يشهد مشروع زراعة الأعلاف النموذجي في انبيكت لحواش، الممتد على مساحة 240 هكتارا، إقبالا متزايدا من المنمين في المنطقة بهدف شراء الأعلاف الخضراء للمواشي، وسط دعوات لتوسيع التجربة لتشمل مناطق أخرى من البلاد، فيما يعمل المشروع موازاة مع ذلك على تغطية احتياجات مزارع الألبان التابعة لمؤسسة “الموريتانية للمنتجات الحيوانية” في النعمة وتمبدغة.
وأوضح المشرف على المشروع، المهندس محمد ولد عبدي، في مقابلة مع الوكالة الموريتانية للأنباء، أن المزرعة النموذجية، تتبع لـ “الموريتانية للمنتجات الحيوانية”، وهي المؤسسة المكلفة من طرف الدولة بتطوير التنمية الحيوانية، وتهدف إلى دعم وتموين مزارع الألبان التابعة للشركة في تمبدغة والنعمة من خلال تزويدها بالأعلاف ذات التغذية المكتملة، فضلا عن كونها تعمل، كمؤسسة تجارية، على الاستثمار في مشاريع ذات مردودية عالية.
وأضاف أن من بين الأهداف الأساسية للمشروع العمل على ترسيخ ثقافة استخدام الأعلاف الخضراء، وإثبات أن الزراعات العلفية يمكن أن تنجح وتغني عن الأعلاف المستوردة.
ويمتد المشروع على مساحة 240 هكتارا وتصل المساحة المزروعة منها حاليا 120 هكتارا ويعتمد على تقنية الري المحوري بواسطة 6 محاور يغطى كل واحد منها مساحة 20 هكتارا.
وأشار مشرف المشروع إلى أن المزرعة شهدت إقبالا كبيرا من المنمين في المنطقة، خلال عام 2024 الذي شهد موجة جفاف حادة، على شراء الأعلاف الخضراء بعد أن جربوه واطلعوا على قيمته الغذائية وتأثيره الإيجابي على المواشي.
وأوضح أن المزرعة تحتوي على عدة أنواع من فصيلتي الأعلاف الأكثر شيوعا وهما البقوليات مثل الفصوليا والفصة والفول السوداني العلفي، والنجيليات وهي البانيكوم والمار ألفا ألفا.
ويتميز العلف النجيلي بدوره الكبير في تسمين المواشي في حين يعمل البقولي الغني بالفيتامينات على إدرار الحليب بفضل تركبته الغنية بالعناصر المغذية.
ويتراوح الإنتاج الموسمي من فصيلتي المار الفا والبانكوم ما بين 40 و50 طنا للهكتار الواحد، فيما يصل الإنتاج من الفصة إلى 8 أطنان للهكتار.
وكانت “الموريتانية للمنتجات الحيوانية” قد بدأت استغلال المزرعة في يناير 2024، ويتوفر المشروع حاليا على آليات صناعية مساعدة تتمثل في جرارات زراعية وآليات ضاغطة إلى جانب وحدة لإنتاج الأعلاف المركزة.
وقد أبدى عدد من المنمين تثمينهم للمشروع مطالبين بتوسيع التجربة وتعميمها.
وقال المستثمر في مجال التنيمة الحيوانية السيد جدو ولد محمد ولد الفاظل الذي التقته الوكالة الموريتانية للأنباء أثناء تواجده في المزرعة لشراء كميات من الأعلاف إنه أتى من ولاتة لاقتناء كميات من هذه الأعلاف التي دأبوا على التزود منها منذ فترة، بعد تجربتها والتأكد من فوائدها الكبيرة للمواشي.
وأضاف أن هذه الأعلاف أنقذت مواشيهم من هلاك محقق خلال فترة جفاف صعبة مرت بها خلال العام الماضي.
ودعا إلى تعميم التجربة التي وصفها بالمنقذة لتتمكن مناطق أخرى من الاستفادة منها.
تقرير: محمد المشري
