
احتفلت مجموعة التنسيق العربية مساء أمس الأربعاء في العاصمة الأمريكية واشنطن باليوبيل الذهبي لتأسيسها، وذلك على هامش الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، في حدث جسد خمسين عاما من العمل التنموي المشترك، ودعم الاقتصادات النامية، وتمويل مشاريع التنمية المستدامة في مختلف أنحاء العالم.وتميزت فعاليات الاحتفالية بكلمة افتتاحية ألقاها رئيس البنك الإسلامي للتنمية، كما ألقى رئيس البنك الإفريقي للتنمية، الدكتور سيد ولد التاه، كلمة باسم الشركاء، بينما تم اختيار معالي وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية، السيد عبد الله ولد سليمان ولد الشيخ سيديا، متحدثا رئيسيا باسم الدول المستفيدة من التمويلات المقدمة من طرف المجموعة، تقديرا لإسهاماته في مجالات الشراكة الدولية والتنمية، ولدور موريتانيا المتنامي في برامج التمويل العربي المشترك.وعبر معالي الوزير في هذه الكلمة، عن خالص التهاني والتقدير لمجموعة التنسيق العربية بمناسبة مرور خمسين عاما من الالتزام الراسخ بدعم التنمية، وتعزيز التضامن، وبناء الشراكات عبر القارات، مؤكدا أن المجموعة تحولت إلى قوة رائدة في تمويل التنمية، وفي طليعة الجهود العالمية لمواجهة التحديات ودعم النمو الشامل والمستدام.وأوضح أن المجموعة قدمت خلال عام 2024 حوالي عشرين مليار دولار أمريكي لتمويل مشاريع في أكثر من تسعين دولة، شملت مجالات الطاقة والزراعة والبنية التحتية، مما أسهم في تعزيز الصمود وفتح آفاق النمو على المدى الطويل.وتطرق الوزير إلى تجربة موريتانيا مع المجموعة، التي تم في إطارها تنفيذ مشاريع أسهمت في تعزيز البنية التحتية، وتوسيع نطاق التعليم والصحة، وخلق فرص جديدة للشباب والنساء الذين يمثلون عماد المستقبل، مضيفا أن المجموعة تعهدت خلال الطاولة المستديرة الأخيرة في فيينا بتقديم ملياري دولار أمريكي إضافية لدعم برامج التنمية في مجالات الطاقة والمياه والنقل والتحول الرقمي حتى عام 2030.وأكد أن مسيرة المجموعة على مدى خمسة عقود تجسد ثلاثة أبعاد رئيسية للأثر المستدام الذي أحدثته؛ يتمثل أولها في قوة الشراكة التي أثبتت أن الثقة والعمل الجماعي قادران على تحويل التحديات إلى فرص، وثانيها في السعي نحو التنمية المستدامة من خلال تمويل مشاريع الأمن الغذائي والطاقة والتكيف مع التغير المناخي، وثالثها في أهمية الدور الذي تضطلع به المجموعة اليوم بتقديم نهج فريد قائم على القيم والتنسيق، يشكل جسرا للتضامن والاستقرار، ويساعد الدول النامية على مواجهة الهشاشة، والحفاظ على مكتسباتها، والمساهمة في النمو العالمي.ودعا إلى تعزيز رأس المال البشري، وتسريع التحولين الأخضر والرقمي، وتعميق التعاون جنوب–جنوب، مؤكدا أن الاحتفال باليوبيل الذهبي ليس فقط لحظة للاعتزاز بالإنجازات الماضية، بل فرصة لتجديد الالتزام الجماعي تجاه المستقبل.تجدر الإشارة إلى أن مجموعة التنسيق العربية التي تأسست عام 1975، تضم عددا من مؤسسات التمويل العربية والإسلامية، من أبرزها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والبنك الإسلامي للتنمية، وصندوق أبو ظبي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية، والصندوق السعودي للتنمية، وصندوق الأوبك للتنمية الدولية.وتشكل هذه المجموعة منصة رئيسية للتنسيق بين مؤسسات التمويل العربية، حيث بلغ إجمالي تمويلاتها خلال العقود الخمسة الماضية أكثر من 500 مليار دولار، خصصت لمشاريع تنموية في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم والصحة في أكثر من مائة دولة نامية.