صادقت الجمعية الوطنية خلال جلسة علنية عقدتها مساء أمس الاثنين، برئاسة السيد الحسن ولد باها، النائب الثالث لرئيس الجمعية، على مشروع قانون يتضمن مدونة الهيدروجين الأخضر.
وأوضح معالي وزير الطاقة والنفط السيد محمد ولد محمد ماء العينين ولد خالد، أن بلادنا تمتلك إمكانات كبيرة في مجال الطاقات المتجددة، فضلا عن مساحات شاسعة ملائمة لمختلف الأنشطة الاقتصادية، خاصة إنتاج الهيدروجين ومشتقاته، مضيفا أن الموقع الجغرافي للدولة يمنح هو كذلك ميزة لتصدير الطاقة إلى الأسواق العالمية.
وبين أن تزايد الطلب على الهيدروجين الأخضر، والنمو المتسارع الذي يشهده السوق الإقليمي والقاري للكهرباء، يشكل فرصة لبلادنا الذي ترتبط شبكته الكهربائية بشبكة شبه المنطقة، واعتمد مؤخرا مدونة للكهرباء تتيح للقطاع الخاص الاستثمار في إنتاج الكهرباء، مبرزا أن استغلال الهيدروجين الأخضر سيوفر لبلادنا العديد من المنافع الاقتصادية.
وأشار إلى أنه يمكن عبر الإنتاج الكبير للكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، إدخال الفائض في الشبكة الوطنية للاستخدام المحلي في القطاعات السكنية والتجارية والصناعية أو للتصدير إلى شبكة شبه المنطقة، وهو ما سيساهم بشكل كبير في تخفيف أعباء قطاع الطاقة على ميزانية الدولة.
ونوه إلى أن إعداد مدونة الهيدروجين الأخضر كخطوة أولى لوضع الإطار التنظيمي الضروري لضبط مختلف الأنشطة الصناعية الخام والمكرر لعملية إنتاج الهيدروجين الأخضر، وكسب ثقة المستثمرين الدوليين الذين يظهرون اهتماما متزايدا بتطوير واستغلال مشاريع الهيدروجين الأخضر في بلادنا، مستعرضا في ختام عرضه العناوين الرئيسية التي يتضمنها مشروع القانون المذكور.
وأضاف معالي الوزير أن الحكومة ستركز على التكوين والتشغيل في مجال الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع شركاء دوليين؛ منبها إلى أنه لا مانع من استغلال المناطق المرخصة للمعادن لاستكشاف وإنتاج الهيدروجين الأخضر، وأن شركة “اسنيم” تواكب هذا التوجه الجديد.
من جهتهم أشاد السادة النواب بالعرض الذي قدمه معالي الوزير، وركزوا في مداخلاتهم على مدى واقعية التوجه نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر في ظل الواقع الحالي للطاقات الأخرى في البلد، والحديث عن مدى توفر البنى التحتية المطلوبة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره.
وطالبوا بالتحضير الجيد لمشاريعه وتسييرها بطريقة شفافة، كما طالبوا بتنظيم ورشة تكوينية للنواب حول موضوع الهيدروجين الأخضر تعرفهم بالجوانب الفنية لهذا الصنف الطاقوي.
كما عبروا عن مخاوفهم من المخاطر الناجمة عن نقل وتخزين الهيدروجين الأخضر شديد الاشتعال وضرورة الاحتياط في ذلك على نحو علمي مدروس؛ وضرورة تكوين الكوادر البشرية لمواكبة مشاريع الهيدروجين الأخضر وخلق فرص عمل للشباب من خلالها.