باتريك هيكاي، رئيس تازيازت موريتانيا : تخفيض عدد العمال هو قرار اقتصادي ...(نص المقابلة)   
23/12/2013

قامت اليوم شركة كينروس، وهي من أكبر المشغلين في موريتانيا من خلال شركة تازيازت ، بوضع اللمسات الأخيرة على إجراء دام زهاء الشهريْن والمتعلق بتقليص عمالها في البلد.



إن هذا الشركة ليست الوحيدة في اتخاذ قرار فوري يهدف إلى تقليص النفقات ضمن اقتصاد سوق يعاني مصاعب. إن شركات الذهب الأخرى عبر العالم أقدمت على اتخاذ إجراءات حاسمة بتقليص أعداد عمالها قصد تحجيم النفقات حفاظا على السيولة.

وقد تحدث لنا باتريك هيكي رئيس شركة تازيازت عن تسريح العمال في موريتانيا:


قامت شركة تازيازت اليوم بتسريح 272 عاملا على مستوى تازيازت و21 عاملا في مكاتب نواكشوط، هل كان ذلك ضروريا؟

إن القرارات المتعلقة بتسريح العمال ليست بالبسيطة ولا تتخذ إلا في حالات الضرورة، كما أنها ليست خاصة بكينروس أو تازيازت. خلال الاثني عشر شهرا الماضية انخفض سعر الذهب بنسبة 30%، وعليه أصبح لزاما على الشركات العاملة في قطاع صناعات الذهب أن تتخذ قرارات صعبة، ويتعيّن علينا جميعا أن نتخذ كل التدابير اللازمة والتي من شأنها تمكيننا من مواصلة العمل في مناجمنا على مدى السنوات القادمة.

لقد بدأت كينروس في شهر يوليو الماضي مراجعة شاملة لنشاطها لمواجهة تدني أسعار الذهب، وبناء على ذلك اعتمدت أسلوب تقليص النفقات حيث خصمت مائتي مليون دولار من مخصصات الإنفاق خلال سنة 2013، كما قلصت المخصصات المتعلقة ببرامج التنقيب.

وقد قامت كذلك بدمج وحداتها العاملة في شمال وجنوب أمريكا، في حين تم تقليص أعداد العمال في الشركة.

واليوم يشمل تقليص العمالة هذا غرب إفريقيا بما في ذلك مكاتبنا الجهوية في لاس بالماس، ومنجم تازيازت، ومكتب نواكشوط، على النحو الذي تم الإعلان عنه اليوم.

إن الضغط الذي يواجهه قطاع مناجم الذهب جعل نفقات تازيازت تفوق مداخيلها بكثير.

وفي نفس الوقت، كادت المنشآت المتعلقة بالبنى التحتية تكتمل، وقد اتخذت الشركة قرارا بتأجيل توسعة المصنع إلى أفق 2015.

وتبعا لذلك، فإن مستوى الأنشطة، وبالتالي احتياجات عمل الشركة، قد تقلص بشكل ملحوظ حيث لم تعد بحاجة إلى أعداد العمال التي كانت تحتاجها في السابق.

واعتبارا للعوامل السالفة الذكر، أضحى لزاما على كينروس وتازيازت أن تتخذ قرارا يوائم بين أعداد العمال وواقع الاحتياجات الجديدة.

والأهم من كل ذلك أن عملنا في موريتانيا لا بد وأن يبقى ذا جدوائية على المدى الطويل.


هل ستستبدلون العمال الموريتانيين المسرحين بعمال من دول أخري ؟

بالتأكيد لا. إنما الأمر يعني هنا تخفيض عدد العمال ليتناسب مع حجم العمل الذي ينبغي القيام به. أجل، لقد قامت كينروس بتقليص عدد عمالها عبر العالم و من ضمنهم 10 بالمئة في لا سبالماس بإسبانيا حيث توجد المكاتب الإقليمية لكينروس إفريقيا.

إن كينروس لا تجلب عمالا أجانب إلي موريتانيا ليحلوا محل العمال الموريتانيين المسرحين في مراكز العمل التي تم الإستغناء عنها كما أنها لا تنوي إكتتاب عمال داخل البلد ليشغلوا مراكز العمل ذاتها.

لقد تم إلغاء مراكز العمل المذكورة حسب الحاجة. إن تقليص القوي العاملة قرار إقتصادي تم إتخاذه علي أساس مستوي النشاط الحالي في منجم تازيازت ونظرا لتأجيل القرار المتعلق بالتوسعة إلي غاية سنة 2015 علي أقل تقدير و كذا علي تدني سعر الذهب.


كيف تم تحديد المسرّحين؟

لقد اعتمدت القرارات المتخذة على واقع الأنشطة في جميع القطاعات، وجرى انتقاء العمال على أساس طبيعة نشاطهم وما إذا كان العمل الذي يقومون به ضروريا لنشاط المنجم في الوقت الحالي.

وفي هذا الإطار، كان بودنا أن نبقي العمال المواطنين ذوي القدرات الممتازة بمنأى عن هذا التقليص.

إن شركة تازيازت ما فتئت تعمل مع قطاع الشغل وكذلك مع القطاعات الحكومية الأخرى من أجل أن يكون هذا الإجراء عادلا وشفافا.

أجل، إن تقليص فرص العمل يجعل البعض يفقد وظيفته، ولا يسعني إلا أن أكرر أن هذا القرار لم يُتخذ ببساطة. إننا ممتنون للعمال بما أسدوْه من خدمات جليلة وبتفانيهم في العمل، ونتمنى لهم الأفضل.


ما هو تأثير تسريح العمال المحليين على أنشطة كينروس في موريتانيا؟

لقد نجم تسريح العمال هذه السنة عن عامليْن هما:

العامل الأول: انتهاء الأعمال في البنى التحتية هذه السنة،

العامل الثاني: تأجيل توسعة المصنع إلى عام 2015.

ولا يؤثر هذا التسريح على الأنشطة والإنتاج القائم.

وستواصل تازيازت إنتاج الذهب في المنجم الحالي وفي مرافق المعالجة الأخرى.

إن تازيازت تتوقع أن تنهي دراسة الجدوائية الخاصة بتوسعة المنجم خلال الفصل الأول من سنة 2014.

ومع ذلك، فأيا كانت نتائج هذه الدراسة، لن تتخذ الشركة قرارا بشأن التوسعة قبل 2015.

ويرجع تأجيل اتخاذ هذا القرار إلى تدني أسعار الذهب والسعي إلى الحفاظ على السيولة خلال سنة 2014.

وفي نفس الوقت، ستواصل الشركة الحفر في أماكن ذات أولوية خارج نطاق المنجم. وتظهر المؤشرات المتحصّل عليها نتائج إيجابية إلى حد الساعة.

إن موريتانيا بلد مهم بالنسبة لكينروس:

ـ فشركة تازيازت إحدى أكبر الشركات، كما أنها أهم مشغل في البلد، وقد استمثرنا بوفرة في تازيازت واكتشفنا ثروة ذهبية معتبرة، ونعتقد أن المنجم والمناطق المصاقبة له تحوي إمكانيات هامة على المدى الطويل.

وفضلا عن هذا الاستثمار، فإن نشاطنا المنجمي جسّد إضافة اقتصادية ملحوظة للعمال وللخصوصيين المحليين، وكذا للحكومة. فمنذ 2010 وحتى اليوم دفعت تازيازت لعمالها قرابة 120 مليون دولار كتعويضات وأجور، ووفرت 3300 فرصة عمل، كما دفعت 750 مليون دولار للمقاولين في موريتانيا، وحوالي 175 مليون دولار على شكل ضرائب وإتاوات للحكومة.

وعلاوة على ذلك، بلغ إجمالي استثمارات الشركة 2.3 مليار دولار. وقد تجاوزت هذه الاستثمارات المنجم بحد ذاته لتغطي التزاماتنا تجاه الساكنة التي وصلت نفقات الشركة لصالحها إلى أزيد من 12 مليون دولار. وتعتزم الشركة مواصلة دعمها للمبادرت الجمعوية في العديد من المجالات بما في ذلك المشاريع المحلية الخاصة بالتكوين الهادف إلى خلق أنشطة مدرّة للدخل وتحسين الظروف المعيشية بشكل مستديم.


هل يُترقب حدوث تسريح في المستقبل؟

لا يمكن أن نتوقع ما سيحدث في المستقبل، وكأي شركة علينا أن نظل مرنين للتكيف مع حقائق سوق متقلبة. ويبدو المستقبل حرجا بالنسبة لقطاع الذهب، وكل المؤشرات تدل على أن الضغط قد لا يخف على المدى المنظور، مما يحتم على الشركات مواصلة اتخاذ قرارات صعبة. أما على المدى البعيد، فستبقى كينروس مصممة على تنمية أعمالها بموريتانيا بشكل مستديم.

أجرى المقابلة: خليلو دياغانا ل كريدم


TAWARY


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة