اختتام المؤتمر الدولي حول علماء السنة ودورهم في مكافحة الإرهاب والتطرف    
25/03/2016

اشرف الوزير الأول السيد يحيى ولد حدمين مساء اليوم الخميس بقصر المؤتمرات في نواكشوط على فعاليات اختتام أشغال المؤتمر الدولي حول علماء السنة ودورهم في مكافحة الإرهاب والتطرف الذي احتضنته العاصمة نواكشوط على مدار يومين.



 وأشاد المشاركون في المؤتمر بعظم مكانة أهل السنة والجماعة وعلو مقامهم في الإسلام فهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وامتازوا بسلامة المسلك ووضوحه ونقاء العقيدة المستمدة من الكتاب والسنة وفق فهم سلف الأمة.
وأكدوا على ضرورة التزام هذه العقيدة الصحيحة من قبل المسلمين ظاهرا وباطنا وأنها النجاة من فتن الشبهات والشهوات لا سيما في هذا العصر الذي عم فيه الجهل والفساد وطغى فيه البغي والعدوان منبهين إلى أن منهج أهل السنة والجماعة هو منهج الحق والصواب وهو المنهج الوسطي الذي ليس فيه تفريط ولا إفراط وبالسير وفقه يسود في المجتمع الأمن والأمان.
وأوضح الوزير الأول أن المشاركين في المؤتمر من علماء ومفكرين بينوا ببالغ الحكمة وساطع البرهان معالم النهج القويم الذي على الأمة أن لاَ تحيد عنه باعتبار العاصم لها من مزالق الهوى والانحراف والفتاوى المغلوطة وما ينجم عنها من تضييق للآفاق وبث لبذور الفتنة والصراع.
وأكد خلال اختتامه للمؤتمر على أن التوصيات الهامة التي تمخض عنها، ستنال كامل العناية وبالغ الاهتمام، لتطابقها مع المقاربة التي اعتمدتها موريتانيا في مواجهة التطرف العنيف.

وفيما يلي النص الكامل لخطاب الوزير الأول:

 " بسم الله الرحمن الرحيم
 وصلى الله على نبي الرحمة المهداة للعالمين
 معالي السيد الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي
 معالي الشيخ العلامة عبد الله بن بيه، رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد السادة الوزراء
 السادة المنتخبون
 أصحاب السعادة رؤساء البعثات الديبلوماسية والهيئات الدولية
 أصحاب الفضيلة العلماء والأئمة
 السادة والسيدات المدعوون الكرام،

 إن المؤتمر الذي يسعدني اليوم أن أشرف على اختتامه، حول دور علماء السنة في مكافحة الإرهاب والتطرف، يشكل علامة مضيئة على درب توطيد ِوترسيخ القيم الخالدة لمحجتنا البيضاء الناصعة وبيانِ ما تقوم عليه من مبادئِ السلام والمحبة والتسحام
 ومن المعلوم أن مرامي هذا المؤتمر تدخل في صميم النهج الإصلاحي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي ينطلق من التمسك بالعروة الوثقى للإسلام دين الوسطية والاعتدال في الفكر والممارسة، دين تكريم الإنسان ومراعاة المصلحة العامة.
ولهذا الغرض يأتي في صدارة توجيهاته وتعليماته السامية التشديد على توفير شروط ترقية وحمايةالحريات، وتثبيت الأمن والاستقرار، وإقامة العدل بين الناس، وشن حرب لا هوادة فيها على روافد التطرف الأساسية مثل الجهل والهشاشة.
وقد جسد النشاط الدائب للحكومة هذا النهجَ من خلال إطلاق العديد من المشاريع العلمية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والمبادرات التي تقدم الفكر الإسلامي الصحيح، وتنمي التضامن وتحارب التهميش والإقصاء.

أيها السادة أيتها السيدات

 اسمحوا لي أن أُسدي تهنئة خالصة لأصحاب الفضيلة العلماء والباحثين على ما قدموه من عروض ممتازة وماأفاضوا فيه من نقاشات معمقة وحوارات بناءة، وعلى ما بسطوه من أفكار وتوصيات متبصرة، خلال جلسات هذاالمؤتمر المبارك.
لقد ألقَوا كاشفا من الأضواء على حقيقة الخطابات المتعصبة وما يكتنفها من أخطاء في التأويل والتفسير، مفارقة لصحيح الإسلام ومجافية لروحه السمحة ولِمَا تؤَسس له من قيم نبيلة فاضلةتنبذ الغلو والتطرف.
وكان لهم أن بينوا ببالغ الحكمة وساطع البرهان معالم النهج القويم الذي على الأمة أن لاَ تحيد عنه لأنه وحده العاصم لها من مزالق الهوى والانحراف والفتاوى المغلوطة وماينجم عنها من تضييق للآفاق وبث لبذور الفتنة والصراع.
وإنهم بذلك إنما يضعون بين أيدي المسلمين أدوات حماية ثوابت هذا الدين، ومواجهة كل الشبه العارضة وما تثيره من التباس وتشويش على عقول وضمائر المؤمنين عامة والشباب منهم خاصة، مستغلة نقص الوعي لديهم وما يعتري حياتَهم من هشاشة.

أيها السادة أيتها السيدات

 إن التوصيات الهامة التي انتهيتم إليها اليوم، ستنال منا كامل العناية وبالغ الاهتمام، لتطابقها مع المقاربة التي اعتمدتها بلادنا.وهي المقاربة التي أثبتت بحمد الله فعاليتها في مواجهة التطرف العنيف من خلال المعالجة الفكرية لأسبابه وآثاره، وتنفيذ سياسات تنموية موجهة للقضاء على كل أسباب التفاوت والغبن، إضافة إلى التركيز على حسن تكوين وتأهيل القوات المسلحة وقوات الأمن، وتكثيف التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.
ولا شك أن تنظيم هذاالمؤتمراليوم يمثل إضافة نوعية لهذه الجهود، لذلك اسمحوا لي أن أجدد شكري لكل من ساهم في تنظيمه وإنعاشه من قريب أو من بعيد، معلنا على بركة الله اختتام أعماله ومتمنيا لضيوفنا الأفاضل عودة ميمونة إلى بلدانهم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته"

وحيا البيان الختامي للمؤتمر جهود كافة الجهات التي كان لها الأثر البالغ في نجاح هذاالمؤتمر وفي مقدمتها رابطة العالم الإسلامي وعلى رأسهاالدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ،كما أشاد البيان بالحضور المتميز والجهود المعتبرة التي قدمها العلامة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد في تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الاسلام .
وأصدر المشاركون في المؤتمر جملة من التوصيات من أهمها:
ـ التركيز في الدعوة والتعليم على نصوص الكتاب والسنة الموصلة للإجماع والمحذرة من الغلو والتحزب والافتراق.
ـ التحذير من التأويل الخاطئ والتفسير العقلاني للنصوص الشرعية ولي أعناق النصوص إلى أحكام ابعد ما تكون عن مقاصدها
 ـ دعوة العلماء والمثقفين والإعلاميين إلى تقديم رؤى وبرامج ناضجة مدعمة بالنصوص الشرعية والشواهد التاريخية
 ـ توظيف تكنولوجيا الاتصالات الحديثة با نشاء مواقع علمية إسلامية موثقة تبرز منهج أهل السنة والجماعة وترسخ ثقافة الاجتماع ولزوم الجماعة
 ـ وضع خطة استيراتيجية لمواجهة المشاريع التكفيرية المنحرفة التي تعمل على نشر الطائفية وتأجيج النزاعات
 ـ دعم جهات الإفتاء والدعوة في العالم الإسلامي بالعلماء المؤهلين الربانيين ـ تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام.
ودعاالمتحدث باسم ضيوف المؤتمر الشيخ عبد الحميد العلماء إلى التصدي للهجمات التي تحاول النيل من الإسلام وتشويه صورته عبر تقديم الفهم الصحيح والتأويل القويم.
وأضاف أن موضوع المؤتمر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك الدورالكبير الذي يمكن أن يلعبه علماء السنة في تصحيح المفاهيم المغلوطة حيال الإسلام وتقديمه في صورته الناصعة كاسلام معتدل لا إفراط فيه ولا تفريط إسلام يحترم خصوصية الآخر وانسانيته.
وأشاد بالرعاية الرسمية التي توفرت للمؤتمر من خلال إشراف رئيس الجمهورية على افتتاح فعالياته والوزير الأول على اختتامها وما لذلك من اثر بالغ في نفوس المشاركين كما حيا جهود خادم الحرمين الشريفين في إعلان تحالف دولي على الإرهاب إحياء لروح العمل الجماعي وتضييقا على مخططات الجهات الداعمة للإرهاب .*
وعبرالأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي عن اعتزازه بعقد هذا المؤتمر الهام في موريتانيا مشيرا إلى انه يشكل بداية لبرامج عملية جادة تنوي الرابطة إقامتها في إفريقيا عموما وفي دول غربها بشكل خاص.
وأكد استعداد الرابطة إلى إشراك العلماء والباحثين في وضع التصورات الكفيلة بالعمل على مكافحة الإرهاب والتطرف وتطلعها الدائم إلى الاستفادة من المخزون العلمي والفكري لكافة علماء المسلمين على اختلاف مناطق تواجدهم مشيدا في هذا الصدد بالمشاركة المميزة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد ومداخلته الهامة
 وأشاد برعاية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز الكريمة للمؤتمر الأمر الذي يؤكد حرصه الدائم على خدمة العمل الإسلامي في الداخل وسعيه الدؤوب مع الأشقاء في العالم الإسلامي إلى تحصين المجتمعات من العنف والتطرف عبر ترسيخ قيم منهج أهل السنة والجماعة.
هذا وقدم الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في ختام الحفل نسخة من المصحف الشريف للوزير الأول وكسوة الكعبة الشريفة ودرع رابطة العالم الاسلامي لوزير الشؤون الاسلامية والتعليم الاصلي والدرع التذكاري للرابطة للعلامة الشيخ عبد الله بن بيه.

























AMI


جريدة مستقلة رقم الترخيص 003 بتاريخ 19/1/2006 المقر : الحي الجامعي م 583 تلفون 00 (222) 46319207 انواكشوط ـ موريتانيا

contact@journaltahalil.com:البريد الألكتروني
تحاليل 2006-2022 جميع الحقوق محفوظة