انطلقت اليوم الخميس في نواكشوط، أشغال ملتقى نظمته وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة" الفاو" حول تقييم نتائج وحصيلة المشروع الاستعجالي للدعم الفني لمكافحة السوسة الحمراء للنخيل في واحات موريتانيا وهو المشروع الذي أوشك على نهايته . وأوضح الأمين العام
لوزارة الزراعة السيد أحمدو ولد أبوه لدى افتتاحه اعمال الملتقى أن الحكومة وبتوجيهات سامية من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي يولي أولوية قصوى للامن الغذائي ومكافحة الفقر وخاصة في الوسط الريفي ، بذلت جهودا كبيرة في مواجهة آفة السوسة الحمراء للنخيل التي ظهرت نهاية عام 2015 في منطقة واحاتية وسط البلاد. واستعرض الجهود التي قيم بها من أجل التصدي للآفة والتي مكنت من القضاء عليها في أشهر وبخسائر محدودة ،مشيرا الى المكانة التي تحتلها زراعة النخيل في توفير الامن الغذائي لمجموعات كبيرة من سكان الارياف كمصدر رزق وغذاء وكذلك لكونها موروثا حضاريا بالنسبة لهم . وبين الامين العام ان تعداد النخيل في بلادنا يقدر بحوالي مليونين وستمائة نخلة موزعة على 218 واحة تغطي مساحة 19000 هكتارا تمارس فيها زراعات تحتية عديدة كالخضروات والقمح والشعير. وأبرز أن زراعة النخيل حظيت باهتمام خاص من قبل السلطات العمومية من خلال اعتماد وتنفيذ برنامج متكامل في المناطق الواحاتية يهدف الى خلق بيئة ملائمة لتنميتها والمحافظة عليها عن طريق انشاء مختبرين أحدهما يهتم بانتاج الفسائل عن طريق زراعة الانسجة والاخر لمكافحة أمراض وآفات النخيل. وقال إن التجربة الموريتانية الناجحة في مجال مكافحة سوسة النخيل الحمراء نالت اعجاب وتقديرالعديد من الخبراء الدوليين الذين زاروا المناطق الموبوءة وذلك بفضل اعتماد خطة متكاملة للتصدي لهذه الآفة الفتاكة فور ظهورها في نهاية شهر دجمبر 2015 والمنهجية التشاركية المتبعة في تنفيذها باشراك جميع المتدخلين وخاصة ملاك النخيل. واشار ممثل منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة في بلادنا الدكتور أتمان مرافيلي، الى ان الحصول على النتائج الطيبة لهذا المشروع تم بفضل الدعم اللامشروط للحكومة الموريتانية والارادة القوية لوزارة الزراعة وكذا اشراك كل المنتجين الواحاتيين في عملية مكافحة الآفة . وثمن التعاون القائم بين هيئته والجهات المعنية المختصة والذي مكن من الحصول على النتائج الايجابية على درب مراقبة السوسة الحمراء للنخيل في موريتانيا،مبينا أن هذه النتائج تم ابرازها من قبل المدير العام لمنظمة الفاو خلال الاستشارة العلمية والاجتماع رفيع المستوى المنعقد بروما نهاية مارس الماضي،حيث هنأت الجمعية الوفد الموريتاني وطالبت بتقاسم التجربة. وبدوره أشاد السيد محمد ولد بيها، باسم مزارعي واحات تجكجة بنتائج الجهود المبذولة من قبل السلطات العمومية والادارة المحلية بدعم من منظمة الفاو للقضاء على السوسة الحمراء في واحات تجكجة عبر تعبئة وتحسيس الساكنة والمزارعين بالتحلي باليقظة،مضيفا أن الاستكشاف المبكر للآفة ساهم هو الاخر في عدم انتشارها والقضاء عليها. وتجدر الاشارة الى ان المشروع الاستعجالي للدعم الفني لمكافحة السوسة الحمراء للنخيل انطلق في شهر مارس 2016 لمواكبة جهود الدولة للقضاء على سوسة النخيل الحمراء التي ظهرت أواخر سنة 2015 في منطقة "الواسطة" بمقاطعة تجكجة بولاية تغانت . وفي تصريح للوكالة الموريتانية للانباء، نبه المدير المساعد لحماية النباتات بوزارة الزراعة السيد يحي ولد سيدي لمين الى أن هذا المشروع قام بدعم القدرات الفنية واللوجيستيكية للجهات المعنية عبر توفير المعدات والمبيدات المستخدمة في مكافحة السوسة الحمراء . وقال انه تم وضع ترتيبات فعالة للقضاء على الآفة عن طريق فريق استكشاف يومي للكشف عن النخيل المصاب ووضع شبكة مصائد لاصطياد الحشرات والقيام بحملات مكافحة كيماوية وقائية للنخيل على امتداد وادي تجكجة الى جانب دعم القدرات الفنية للكادر البشري لوزارة الزراعة عن طريق زيارات تبادل الخبرات في الخارج للاستفادة من خبرات الدول الاخرى . وبين أن حصيلة عمل المشروع تتلخص في القضاء على 104 نخلة مصابة منها 102 سنة 2016 واصطياد 88 حشرة في نفس السنة حيث لم يتم اصطياد أي حشرة بعد ذلك مما يدل على نجاعة التجربة الموريتانية في هذا المجال مضيفا أن ثمة جهود يجب أن تستمر لضمان التأكد من خلو واحات النخيل الموريتانية من هذه الآفة. وجرى حفل افتتاح الملتقى بحضور الامينة العامة لوزارة البيطرة وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الزراعة .
AMI
|