tahalil-logo-ar1

وزير الزراعة: نعمل على استغلال مقدراتنا الذاتية لتأمين حاجياتنا الغذائية

أكد معالي وزير الزراعة السيد آدم بوكار سوكو أن الزراعة تشكل أهم درع للحياة وأن زيارته الحالية لولاية الحوض الشرقي تأتي تكريسا للتوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الهادفة إلى تقريب الإدارة من المواطنين في عموم البلاد.

وأضاف خلال اجتماع عقده مساء أمس السبت بدار الشباب في مدينة النعمة، عاصمة ولاية الحوض الشرقي، أن زيارته الاستطلاعية تهدف إلى إبراز الأهمية والخصوصية الزراعية لهذه الولاية التي تحتضن حوالي 40٪ من المساحات الزراعية في البلاد في النظام المطري وهو ما يبرر محورية الزراعة في برنامج فخامة رئيس الجمهورية، ودعمه غير المسبوق لهذا القطاع لكي يلعب دوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد خاصة أنه في عالم اليوم أصبح من الضروري أن يعتمد كل بلد على مقدراته الذاتية لتأمين حاجياته الغذائية.

وقال “إن عزمنا وإصرارنا على المضي قدما نحو تحقيق الأمن الغذائي خيار استراتيجي نعمل على تكريسه من خلال الحث على استغلال الأراضي الزراعية والتوجه إلى إدخال الممكننة المناسبة بشكل تدريجي في جميع العمليات الزراعية ونشر الممارسات الزراعية الجيدة، والحفاظ على مصادر المياه واستغلالها بشكل أمثل للري وتشجيع المزارعين ماديا ومعنويا لتطوير النظم الزراعية المختلفة”.

وأشار الى أنه في إطار سياسة الأبواب المفتوحة التي ينتهجها القائمون على القطاع، شكلت الورشة الوطنية الأخيرة التي انعقدت في انواكشوط بحضور كافة الفاعلين في القطاع إلى جانب الإدارات المركزية والمشاريع والمؤسسات التابعة للوزارة والشركاء الفنيين والماليين من أجل التخطيط للحملة الزراعية 2022-2023 سانحة لعرض حصيلة الحملة الماضية وتصحيح الاختلالات والخروج بتوصيات شكلت نبراسا ينير طريق القطاع من أجل نجاح جهوده على مستوى أنماط الزراعة المطرية والمروية والواحاتية والخضراوات وغيرها.

وأكد استعداد قطاعه لخلق أفضل الظروف الممكنة لتمكين مختلف الفاعلين في القطاع الزراعي من المساهمة في تحقيق هذا التوجه السيادي وخاصة في الزراعة المطرية التي تعاني من عزوف وهجرة اليد العاملة للشباب من خلال اقتناء كميات كبيرة من المعدات الزراعية الحديثة والبذور المحسنة وهو ما سيكون له الأثر الإيجابي نحو التحول الزراعي.

ودعا معالي وزير الزراعة الجميع إلى مواكبة الحملة الزراعية 2022–2023 والانخراط في المبادرة التعبوية الوطنية من أجل النهوض بالزراعة في موريتانيا ومسايرة القافلة الزراعية، كل من موقعه، لتحقيق ما نصبو إليه بهذا الخصوص.

وكان والي الحوض الشرقي السيد إسلمو ولد سيدي ألقى كلمة أكد فيها أن زيارة وزير الزراعة للولاية تتنزل ضمن حرص فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على إشراك الجميع في إنجاح الحملة الزراعية التي تتزامن هذه السنة مع بروز عدة تحديات غذائية عبر العالم مما يجعل الاعتماد على الزراعة أمر ملح، داعيا إلى الإقبال على الزراعة باستغلال كل الأراضي الصالحة لها، راجيا أن يكون المزارعون عند حسن ظن السلطات العليا في البلد.

وقد أشاد المزارعون خلال اللقاء باهتمام فخامة رئيس الجمهورية بالنهوض بالزراعة، مؤكدين أنها أنجع وسيلة لتحقيق السيادة الغذائية في البلاد مطالبين بتوفير المدخلات الزراعية والمبيدات الحشرية في الوقت المناسب وحماية المزارع من الحيوانات السائبة بواسطة السياج وتوفير آليات الحرث للتخفيف من الاعتماد على الجهد العضلي.

وفي رده على مختلف التساؤلات، بين معالي الوزير وعي الحكومة بمختلف المشاكل المطروحة أنها ماضية قدما في تذليل كل الصعاب.

وكان معالي وزير الزراعة السيد آدم بوكار سوكو تفقد قبل ذلك سد “الجملة” في بلدية بانكو بمقاطعة النعمة.

وتم تشييد هذا السد سنة 2000 من طرف مديرية الاستصلاح الريفي على مساحة 87 هكتارا لفائدة خمس قرى زراعية هشة تعتمد ساكنتها على زراعة المحاصيل الزراعية التقليدية.

وقد ظل هذا المرفق عامين بدون استغلال بسبب شح المياه، ويجري حاليا حفر حوض للتحكم في مياه الأمطار ضمن برنامج مديرية الاستصلاح الريفي لحصاد المياه من أجل زراعة الخضروات والري التكميلي وشرب المواشي، وتبلغ طاقته الاستيعابية عشرون ألف متر مكعب.

كما اطلع الوزير في سد “الجملة” على كميات من بذور الحبوب التقليدية التي وفرتها وزارة الزراعة لدعم المزارعين التقليديين إضافة إلى المحارث.

وعلى مستوى سد “المبروك” الواقع على بعد 25 كيلومترا جنوب مدينة النعمة، تعرف معالي الوزير على استعداد المزارعين وجديتهم في الإقبال على الزراعة من خلال الشروع في تهيئة التربة والحرث بواسطة المحاريث والجرارات الصغيرة التي وفرها مشروع زراعة الأعلاف في إطار توجه القطاع نحو إدخال المكننة الزراعية في شبه القطاع المطري بشكل تدريجي لتعويض النقص في اليد العاملة بسبب هجرتها نحو المدن بحثا عن العمل.

ويضم هذا السد 165 هكتارا، منها 124 هكتارا قابلة للاستغلال لفائدة 12 قرية متاخمة للمنشأة.

وقد تم توفير طن ونصف طن من بذور الحبوب التقليدية من طرف وزارة الزراعة لفائدة مزارعي سد المبروك ومزارعي الحواجز الرملية المحيطة به.

وكان معالي الوزير مرفوقا في مختلف المحطات المزورة بوالي الحوض الشرقي والسلطات الإدارية والأمنية ورئيس المجلس الجهوي لجهة الحوض الشرقي.