عقد رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين السيد محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، زوال يوم الخميس بمقر الاتحاد، مؤتمرا صحفيا استعرض فيه الوضعية الجيدة التي تعيشها السوق الوطنية خلال شهر رمضان، ودور الفاعلين الاقتصاديين في هذا المجال، والجهود التي قامت بها الدولة لمواكبة المستثمرين عبر القيام بالإصلاحات الضرورية وتوفير البذور .
وقال إن السوق الوطنية تعيش الآن وفرة كبيرة للمواد الغذائية الأساسية وأنه لا يوجد نقص لأي مادة أساسية مرتبطة باستهلاكات الشهر الكريم، مؤكدا أن المخزون من المواد الغذائية الأساسية يغطى فترة ستة أشهر .
وأضاف أن الفاعلين والموردين الموريتانيين كانوا على مستوى كبير من الفاعلية ظهر جليا خلال فترة تفشي (كوفيد-19) 2020، إذ شهدت تلك السنة استيراد أكبر كمية من المواد الغذائية الأساسية رغم ارتفاع أسعار المواد في العالم وتأثر سلاسل الإمداد بالجائحة.
واعتبر أن الأسعار الآن منخفضة إذا قورنت بالأسعار خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وأشاد رئيس الاتحاد بالثورة التي تحققت في مجال إنتاج البطيخ والمداخيل المعتبرة الناتجة من تصديره، حيث وصل إنتاج البطيخ أزيد من 42 ألف طن بقيمة تقدر ب 67 مليون يورو، في حين يتوقع خلال السنة المقبلة أن يصل الإنتاج إلى 65 ألف طن بقيمة تقدر ب 95 مليون يورو، والآفاق واعدة لتطوير تصدير هذه المادة .
وأشار في هذا الصدد إلى أنه في حال تم ربط انجاغو بأوروبا ستكون النتيجة أفضل، وهو ما تعمل السلطات العمومية عليه من خلال إنجاز الدراسة المتعلقة ببناء الطريق الرابط بين المزارع وميناء انجاغو من أجل خلق إنسيابية أكبر لتصدير هذه المادة الأمر الذي ستكون له انعكاسات كبيرة في توفير العملة الصعبة وتخفيف الضغط على البنك المركزي.
وبين أن الاجتماع الذي عقده رئيس الجمهورية مع الفاعلين بعد زيارته لإسبانيا سنة 2022، واجتماع معالي وزير الزراعة مع بعض المستثمرين والتزاماتهما معا، شكلت انطلاقة مسار جديد لتحقيق الاكتفاء في مجال الخضروات، ينضاف للإنجازات المحققة في مجال الزراعة والتي مكنت من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأرز، إذ تم إنشاء 41 مصنعا لتقشير الأرز يقوم بتمويل عشرات المزارع الصغيرة .
وأضاف أن النهضة الزراعية في اترارزه أسهمت في إيجاد 180 ألف رأس من البقر تتغذى على المزارع وتوفر 110 آلاف ليتر من الألبان، مشيرا إلى أن التجارب المقام بها حديثا في مجال زراعة القمح باستخدام التقنيات المتطورة حققت نجاحا كبيرا تجب الإشادة بها لأنها تعطي الأمل في الوصول إلى الاكتفاء مستقبلا من مادة القمح التي نستورد منها كميات كبيرة تصل في بعض الأحيان إلى 700 ألف طن، كما يجب التنويه بالتجربة المتعلقة بالفصة الخضراء التي توفر الأعلاف للمواشي الموريتانية.
وقال رئيس الاتحاد إن موريتانيا تتوفر على 586 ألف هكتار صالحة للزراعة، وأن الفاعلين يخطون بثقة وإرادة قوية، مدعومة من السلطات العمومية، لتوفير الاكتفاء الذاتى من الخضراوات، مبينا أن هناك سياسة جديدة لتوفير المخازن ومصانع لتحويل مادة الطماطم وبناء مزارع محمية لحفظ المنتوج من التلف خلال موسم الأمطار.
وفيما يتعلق بلحوم الدجاج والبيض، أوضح السيد محمد زين العابدين ولد الشيخ احمد أن 60% من الاحتياجات الوطنية من الدجاج والبيض توفرهما مدجنتان كبيرتان وأزيد من 300 مدجنة صغيرة، وفي نهاية السنة سيتم توفير 80% بالمئة، معتبرا أن التقلبات الأخيرة التي شهدتها هذه المادة في السوق الوطنية كانت بسبب عرقلة سلاسل الإمداد.
وقال رئيس الاتحاد أنه يتحمل كامل المسؤولية عن القطاع الخاص، وأنه منفتح على كل الآراء والإرشادات المفيدة من أجل الصالح العام، داعيا الصحافة والمدونين إلى التسجيل في رحلة ينوي الاتحاد تنظيمها لهم لزيارة مزارع اترارزة من أجل الوقوف ميدانيا على ما تحقق من إنجازات وترقية المنتوج الوطني الذي يتوفر على كل شروط النجاح.