ولد السمان: العملية العسكرية ضد القاعدة حملت عبرا كثيرة.. والحوار أثب فشله   
01/08/2010

الخديم ولد السمان، أو "أبو بكر السباعي" كما يلقبه زملاؤه، يعرف بأنه أمير ومؤسس "تنظيم أنصار الله المرابطون في بلاد شنقيط"، وذلك بتكليف من أمير الصحراء السابق "خالد أبو العباس"، اعتقل سنة 2008 بعد مطاردات مثيرة مع قوات الأمن، وتزعم مجموعة السجناء المناوئة للحوار خلال الأشهر الماضية.



حاورته "وكالة نواكشوط للأنباء" حول العملية الأخيرة للجيش الموريتاني التي قتل فيها عدد من عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغبر الإسلامي، والاتهامات التي توجه لتنظيم القاعدة في الصحراء الكبرى بالتنسيق مع مهربي المخدرات وحمايتهم، والعمليات التي نفذها التنظيم ضد الجيش الموريتاني خلال السنوات الماضية.

ونا: كيف تنظرون إلى العملية الأخيرة التي نفذها الجيش الموريتاني بمساعدة فرنسية ضد معسكر لتنظيم القاعدة وقتل فيها عدد من أعضاء التنظيم؟
الخديم: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، بالنسبة للمواجهة الأخيرة التي تحدثتم عنها فإن فيها عبرا كثيرة جدا جدا، ينبغي الوقوف عندها حتى يتضح لنا الحق وأهله، من الباطل وأهله، وقبل التعليق على هذه المواجهة التي وقعت بين الصليبين وأذنابهم من الموريتانيين، لدى سؤال أود أن أوجهه إلى كافة علماء البلد، وخصوصا الذين جاؤوا للحوار وصد الشباب عن قتال المرتدين، أقول لهم وبالله نتأيد، نحن كما تصفوننا أناس مغرر بنا وجهال، وينبغي أن نسأل أهل العلم حتى نكون على بينة من أمرنا، لذا نسألكم ما هو الحكم الشرعي في حكومة تدعي الإسلام ومع هذا ترسل أبناء البلد من جيشها لقتال أناس لا أصفهم لكم بالمجاهدين، وإنما أصفهم بالمسلمين، لأنها صفة نتفق عليها معكم، فهذا الجيش جاء مع الفرنسيين الصليبيين الحاقدين يقاتل معهم المنكب بالمنكب والساق بالساق، يقاتل طائفة مسلمة، فهل تولى الكفار وموالاتهم ناقض من نواقض الإسلام، وإذا كان الجواب نعم، فهل هذا يعد مولاة للكفار وتوليا لهم، فإذا قلتم نعم حكمتم على القوم بالردة كما هو حالنا، وعليكم أن تعدوا العدة وتودعوا أهلكم وتتهيئوا للسجن معنا هنا، وإذا كان الجواب لا، فمنا هي المولاة إذن إن لم تكن هذه موالاة.
كما أود بادئ ذي بدأ أن أعزي أسرة الشهيد البطل الهزبر المغوار عبد القادر ولد احمدناه، وأهنئ تلك الوالدة العظيمة رمانة بنت عبيد، كما أحيي أبا الشهيد الفاضل أحمد ولد احمدناه، وأقول لهم هنئا لكم هذا النور الساطع الذي دخل بيتكم ليساهم في إضاءة الدرب للمسلمين، كما أقول لهم صبرا فإن موعدكم الجنة، وأهنئ أخانا الطالب ولد احمدناه، وسائر القبيلة وعائلة أهل احمدناه خصوصا.
وأقول هنا إنه مما يدل على جرم هذه الحكومة وردتها، منعها تسليم جثث الشهداء إلى ذويهم، وأقول لعصابة الردة في هذا البلد وليسمع كلامي أهل الفقيد الشهيد، والله الذي لا إله إلا هو لن تذهب دماء شهدائنا الأبرار الأتقياء الأخيار هدرا، فإن وراءه رجالا شمروا عن سواعدهم لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى والانتصار للمظلومين.
كما أقول للكفرة الصليبيين من الفرنسيين وغيرهم وعبدة الصليبيين واليهود، والله لن يهنأ لنا بال حتى نروي الأرض من دمائكم فنشرد بكم من خلفكم، أو تدخلوا الإسلام، أو تعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون.
وأعجب كل العجب أنه إذا قتل عبدة الصليب أبناءنا لا نحرك ساكنا، وعندما يقتل المجاهدون كلبا من كلابهم تقوم الدنيا ولا تقعد، وفي هذه المعركة العظيمة أظهر الله تأييده للمجاهدين، فحسب اعترافات العدو فقد كان الجيش الموريتاني بالمئات ومعهم العشرات من الفرنسيين في مواجهة عشرة من الإخوة، وهذه هي المشاركة الميدانية الثانية للفرنسيين جنبا إلى جنب مع قوات هذا البلد العميلة، في قتال المجاهدين، بعد عملية تفرغ زين "بدر نواكشوط".

ونا: تصفون أنفسكم بالمجاهدين، والحكومات في المنطقة تؤكد أن لديها الأدلة على تورطكم في تهريب المخدرات وحماية مهربيها، كما هو حال عملية لمزرب التي نفدها الجيش الموريتاني مؤخرا وصادر فيها كميات كبيرة من المخدرات، كيف تردون؟

الخديم: هذه أيضا كذبة لا تنطلي على عاقل، فنحن نجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمته، وما قيل عنا يدخل في إطار الحملة الإعلامية الكاذبة التي تستهدف تشويه صورة المجاهدين، فكيف يعقل أن يحرس مجاهد في سبيل الله أصحاب المخدرات أو غيرهم ممن يمارس عملا محرما، فالذي يتعامل مع أهل المخدرات وغيرهم هم أساطين النظام، وكما يقال رمتني بدائها وانسلتي، وهذا من باب "عيب لحمير بادبر"، ففرعون سبقهم لهذا لقد قال "إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد"، فقد اتهم موسى بالفساد، وهو الإرهاب بلغة اليوم، وهذا ما نتهم به بالضبط في يومنا هذا.
لقد أصاب النظام الموريتاني هوس كبير بعد تعرضه لضربات المجاهدين الموجعة، فصار يختطف أبناء الدول المجاورة، فقد اختطف بعض الصحراويين من الجيش الصحراوي، ثم برأهم بعد ذلك وأطلق سراحهم، واختطف بعض الماليين في أراضيهم واتهمهم بالمخدرات، وقتل البعض منهم، والآن وبعد هذه العملية يحتجز مواطنين ماليين اختطفهما من بلدهم، وهذا النوع من الهوس سببه المروق من الدين وهدر كرامة الإنسان، لكن دواءه عند المجاهدين بالضربات المتتالية والسيارات المفخخة، وهنا في هذا المقام أذكر علماء الحوار بما قلته لهم عندما قالوا إن الذين وقعوا سيفرج عنهم بعد أسبوع على الأكثر، وقد تحدث بعضهم في وسائل الإعلام بذلك، ويومها قتل لهم إن آيات المنافق ثلاث، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان، وقلت لهم أيضا إن مآل الحوار إلى الفشل، فهو حلقة من حلقات محاربة هذا الدين، وقد أردفوا الحوار بأحكام قاسية ظالمة على أناس لم يقترفوا أي شيء.

ونا: لكن الجيش الموريتاني نفذ عمليته استباقا لهجوم كانت القاعدة تحضرله ضده، كما صرح بذلك مسؤولون حكوميون؟
الخديم: هذه فرية وكذبة لا تنطلي على من له مسكة من عقل، فالصليبيون اعترفوا بأنفسهم أنهم جاؤوا يقاتلون مع الموريتانيين لتحرير كافر أخذ في بلد غير هذا البلد، والفضيحة منشورة ومعلومة.

ونا: ومع ذلك ألا يكفي الجيش الموريتاني تبريرا أنه قام بالعملية ثأرا من تنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات سابقة ضده وقتل منه العشرات في عمق الأراضي الموريتانية؟
الخديم: على مر العصور لم يعرف الجيش الموريتاني ولا الحكومة الموريتانية الثأر إلا من موانيها عندما يعترضون على سياسة معينة، ووضعية معيشية سيئة، ثم لماذا لم يثأروا إلا بعد خطف هذا الكافر ويأتون بفرنسا، ثم إن البادئ أظلم فالذي بدأ بحرب المجاهدين واعتقالهم واعتقال الدعاة والموحدين والزج بهم في السجون، وعمليات التمشيط في تلك المنطقة بحثا عنهم، هو الجيش الموريتاني.

ونا: ما ذا عن أوضاعكم داخل السجن الآن؟
الخديم: قبل الحديث عن هذا الموضوع أود أن أوجه نداء إلى كل جندي من جيش هذا النظام بأن عليكم أن تتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى وتتحدوا مع المجاهدين في خندق واحد، لإقامة دولة الإسلام التي يحكم فيها شرع الله، فما ذا تنتظرون بعد أن صرتم تقاتلون مع الفرنسيين المنكب بالمنكب والساق بالساق، فهل هذه علامة صدق منهجكم، أم أنها علامة على أنكم تسيرون في طريق مرضاة الصليبيين وسخط الله سبحانه وتعالى، فالله يقول جل من قائل "وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ"، وأنصح أهلكم وأمهاتكم بأن لا يتركوكم تلجون أتون معركة خاسرة سلفا، وتؤدي إلى سخط الله سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}
أما بالنسبة لوضعية السجن، فهي سيئة، فالآن تجري مياه الصرف الصحي بين القواطع بروائحها النتنة، والمرضى يمنعون من العلاج رغم تلبس بعضهم بأمراض مزمنة، وما زلنا نواصل إضرابنا عن الزيارة، فلم يكتفوا بمنع المنقبات، وإنما جعلوا أقفاصا تحول بين الأم وولدها والابن ووالده، كل هذا تم بعد مجيء القيادة الجديدة للسجن، ولكن نقول لهم لا ضيرا فظلمكم وعادتكم في ظلمنا توضح الصورة أكثر لمن لم تكن جلية لديه، والأيام دول وبالله التوفيق.

 


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة