tahalil-logo-ar1

تنظيم يوم التعليم تحت شعار:” المدرسة الجمهورية مشروع للجميع وبالجميع”

أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم الأربعاء بالمركز الدولي للمؤتمرات “المرابطون” في نواكشوط، على تنظيم يوم التعليم تحت شعار:” المدرسة الجمهورية مشروع للجميع وبالجميع”.

ويأتي تنظيم هذا اليوم، الذي دعي له خريجو مدارس تكوين المعلمين والمدرسة العليا للتعليم هذه السنة، بعد اتخاذ جملة من الإجراءات الهامة التي من شأنها تعزيز أداء منظومتنا التعليمية كإقرار القانون التوجيهي للتعليم والدخول الفعلي للمدرسة الجمهورية.

ويشكل هذا اللقاء، الذي يأتي مع بداية انطلاق العام الدراسي، فرصة لاستعراض الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الثلاث الماضية، وإبراز الإجراءات التي يجب القيام بها سعيا لاكتمال الإصلاح التعليمي المنشود الذي تعتبر المدرسة الجمهورية إحدى ركائزه الأساسية.

وأوضح معالي وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، السيد براهيم فال ولد محمد الأمين، أن هذا اليوم يكتسي أَهمِيَّةً خاصَّةً، لِمَا يُتيحُ مِنْ فُرَصٍ لِتَقاسُمِ الرُّؤْيَةِ وَالتَّوَجُّهاتِ الكُبْرى، والإنْجازاتِ والآفاقِ المُسْتَقْبَلِيَّةِ الخاصَّةِ بِإِرْساءِ المدرسةِ الجُمهوريةِ، متمنيا أن يكون سنة حميدة للتبادل حول هذا المشروع الذي تعهد به فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

وأستعرض ما تم تحقيقه من إنجازات خِلالَ الْفَتْرَةِ الْمُمْتَدَّةِ مِنْ شَهْرِ أَغُشْت 2019 إلى الآن، مبينا أن هذه الإنجازات شملت تَوْسيعِ الوُلوجِ وَرَفْعِ الطاقةِ الاسْتِيعابِيَّةِ للمؤسساتِ، عبر دَعْمُ المدرسةِ الجمهوريةِ بأرْبَعينَ (40) مِلْيارَ أوقيةٍ قديمةٍ رَغْمَ صُعوبةِ الظُّروفِ النَّاجِمَةِ عنْ جائحةِ كُورونا،

وقال إنه في إطار بَرْنامِجِ الْأَوْلَوِيَّاتِ المُوَسَّعِ، تم إطلاق مَشْروعٌ هامٌّ لِلْبِنْيَةِ التحْتِيَّةِ مَكَّنَ مِنْ إِنْجازِ ما يُناهِزُ أَلْفَيْ (2000) حُجْرَةٍ دِراسِيَّةٍ، مِمَّا زادَ الطاقَةَ الاسْتيعابِيَّةَ لِلْقِطاعِ، وَخَفَّفَ نِسْبَةَ الاكْتِظاظِ في المُؤَسَّساتِ التَّعْليمِيَّةِ.

وأضاف أنه سعيا للرَّفْعِ مِنْ جَوْدَةِ التعليمِ وَتَحْسينِ أَداءِ الْمُدَرِّسينَ، أَطْلَقَ الْقَطاعُ مَسارًا لإِصْلاحِ مَنْظومَةِ التَّكْوينِ الْأَوَّلِيِّ لِلْمُعَلِّمينَ، شَمِلَ مُراجَعَةَ شُروطِ الْوُلوجِ وَمَسارَ التَّكْوينِ وَإِجْراءاتِ الْإشْهادِ وَالتَّرْسيمِ.

وَقال إن نَتائِجُ أَوَّلُ دُفْعَةٍ لِلْإِصْلاحِ، تَخَرَّجَتْ هذه السَّنَةَ، برهنت على نجاحِ الْمَسارِ الْمُتَّبَعِ في هذا الْمَجالِ. كَما شَهِدَتْ السنةُ الْمُنْصَرِمَةُ انْطِلاقَ بَرْنامِجٍ لِلتَّكْوينِ الْمُسْتَمِرِّ لِلْمُدَرِّسينَ اسْتَفادَ مِنْهُ حَتَّى الْآنَ أَرْبَعَةُ آلافِ (4.000) مُدرِّسٍ، وَسَيَشْمَلُ، بِشَكْلٍ تَدْرِيجِيٍّ، جَميعَ المُدَرِّسينَ بَعْدَ تَحْديدِ حَاجاتِهِمْ في التَّكْوين.

وَقال إن القطاعُ عمل على تَحْسينِ ظُروفِ الامْتِحاناتِ وَالْمُسابقاتِ الوطنيَّةِ، مِنْ خِلالِ جُمْلَةٍ مِنَ التَّدابيرِ مَكَّنَتْ مِنْ مُحارَبَةِ الْغِشِّ وَمِنْ تَوْفيرِ الشروطِ المُلائِمَةِ لِلامْتِحاناتِ، مِمَّا انْعَكَسَ إِيجابِيًّا على النَّتائِج، مشيرا إلى أنه وَفي إطارِ دَعْمِ الاسْتِبْقاءِ وَمُكافَحَةِ التَّسَرُّبِ وَالانْحِيَازِ لِلْفِئاتِ الْهَشَّةِ، تَمَّ رَفْعُ عَدَدِ الْمُسْتَفيدينَ مِنَ الْبَرْنامِجِ الْوَطَنِيِّ لِلتَّغْذِيَّةِ الْمَدْرَسِيَّةِ لِيَصِلَ إلى مِائةٍ وتِسعينَ ألفَ (190.000) تلميذٍ في اثْنَتَــــــيْ عَشْرَةَ (12) وِلايَةً.

وأشار إلى أنه َوفي إطارِ الْأَوْلَوِيَّةِ الْتي يمْنحها فخامة رئيس الجمهورية للتَّعْليمِ، تَمَّتْ زِيَادَةُ الْمِيزَانِيَّةِ الْمُخَصَّصَةِ لِلْقطاع، حَيْثُ بَلَغَتْ 18% سنةَ 2021، مِمَّا سَمَحَ بِاكْتِتابِ سِتَّةِ آلافِ (6000) مُدَرِّسٍ، وَزِيَادَةِ عَلاواتِ الْمُدَرِّسينَ الْمَيْدانِيِّينَ زِياداتٍ مُعْتَبَرَةً، فَضْلًا عَنْ تَرْقِيةِ الْمُعَلِّمينَ الْمُكَلَّفينَ بِالتَّدْريسِ وَأَساتِذَةِ السِّلْكِ الْأَوَّلِ، وَالدَّمْجِ التَّدْريجِيِّ لِمُقَدِّمِي خَدَماتِ التَّعليمِ وَإِنْشاءِ سِلْكِ الْمُعَلِّمِ الرَّئيس، إضافة إلى إِطْلاقُ مشروعِ “تَثْمينِ مِهْنَةِ الْمُدَرِّسِ” الَّذِي يَتَضَمَّنُ خِطَّةً لتَلْبِيةِ مُعْظَمِ مَطالِبِ عُمَّالِ الْقِطاعِ، فَضْلًا عَنْ تَنْصيبِ لِجانِ تَسْيِيرِ الْمَدَارِسِ وَإِرْساءِ التَّسْيِيرِ التَّشَارُكِيِّ الَّذِي أَصْبَحَ مِنْ ضَرُوراتِ نَجَاحِ الْمَرْفَقِ الْمَحَلِّيِّ.

ونبه إلى أن هَذِهِ السَّنَة ستشهد بِدَايَةَ التَّجْسيدِ الْفِعْلِيِّ لِمَشْرُوعِ الْمَدْرَسَةِ الجُمْهورِيَّةِ من خِلالِ تَعْميمِ الزّيِّ الْمدْرَسيِّ في مَرْحلةِ التَّعليمِ الأساسيِّ، إيذانًا بِمَرْحَلَةٍ جَديدةٍ تَنْمَحِي فيها الفَوارِقُ وتَتَعَزَّزُ فيها قِيَمُ الجُمهوريَّةِ والْوحْدةُ الوَطنيَّةُ، مبرزا أنه فِي هَذا الإطارِ سَيَتِمُّ الْعَمَلُ على تَحْسينِ خِدْمَةِ التَّعْليمِ مِنْ خِلالِ جُمْلَةٍ مِنَ الْإِجْرَاءاتِ مِنْ ضِمْنِهَا:

– تَنْفيذُ مَشْروعِ تَطْويرِ الْمُؤَسَّساتِ التَّعْلِيمِيَّةِ،

– إِطْلاقُ مَشْروعِ تَجْريبِ الطَّريقَةِ النَّسَقِيَّةِ في تَعْليمِ الْقِراءةِ وَالْكِتابَةِ لِلْمُبْتَدِئين،

– تَوْزيعُ ما يَزيدُ على ثَلاثَةِ مَلايين كِتابٍ مَدْرَسِيٍّ،

– رَبْطُ النِّظامِ الْمَعْلوماتِيِّ لِتَسْييرِ التَّعْليمِ بِنِظامِ الْحالَةِ الْمَدَنِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ،

– تطوير التعليم الرقمي الذي أصبح ضرورة من ضرورات العصر لما يتيحه من مواكبة التطور ومن ضمان استمرار خدمة التعليم إبان حالات الطوارئ.

واستعرض معالي وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي جملة الإنجازات التي تحققت في مجالات التعليم بمختلف مراحله على مستوى قطاعات الشُّؤونِ الإسْلامِيَّةِ وَالتَّعْليمِ الْأَصْلِيِّ والتَّشْغيلِ والتَّكْوينِ الْمِهَنِيِّ والتعْليمِ العالِي والبحثِ العِلْمِيِّ والْعَمَلِ الاجْتِمَاعيِّ وَالطُّفُولَةِ وَالْأُسْرَةِ.

أما رئيسة جهة نواكشوط، السيدة فاطمة بنت عبد الملك، فقد أوضحت أن حضور فخامة رئيس الجمهورية شخصيا لهذا اليوم المفتوح حول التعليم وإصراره على لقاء خريجي مدرستي تكوين المعلمين والأساتذة، دليل على ما يوليه سيادته للتعليم من أهمية وتأكيد على إيمانه بأن العلم هو أساس تطور الفرد وتحرير العقول وتطوير العقليات وبناء المجتمع الراقي، فضلا عن كونه أساس تقدم وازدهار كل بلد.

وأضافت أن رهان رئيس الجمهورية على التعليم للنهوض بالبلد تجلى في شتى المجلات من خلال إطلاق خارطة طريق الإصلاح التي صادقت عليها الحكومة، وإطلاق مسار التشاور الوطني على المستوى الجهوي والوطني، حيث شاركت فيه جميع الأطراف المعنية، مشيرة إلى أن قرار استقبال كافة تلاميذ السنة الأولى الابتدائية في المدارس العمومية يعتبر خطوة هامة في سياق تكريس وترسيخ مفهوم المدرسة الجمهورية.

وقالت إن جهة نواكشوط قامت بإعداد مخطط حول تنمية مدينة نواكشوط يشمل جميع مرافق الحياة، مشيرة إلى أن الجهة وعيا منها بأهمية التعليم، وحرصا على مواكبة ودعم جهود السلطات العمومية الرامية إلى خلق نظام تعليمي قادر على إحداث نهضة ثقافية واجتماعية واقتصادية وصناعية، وسعيا إلى تجسيد “برنامج تعهداتي”، جعلت من التعليم إحدى أولويات مخططها التنموي.

وأضافت أن الجهة قامت بعدة تدخلات من ضمنها تنظيم منصات تعليمية عن بعد لتلاميذ البكلوريا تتسع لخمسة آلاف ( 5000 ) مشارك، وتكريم الناجحين الأوائل في البكلوريا وشهادة ختم الدروس الإعدادية والأساتذة المتميزين، واكتتاب حراس لفائدة جميع الثانويات والاعداديات بنواكشوط، وتجهيزها بصالات للمطالعة مزودة بالأنترنت، وبمخابر متطورة من أجل اخضاعها للمعاير التربوية الحديثة.

وبدوره أعرب رئيس الاتحادية الوطنية لرابطات آباء التلاميذ والطلاب، السيد أحمد ولد أسغير، أن الاهتمام الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية للتعليم، وما واكب هذا الاهتمام من خطوات هامة في مجال إصلاح المنظومة التربوية هو ما حدا بالاتحادية إلى تنظيم تظاهرة وطنية كبرى ثمنت فيها هذه الخطوات، مشيرا إلى أن رابطات آباء التلاميذ والطلاب حريصة على تطبيق مخرجات الحوار الوطني وتنفيذ قانون الإطار ومواكبة جميع خطوات الإصلاح.

وقال إن افتتاح السنة الدراسية لهذا العام يتزامن مع نهاية الحلقات المحضرة للإصلاح، بدءا بخارطة الطريق، فالمشاورات فقانون الإطار، وهي حلقات شارك فيها الطيف الوطني بمشاربه وخلفياته المختلفة، وفي مقدمتهم الاتحادية الوطنية لرابطات آباء التلاميذ والطلاب.

وأشار إلى أن هذه السنة تؤرخ لانطلاق القانون التوجيهي، الذي سيجمع كل أطفال موريتانيا تحت سقف واحد، وبمنهج موحد، يوفر فرصا متساوية للجميع ويعزز اللحمة الوطنية للبلد وهو ما يجسد فكرة المدرسة الجمهورية.

وكان المتحدث باسم الخريجين، السيد إخليهن ولد بوبكر، قد أوضح في كلمة قبل ذلك، أن يوم التعليم يعتبر حدثا تربويا جديدا تلتقي فيه الأسرة التربوية بجميع مكوناتها مع فخامة رئيس الجمهورية، كما يمثل الانطلاقة الفعلية نحو الميدان بما فيه من بث للعلم والمعرفة والأخلاق والقيم، الذي هو اللبنة الأساس في بناء النظام التربوي وإعداد العقول والكفاءات التي تضمن للمجتمع التخلص من الجهل والتخلف والفقر والسعي نحو النهوض والتقدم والوحدة والاستقرار.

وحضر فعاليات هذا اليوم السيدة الأولى الدكتورة مريم الداه، ومعالي الوزير الأول، السيد محمد ولد بلال مسعود، ورئيس الجمعية الوطنية، السيد الشيخ ولد بايه، ورئيس مؤسسة المعارضة الديموقراطية، والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والوزيرة المستشارة برئاسة الجمهورية، و رئيس المجلس الأعلى للتهذيب، وأعضاء الحكومة، وبعض القادة العسكريين والأمنيين، ووالي نواكشوط الغربية، وعمدة بلدية تفرغ زينه، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في بلادنا.