
أكد معالي وزير التجهيز والنقل، السيد أعل ولد الفيرك، أن قطاعه ينفذ رؤية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وتعهداته في مجال النقل، للرفع من واقع هذا المجال الحيوي والهام، انطلاقا من استراتيجية متكاملة وطموحة، مستعرضا في هذا السياق ما شهدته البلاد من نقلة نوعية خلال هذه الفترة الأخيرة في مجال النقل.
وأشار معالي الوزير إلى أن هذه الرؤية مكنت من إنجاز أكثر من 3000 كلم من الطرق المعبدة، إضافة إلى ما يجري العمل عليه في إطار مشروع حركية نواكشوط، كما مكنت من إعادة تأهيل المطارات الداخلية، موازاة مع ما يجري تنفيذه من رقمنة الوثائق، فيما يتم العمل على دراسة مشاريع جديدة ضمن رؤية برنامج “طموحي للوطن”.
جاء ذلك خلال “لقاء خاص” مع مؤسسات الإعلام الرسمي: الوكالة الموريتانية للأنباء، قناة الموريتانية، وإذاعة موريتانيا، أمس السبت في نواكشوط، لعرض حصيلة القطاع خلال السنوات الأخيرة، وما تحقق من إنجازات في مجال البنية التحتية الطرقية والنقل، إضافة للآفاق المستقبلية لقطاع النقل.
وأوضح أن السنوات الست الأخيرة شهدت إنجاز أكثر من 3000 كلم من الطرق المعبدة، 2000 منها طرق جديدة، فيما تمت إعادة تأهيل ما يناهز 1200 كلم من الشبكة الطرقية القديمة، في أكبر عملية صيانة عرفتها البلاد، وكلفت خزينة الدولة ما يناهز 70 مليار أوقية.

وأكد معالي وزير التجهيز والنقل أن جميع مقاطعات البلاد تم ربطها بالشبكة الطرقية الوطنية، باستثناء ثلاثة مقاطعات يجري العمل على ربطها بالشبكة.
وأضاف أن حوالي 400 كلم من الطرق الحضرية تم إنجازها في نواكشوط وبعض المدن الداخلية، لافتا إلى أن 138 كلم من الطرق المعبدة يجري تنفيذها حاليا في نواكشوط ضمن البرنامج الاستعجالي لتنمية مدينة نواكشوط، وقد اكتملت الأشغال في عدة مقاطعات كالرياض وتوجنين وعرفات.
وأكد أن موريتانيا اليوم تمتلك شبكة طرق تزيد على 6 آلاف كلم.
وتحدث معالي الوزير عن مشروع حركية نواكشوط ومدى أهميته لانسيابية الحركة وتوفير النقل للمواطنين، موضحا أن الباصات التي تم اقتناؤها يتسع كل واحد منها ل 150 راكبا، وهو ما سيمكن من توفير خدمات نقل فعالة تلبي احتياجات المواطنين.
كما أكد معاليه أهمية الجسور التي تم تدشينها في نواكشوط ضمن مشاريع تطوير شبكة الطرق الحضرية: (جسر الصداقة الموريتانية الصينية، جسر الحي الساكن وجسر التآزر)، ودورها في انسيابية حركة المرور داخل العاصمة.
وبين أن الدولة، حرصا منها على صيانة هذه المشاريع والمكتسبات الهامة، أنشأت مؤسسة لأشغال الصيانة الطرقية (ETER) تمتلك من الموارد والمعدات والتجهيزات ما يخول لها ضمان مواكبة الصيانة الطرقية، لافتا في هذا الصدد إلى وجود محاور طرقية تهددها الرمال المتحركة مثل طريق أطار – تجكجة، ولابد لها من متابعة دائمة ودقيقة.
وفيما يخص ربط شبكة الطرق مع دول الجوار، أشار معالي وزير التجهيز والنقل إلى أهمية طريق تيندوف – نواكشوط التي انطلقت الأشغال فيها والتي تمثل بوابة بين موريتانيا والجزائر، إضافة لجسر روصو الذي سيسهل الحركية بين موريتانيا والسنغال، وتعزز من الاندماج الإقليمي.
وجوابا على سؤال حول مدى جودة الطرق والمعايير المتبعة في تنفيذها، أوضح معالي وزير التجهيز والنقل أن تشييد الطرق يتم بناء على أساس دراسات دقيقة مع مراعاة العديد من المعايير التقنية، مشيرا إلى أن القطاع نظم أياما تشاورية في مجال الطرق للوصول لأهداف دقيقة تمكن من إنجاز المشاريع بالمعايير المطلوبة وفي الآجال المحددة.
* النقل البري والجوي.. إنجازات ملموسة *
وخلال المحور الثاني للقاء، تحدث معالي وزير التجهيز عن النقل البري والجوي والإنجازات الملموسة التي تحققت في هذا المجال، مبرزا أن مشروع حركية نواكشوط في أفق 2026، تم من خلاله توسعة بعض الطرق لتصبح بعرض 28 مترا، جزء منها مخصص لمسارات الباصات لنقل المواطنين، مشيرا إلى أن تلك المسارات مزودة بإشارات مرور حديثة ستساهم، بالإضافة إلى الجسور، في الحد من الاختناقات المرورية التي كانت تشهدها العاصمة نواكشوط.
وقال إن شركة النقل العمومي “اس تى بى” تم تزويدها ودعمها بالوسائل الضرورية لتؤدي عملها بالشكل اللائق، حيث اقتنت 62 حافلة كبيرة ذات جودة عالية، بسعة 150 راكبا، مكيفة ومصممة لضمان الراحة، ومزودة بكل التجهيزات والمعدات الضرورية، و100 حافلة عادية للمحاور الأخرى، مع وضع برنامج لتسيير هذه الحافلات وصيانتها، مبينا أن المسارات تتيح نقل 15 ألف راكب يوميا.
وردا على سؤال حول كيفية إقناع المواطنين باستغلال الباصات المخصصة للنقل بدل السيارات الشخصية، إسهاما في الحد من الاختناقات المرورية، أكد معالي وزير التجهيز والنقل السيد اعل ولد الفيرك، أن هذه الباصات تمتلك خصائص عديدة من ضمنها السرعة، حيث تعتبر أسرع من السيارات الأخرى لأنها تأخذ مسارا لا يشاركها فيه غيرها وذلك ما يسهل سرعة وصول الراكب لوجهته خلال وقت قصير، بالإضافة إلى أنها مزودة بكل الوسائل الضرورية حفاظا على المواطن وضمانا لراحته.
وأعرب عن أمله في أن يتجه المواطنون في تنقلاتهم إلى هذه الباصات لاختصار الوقت والحد من الاختناقات المرورية، مبينا أن السائقين خلال الأسابيع الأولى سيتكونون على كل تلك الرحلات وكيفية التعامل معها والوقت المحدد للوصول من نقطة البداية للوجهة المحددة، كل ذلك من أجل انسيابية العملية وضمان توفرها للمواطن بالشكل اللائق.
واعتبر معالي الوزير أن المحافظة على هذه المنشئات مسؤولية الجميع، وهو ما أكده فخامة رئيس الجمهورية خلال حفل تدشين جسر الصداقة، حاثا الجميع من سلطات إدارية ومواطنين ومنظمات مجتمع مدني على لعب الأدوار المنوطة بهم في هذا الصدد حفاظا على هذه المشاريع الهامة والخدمات الضرورية للمواطنين والتي أنفقت فيها أموال كبيرة.
وتعقيبا على سؤال حول النقل بين الولايات والحد من الفوضوية التي يشهدها، بين معالي وزير التجهيز والنقل أن ثمة تدابير وإجراءات للحد من تلك الاختلالات، منها إجراءات السلامة الطرقية لتعبئة شركات النقل على ضرورة الحد من الإفراط في السرعة واستخدام سيارات مؤهلة للنقل تتوفر على المعايير المطلوبة، موضحا أن القطاع يعتزم تنظيم أيام تشاورية للاتفاق على حزمة إجراءات في هذا المجال لتنظيم القطاع الذي يمثل ما يناهز 20% من الناتج المحلي للبلد، مؤملا في قابل الأيام أن يشهد القطاع تحسينات جذرية تنعكس على الوطن والمواطن بنتائج إيجابية.
وفي رده على سؤال حول مركزية جمع أوراق السيارات بمركز واحد بإدارة النقل، قال معاليه إن للقطاع في الوقت الحالي برمجة جديدة لتطوير كل الخدمات، مشيرا إلى أنه تمت رقمنة بطاقات ملكية السيارة، وستكون متاحة في أسرع وقت، لافتا إلى وجود ما يزيد على 10 بطاقات متاحة للسحب على المنصة وعند إدارة النقل.
ولفت في هذا السياق إلى المراحل التي مرت بها رخصة السياقة والفوضوية التي كانت معهودة في طريقة الحصول عليها، مؤكدا أن أي مواطن يسعى للحصول عليها اليوم لابد أن يكون مسجلا على المنصة وأن يشارك بنفسه في الامتحان للتأكد من أحقيته في الحصول عليها، مع إلزامه بالتدريب لدى إحدى مدارس السياقة (أكثر من 20 ساعة) قبل التقدم للحصول على الرخصة، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ إجراءات صارمة في هذا المجال على مستوى نواكشوط، وستشمل عواصم الولايات لاحقا، للحد من تلك الفوضوية المعهودة برخص السياقة والمغالطات التي كانت قائمة.
ولفت معالي الوزير، في رده على سؤال حول الإجراءات المتخذة للحد من حوادث السير، إلى أن القطاع تبنى استراتيجية وطنية جديدة للسلامة الطرقية انطلاقا من مقاربة شاملة، وسيتم تنظيم حملات تحسيسية سنوية في كل المحاور الطرقية لتوعية المواطنين، فضلا عن المصادقة على الميثاق الافريقي للسلامة الطرقية، مع منع تنقل الحافلات وسيارات النقل بعد منتصف الليل خارج المدن، إضافة إلى تركيب الرادارات للحد من السرعة.
وتعقيبا على سؤال حول ما تحقق من إنجازات في مجال النقل الجوي، أوضح معالي وزير التجهيز والنقل، أنه تمت إعادة تأهيل بعض المطارات كمطاري سيلبابي وكيفة، كما تمت إعادة تأهيل مطار نواذيبو، ومطار لمقيطي، وتم التوقيع مع “آسكنا” على اتفاق يسمح بإدراج مطارات جديدة ضمن الرحلات الليلية وهو ما استفادت منه خمس مطارات منها سيلبابي وكيفه وازويرات والنعمة، مبينا أن الشركة الموريتانية للطيران تمتلك أسطولا يتكون من 7 طائرات، وقد وقعت اتفاقا يسمح لها بتسهيل عملها وتطويره في الآجال المقبلة، كما تم اتخاذ بعض الإجراءات الأخرى لتسهيل صيانة الطائرات.
وحول سؤال يتعلق بتجديد أسطول سيارات النقل الحضري، أوضح معالي الوزير أن الوزارة كانت قد أجرت مناقصة لاقتناء 6 آلاف سيارة لكنها لم تتم، مبينا أن القطاع قام بدراسة جديدة ستطلق مناقصتها قريبا لشراء 5000 سيارة بتمويل من القطاع الخاص، ليتم بيعها لمستخدمي السيارات المعروفة محليا ب “تودروا”، ودفع ثمنها بالتقسيط خلال 5 سنوات.
• الآفاق المستقبلية في مجال الطرق والبنية التحتية *
وفي المحور الأخير الذي يركز على الآفاق المستقبلية للقطاع في مجال الطرق والبنية التحتية، تحدث معالي وزير التجهيز والنقل عن جملة من المشاريع المستقبلية المبرمجة، وأخرى متعثرة.
وأكد أنه تمشيا مع برنامج فخامة رئيس الجمهورية “طموحي للوطن”، يعمل القطاع على إطلاق مشاريع جديدة بغية إعادة ترميم الشبكة الطرقية القديمة، لاسيما طرق: نواكشوط – نواذيبو، اكجوجت – أطار، روصو – بوكى، كيهيدي – سيلبابي، صنكرافه – تجكجة، والنعمه – بنكو، مشيرا إلى أن شركة صيانة الطرق تعمل على تأهيل تلك المقاطع ريثما يتم تأهيلها بشكل كامل.
وأكد أن برنامج فك العزلة ضمن البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الأساسية للتنمية المحلية سينطلق خلال الأسابيع المقبلة، وهو ممول من ميزانية الدولة بمبلغ 16 مليار أوقية قديمة.
وأضاف: تمت دراسة مشاريع أخرى تنتظر التمويل مثل طرق: كنكوصة – تناهة، جكني – عدل بكرو، إضافة لطريقين تم الحصول على تمويلهما وهما: الطينطان – عين فربه – اطويل، انتيكان – البزول، وستنطلق الأشغال فيهما قبل نهاية السنة.
وقال إن ثمة مشاريع كبرى ضمن برنامج “طموحي للوطن” يعمل القطاع مع الجهات المعنية على البحث عن شركاء لتمويلها وإنجازها، مثل مشاريع الطرق السريعة: (نواكشوط – بتلميت)، (نواكشوط – انواذيبو)، (نواكشوط – روصو)، ومشروع (ترام واي) نواكشوط.
وفيما يخص المطارات، أوضح معالي الوزير أن ثمة مشروعا لدراسة كيفية تأهيل المطارات وتشييدها، كما يوجد مشروع آخر لبناء 4 جسور بالعاصمة نواكشوط لا يزال قيد الدراسة، مشيرا إلى أن القطاع كذلك يعكف على تحيين النصوص والقوانين المتعلقة بقوانين السير.
وجوابا على سؤال متعلق بتقييم الانجازات التي تحققت في مجال النقل، اعتبر معالي الوزير أن الاصلاحات التي شهدها القطاع خلال السنوات الأخيرة كانت بعيدة المنال مقارنة بالوضعية التي كان عليها في السنوات الماضية، داعيا إلى الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في هذا المجال.
أجرى الحوار: محمد يحظيه سيدي محمد/ ديده القاظي /