا على هذا السؤال؛هناك اختلاف وجهات النظر، انقلاب السادس من أغسطس لم يكن انقلابا على نظام ديمقراطي بالنسبة لي وبالنسبة للكثيرين من غيري فالمرحلة الانتقالية التي أفضت إلى انتخابات 2007 كانت مرحلة فاشلة ، نظام الرئيس السابق سيدي محمد بن الشيخ عبد الله لم أصفه في أي يوم من الأيام بالنظام الديمقراطي.وعندما حصل الانقلاب في السادس من أغسطس اعتبرت أن تلك الفترة مرحلة مهمة في تاريخ البلد وتجب المشاركة فيها من أجل إعادة النظر في كل المسلسل الديمقراطي.وبناء على ذلك الأساس دخلت لما طلب مني أدخل وشاركت قدر المستطاع في إنقاذ بلادي من تلك الوضعية الخطيرة.
معالي الوزير أنت حكمت على نظام ولد الشيخ عبد الله |انه لم يكن نظاما ديمقراطيا وأن المرحلة الانتقالية كانت فاشلة، هل ماجاء بعد هذه المرحلة وما قام به محمد ولد عبد العزيز يعتبر تصحيحا في نظرك؟
ليس بالضرورة ولم أقل ذلك أبدا، أنا أجبت على سؤالكم لماذا قبلت الدخول في الحكومة؟
فقلت إنني دخلت تلك الحكومة لأنني كنت أتصور ساعتها أنه من الضروري الدخول في نقاش بين كل الفاعلين السياسيين والمثقفين في هذا البلد والمؤسسة العسكرية من أجل إنقاذ البلاد وبناء خريطة طريق جديدة لإرساء نظام ديمقراطي؛ وأتصور وبكل صراحة أننا لم ننجح في ذلك.
صحراء ميديا: بعد اتفاق دكار عادت البلاد إلى المربع السياسي الأول وإلى التجاذبات السياسية وبعد الانتخابات خرجت من الحكومة،السؤال المطروح هو تحت أي يافطة دخلت هذه الحكومة؟ وماهو تقييمك لاتفاق دكار؟
ولد امين :هذه المعلومة من الناحية التاريخية غير صحيحة، أنا خرجت من الحكومة بعد دخولها حيث تم تعييني وزيرا مستشارا وبالتالي خرجت من الحكومة و من اللعبة السياسية قبل مفاوضات دكار لأنني لم أشارك في تأسيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ، ولم أشارك في فكرة ترشيح الرجل الذي كان يجب أن يسير المرحلة الانتقالية؛ ـ هذا من الناحية التاريخية ـ . أما الحكومة فقد دخلتها تحت يافطة إسمي الخاص ولم أدخلها باسم أي حزب سياسي؛ وعندما طلب مني دخول الحكومة ناقشت مع الوزير الأول ومع رئيس المجلس العسكري ساعتها،وقبلت دخول الحكومة شأني شأن غيري من كل أفراد تلك الحكومة.
صحراء ميديا: هل قدمت مقترحا في مجلس الوزراء وطلبت أن يكون هناك رجل يتولى المرحلة الانتقالية غير ولد عبد العزيز أو با امباري؟
ولد امين : ولد عبد العزيز أعلن للملإ أنه سيدير مرحلة انتقالية وقد أعلنت ذلك في أكثر من نقطة صحفية ساعتها؛ أما الطبخة التي أعدت بعد ذلك لاستمرار الأمر القائم أنا شخصيا لم أشارك فيها ولاأريد أن أضع عليها تقييما؛ لكن هذه وجهة نظري.فبالنسبة لي مكمن الفشل في التجارب الانتقالية الحالية والسابقة هو في المنظومة الدستورية الموريتانية.
صحراء ميديا: نريد توضيحا.
ولد امين: بالنسبة لي لن توجد ديمقراطية قابلة للحياة ومستقرة في موريتانيا مادام هناك نظام رئاسي يكرس كل الصلاحيات في يد شخص واحد ؛ لقد حان الوقت للعودة إلى دستور برلماني من غرفة واحدة مبني على انتخاب لائحة وطنية ، فالبنسبة لي هذا هو المخرج من كل الأزمات التي تعصف بالبلاد من منتصف الستينيات إلى اليوم.
صحراء ميديا : يقال إن ولد امين لماخرج من الحكومة سل قلمه على النظام وغسيله تحت إسم حسن ولد مختار هل هذا صحيح؟
ولد امين: هذا إسم أدبي فأنا أملك اليافطة الأدبية لهذا الإسم لكن ليس لتتبع عورات الناس ،أنا أكتب وجهة نظري في القضايا العامة كأديب وهذه حقيقة تاريخية ليست تهمة لأتبرأ منها وليست شرفا لأدعيه لكنها حقيقة ـ الكل يدركها ـ.
صحراء ميديا: لك كتابات في المجال السياسي كانت حادة وكانت تعري هذا النظام؟
ولد امين : لا أتصور ذلك لأن النظام عار تماما ولا أحتاج لتعرية أشيا مكشوفة وواضحة.
فأنا أكتب وجهة نظري في الأحداث السياسية بين الحين والآخر ككاتب ، ولاأجد في الأمر أي شيئ غريب .
صحراء ميديا: بصفتك كاتبا وروائيا كيف تقرأ الوضع السياسي في التجاذب السياسية الثلاثة الحالية المتمثلة في مبادرة مسعود، المطالبة بالرحيل، وتمسك الأغلبية بالرئيس محمد ولد عبد العزيز.
ولد امين : هذه رزمة من الأسئلة معقدة جدا، في الوضع الحالي نحن في حالة ورطة سياسية ، حالة أزمة سياسية حقيقية ،فالبلد مهدد بالتفكك في أي لحظة على غرار ما يحدث في الدول الإفريقية ، التي نشأت ضعيفة البنية .
أما ما يتعلق بمبادرة مسعود فأنا شخصيا لم أفهمها بكل صراحة لأنه شارك في حوار انفرادي راح يرفع عقيرته بين الفينة والأخرى بأشياء غير مفهومة وحتى هو نفسه ندم على هذا الحوار وأصبح يناور بمبادرات جديدة ،لا أعرف مدى صدقية ومدى جدية هذه المبادرة .بالنسبة لأي حوار سياسي يخرج البلد يجب أن ينبني على مراجعة عميقة للمنظومة الدستورية الموريتانية فنحن لا نحتاج لغرفة مجلس الشيوخ ، ولا نحتاج لمجلس إسلامي أعلى؛ ولالمجلس اقتصدي اجتماعي ولا لوسيط الجمهورية ،هذه المؤسسات الفضفاضة؛ نحن نحتاج نظاما برلمانيا بغرفة واحدة ، تشكل حكومة مسؤولة أمامها بشكل تلقائي ، وتنتخب رئيس الجمهورية لولاية واحدة ويتكلف فيها رئيس الجمهورية بلعب دور الحكم ؛ ودور الحكم فقط. فنحن في بلد متعدد الأعراق ، والثقافات ، و الأفكار والجهات؛ ولذلك نحتاج لإطار تشاوري مستمر ، وليس لحكم فردي مركزي قومي.هذا هو لب المسألة الموريتانية.
أما المطالبة بالرحيل ففي حال الأزمة طبيعي أن أي معارضة تطالب بالرحيل، لكن المطالبة لها بإطار خارج الدستور أو خارج المنظومة القانونية تكشف وجود أزمة سياسية عميقة لأن هؤلاء على يقين بأن الوسائل الانتخابية غير مجدية لإعادة ترميم البنية السياسية الموريتانية ، ربما هذا هو السبب.
صحراء ميديا : إذا طلب منك ولد عبد العزيز الدخول معه من جديد في الحكومة مقابل تلبية بعض شروطك هل ستقبل؟
ولد امين : لا أظن أن هذا على جدول الأعمال ، وهذا النوع من الأسئلة غير وارد.
صحراء ميديا : ماهو رأيك فيما تقوله منسقية المعارضة في استهداف رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو عن طريق تسليط سيف الضرائب عليه؟
ولد امين : الأمر واضح لو كان الأمر يتعلق بالجباية ولو كانت مجحفة لالتمسنا العذر لمن يحكم في هذه المسألة ، لكن تزامن سقوط الضرائب المجحفة على الرجل ومؤسساته مع هجمة من القضاء ومن البنك المركزي توضح بشكل جلي أن هناك رغبة في استهداف محمد ولد بوعماتو الذي يقال إنه هاجر خارج موريتانيا منذ فترة نتيجة لخصومة أو خلاف مع رئيس الجمهورية وهذا الأمر ليس لي عليه تعليق وإن كان لابد من التعليق فأقول "اتق شر من أحسنت إليه" .
صحراء ميديا : معالي الوزير أنت كشاب سياسي وكمثقف هل ترى أن الجيش مازال يمسك بخيوط اللعبة السياسية في موريتانيا؟ وهل سيتخلى عنها قريبا في نظرك "
ولد امين : من الواضح أن الجيش منذ سنة 1978 يحكم موريتانيا بشكل متواصل باستثناء الفترة القصيرة التي أظهر فيها واجهة مدنية ـ فترة سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ـ والأمر واضح ، لكن الجيش مبني على فكرة الطاعة العسكرية فبالنسبة له من يقود المؤسسة الرئاسية هومن يقود الجيش وبالتالي هو من يقود البلاد ، هذا مع أن الوضع السياسي الراهن يتطلب إيجاد إطار ديمقراطي حقيقي وتشاوري مستمر، وهو ما سبق وتحدثت عنه في ضرورة إيجاد نظام برلماني هذا هو الحل.
حوار: محمد ولد العاقل

 

SOURCE : www.saharamedias.net


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة