سيدي ولد الكوري قيادي معارض: من السخرية الحديث عن الانتخابات قبل رحيل النظام    
22/02/2013

اعتبر الأمين العام لحزب التناوب الوطني الديمقراطي (إيناد)، سيدي ولد الكوري أن الحديث عن انتخابات في الأمد المنظور "فيه نوع من السخرية"، مبرراً ذلك بأن الظروف غير ملائمة لتنظيم هذه الانتخابات.
وأشار ولد الكوري في مقابلة مع إذاعة صحراء ميديا إلى أهمية "إجراء تشاور بين جميع الأطراف السياسية بعد رحيل النظام" قبل الشروع في أي انتخابات تكون "شفافة وحرة ونزيهة مجمع عليها"، وفق تعبيره.

نص المقابلة:



صحراء ميديا: أين يقع حزبكم في منسقية المعارضة بوصفكم حزبا ناشئا مع أحزاب سبقتكم بسنين؟

سيدي ولد الكوري: حزب الاتحاد للتناوب الديمقراطي هو أحد الأحزاب المكونة لمنسقية المعارضة وهو من الأحزاب التي ناضلت في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية ضد الانقلاب الذي أطاح بالنظام المدني للرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله، هذا الحزب فعلا هو حزب حديث النشأة ولكنه حزب لديه نضالات كبيرة ويوجد في منسقية المعارضة وله الكثير من المقرات في الداخل ولديه حضوره السياسي والإعلامي.

صحراء ميديا: كيف تستطيعون كحزب المزاوجة بين العمل السياسي من خلال توليك شخصياً لإدارة الحزب وغياب الرئيس عبد القدوس ولد اعبيدنا، أليس غياب هذا الرجل المؤسس للحزب له تأثيرات على موقع حزبكم السياسي؟

ولد الكوري: نحن على اتصال دائم بالرئيس عبد القدوس ولد اعبيدنا نلتقي في جميع المواضيع المطروحة ونتبادل الآراء.
الرئيس عبد القدوس يوجد منذ فترة في فرنسا فعلا، لكنه حاضر معنا دائما حول مجمل القضايا المطروحة التي نستشيره فيها والتي نناقشها معا، وغيابه لا يؤثر فنحن حزب ديمقراطي ولسنا من أحزاب الأشخاص، هذا الحزب مهما غاب الرئيس أو أي شخص آخر فذلك لا يؤثر على عملية وديناميكية الحزب.

صحراء ميديا: أنتم كحزب ومكون من مكونات المنسقية، يرى الكثير من المراقبين أن المنسقية أصبحت تعتمد شعارات ومهرجانات محل انتقاد بعض المتابعين، ما هي الآلية والإستراتجية التي ستتبعون في العمل السياسي المقبل على الرغم من أنكم رفعتم سقف المطالب إلى رحيل النظام ؟

ولد الكوري: المطالب التي لدى المنسقية حول رحيل هذا النظام ليست استنساخا كما يظن البعض أو استيرادا لشعار الرحيل، لكنها أمور أملتها الوضعية الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، وهي نتيجة لتراكم الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
من المعروف أن هذا النظام وصل إلى الحكم عن طريق انقلاب عسكري، بعد ذلك قام بتدجين الإعلام العمومي وقام بتزوير الانتخابات، وهو يمارس الظلم على جميع أشكاله؛ لذلك فالمنسقية اليوم تطالب برحيل هذا النظام.
أما فيما يتعلق بالإستراتيجية القادمة فالمنسقية اليوم عاكفة على دراسة الإصلاحات الدستورية التي ستقدمها وعاكفة كذلك على دراسة المرحلة الانتقالية بتواريخها والبرامج الحكومية التي ستقدمها كبدائل قادمة بإذن الله.
صحراء ميديا: يرى الكثيرون أنكم أخطأتم عندما رفعتم سقف المطالب إلى شعار الرحيل، ألا ترون أن هذا المطلب هو بمثابة انتحار سياسي قبل أن يكون مطلبا لكم كأحزاب سياسية؛ وهو مطلب سياسي أكثر مما هو واقعي؟
ولد الكوري: لا أعتقد أن رفع شعار الرحيل يعتبر خطأ، فالنظام حاول مرارا وتكرارا إقصاء المنسقية وكانت آخر محاولة له لذلك هي إقصاءها في حوار الأخير الذي قام به مع بعض الأحزاب السياسية المعارضة الأخرى.
النظام أغلق باب الحوار وتنكر لاتفاق دكار وتنكر لجميع المعاهدات التي تم توقيعها معه، لذلك لم يكن من بد أمام منسقية المعارضة والقوى المشكلة لها من مطالبة هذا النظام الذي خان الأمانة بالرحيل فورا عن السلطة.

صحراء ميديا: المتتبعون للشأن السياسي في البلد يرون أن حزبكم في الآونة الأخيرة شهد انسحابات كان آخرها انسحاب أحمد ولد خطري.. كيف ترد؟

ولد الكوري: كما أسلفت في المقدمة حزب التناوب الديمقراطي هو كيان سياسي له استراتيجيته وأهدافه، وهذا الحزب ليس قائما على شخص بعينه، فما يوجد بينه وبين الأعضاء هو مجرد عقد يمكن أن يفسخ ولا يعني ذلك أن يكون نهاية تشكيلة سياسية بأكملها، فالأحزاب يجب أن تعرف بأفكارها وبرامجها ونضالها لا بالأشخاص.
أحمد ولد خطري الذي أحترمه جدا استقال من الحزب نظرا لتواجده شبه الدائم خارج الوطن، وعبر عن ذلك في استقالته بأنه يحول دون ممارسته لأي نشاط سياسي، ونحن نحترم له ذلك ونقدره له ونتمنى له التوفيق والنجاح، فأحمد ولد خطري هو شخص متميز ولا نستطيع أن ننكر الجهود التي بذلها داخل الحزب.

صحراء ميديا: هنالك حديث عن انتخابات قد تكون في الربع الأخير من السنة إذا وافقت المنسقية على الدخول فيها، أنتم كحزب ما هي الآلية التي ستدخلون بها الانتخابات وهل أنتم واثقون من حصد مقاعد نيابية وبلدية؟

ولد الكوري: أولا هذه الانتخابات التي يتم الحديث عنها في لقاءات صحفية والتي يتحدث عنها الطرف الآخر في الوقت في الراهن نحن لا نرى أنه سيمكن تنظيمها في الأمد المنظور على الأقل.
كما أسلفت ولد عبد العزيز وصل إلى السلطة عن طريق انقلاب بعد ذلك انفرد بالسلطة، استبد برأيه ودجن الإعلام، تحكم في ثروة البلاد وفي إعلامها الرسمي وسخر ذلك في الانتخابات الرئاسية؛ بعد ذلك انتهت المأموريات القانونية التي كانت ممنوحة للبرلمان ونحن اليوم في أزمة قانونية كبيرة، ماذا زاد النظام على ذلك هو استحداث وكالة للسجل السكاني لا يعرف الآن أين وصل التسجيل فيها، مع أن الشخص الذي تم تعيينه عليها هو شخص مقرب من الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
أنا أرى أنه من السخرية أن يتم الحديث في هذه الظروف عن أية انتخابات قادمة، ونحن كحزب إذا تغيرت الظروف الحالية وتوفرت الظروف المناسبة لانتخابات شفافة وحرة ونزيهة مجمع عليها بعد تشاور جميع الأطياف السياسية وبعد رحيل هذا النظام بالتأكيد سنشارك.

صحراء ميديا: بالنظر إلى الجدل حول قضية رجال الأعمال الذين يرى البعض أن سيف الضرائب مسلط عليهم؛ أنتم في حزب التناوب الديمقراطي هل تعتقدون أن هذا يمكن أن ينالكم بالنظر إلى أن رئيس حزبكم رجل أعمال ومعارض؟

ولد الكوري: أنا أعتقد أنه ليس هنالك أي أحد بمنأى عن ظلم النظام، لأنه مارس الظلم الاجتماعي على الفقراء، فنحن شهدنا بعد تخطيط "الكزرة" آلاف السكان أصبحوا على أطراف العاصمة، هذا إضافة إلى الظلم السياسي من خلال إقصاء الأطراف السياسية.
يوجد أيضاً ظلم اقتصادي، ففي كل دولة وفي أي حكم يجب أن يكون هنالك اقتصاد مبني على قطاع خاص وآخر عام؛ القطاع العام حوله ولد عبد العزيز إلى قطاع يتحكم فيه بالثروة وهو الذي يملك مفاتيحها، أما القطاع الخاص فقد مورس عليه الكثير من الظلم سواء بالضرائب المجحفة التي فرضت على بعض رجال الأعمال أو بإقصائهم من الصفقات التي يمنحها لمقربين منه، ولا أظن أن أي إنسان بمنأى عن هذا الظلم بما فيه رئيس الحزب.

SOURCE : www.saharamedias.net


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة